وعن أبي هريرة قال: «إذا وضع "يعني الكافر" في قبره فيرى مقعده من النار، قال: فيقول رب ارجعون أتوب وأعمل صالحاً، قال: فيقال: قد عمرت ما كنت معمراً، قال: فيضيّق عليه قبره ويلتئم فهو كالمنهوش ينام ويفزع تهوي إليه هوام الأرض وحيَّاتها وعقاربها» [أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي هريرة موقوفاً]. وعن عائشة رضي اللّه عنها أنها قالت: «ويل لأهل المعاصي من أهل القبور، تدخل عليهم في قبورهم حيات سود، أو دُهْم حية عند رأسه، وحية عند رجليه، يقرصانه حتى يلتقيا في وسطه، فذلك العذاب في البرزخ الذي قال اللّه تعالى: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}» [أخرجه ابن أبي حاتم عن عائشة موقوفاً]. لعلي اعمل صالحا فيما تركت. قال مجاهد: البرزخ الحاجز ما بين الدنيا والآخرة. وقال محمد بن كعب: البرزخ ما بين الدنيا والآخرة ليسوا مع أهل الدنيا يأكلون ويشربون ولا مع أهل الأخرة يجازون بأعمالهم، وقال أبو صخر: البرزخ المقابر لا هم في الدنيا ولا هم في الآخرة فهم مقيمون إلى يوم يبعثون، في قوله تعالى: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ}: تهديد لهؤلاء المحتضرين من الظلمة بعذاب البرزخ، كما قال تعالى: {مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ} [الجاثية:10]، وقال تعالى: {وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} [إبراهيم:17]، وقوله تعالى: {إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}: أي يستمر به العذاب إلى يوم البعث كما جاء في الحديث: «فلا يزال معذباً فيها» أي في الأرض.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة المؤمنون - قوله تعالى وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين- الجزء رقم9
*ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ( وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) يقول: أجل إلى حين. حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: ( وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ) قال: ما بعد الموت. حدثني أبو حميد الحِمْصي أحمد بن المغيرة، قال: ثنا أبو حَيْوة شريح بن يزيد، قال: ثنا أرطأة، عن أبي يوسف قال: خرجت مع أبي أمامة في جنازة، فلما وُضِعت في لحدها، قال أبو أمامة: هذا برزخ إلى يوم يُبعثون. &; 19-71 &; حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا مطر، عن مجاهد، قوله: ( وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) قال: ما بين الموت إلى البعث. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: ( بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) قال: حجاب بين الميت والرجوع إلى الدنيا. قال ربي ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قَتادة: ( وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) قال: برزخ بقية الدنيا.
نحن لا نحتاج إلى فقدان الذاكرة، نحن نحتاج إلى التفكر في قول رسولنا الكريم: كلّ بَني آدم خطاءٌ وخيرُ الخطائينَ التَّوابون، فقدان الذاكرة ليس حلا لمشكلتنا مع ذواتنا التي أسرفت في الخطأ ومشت بعينين مغمضتين إلى أن أثقل كاهلها الشعور بالندم، الحل المناسب يكمن في قدرتنا على أن نكون أكثر تصالحًا وتسامحًا مع أنفسنا وأن لا نكف عن المحاولة حتى نزيل ما بها من خبث، فالأمر أشبه بالموت إلا أننا عند الموت تغلق أبواب الرجوع وتكون أقصى أمنيات المرء أن يرجع لعله يعمل صالحًا، أما الآن ففرص الحياة كثيرة لعلنا فقط نكون من المفلحين. هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست