وانتقلت دار الخلافة الإسلامية بعد مضي سبع وعشرين سنة من المدينة المنورة إلى الكوفة ثم إلى دمشق، غير أن هذه الحوادث وانتقال دار الخلافة من مكان إلى مكان لم يزلزل تلك الهيبة العلمية والمعنوية والروحية التي قد ترسخت في قلوب الناس تجاه المدينة المنورة، وكانت المدينة المنورة حينذاك محتضنة عدة مدارس علمية ودينية يشرف عليها كل من أبي هريرة وابن عباس و زيد بن ثابت، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين. غير أن أعظم مدرسة شهدتها المدينة المنورة في ذلك الوقت هي زاوية المسجد النبوي التي كانت قريبة من الحجرة النبوية وملاصقة لمسكن زوج النبي ، كانت هذه المدرسة مثابة للناس، يقصدونها متعلمين ومستفتين حتى غدت أول مدارس الإسلام وأعظمها أثرًا في تاريخ الفكر الإسلامي، ومعلِّمة هذه المدرسة كانت أم المؤمنين رضي الله عنها. هذا وقد تخرج في مدرسة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عددٌ كبير من سادة العلماء ومشاهير التابعين، ومسند الإمام أحمد بن حنبل يضم في طياته أكبر عدد من مروياتها رضي الله عنها. عائشة زوجة الرسول - موضوع. السيدة عائشة رضي الله عنها والإفتاء قضت السيدة عائشة رضي الله عنها بقية عمرها بعد وفاة النبي كمرجع أساسي للسائلين والمستفتين، وقدوة يُقتدى بها في سائر المجالات والشئون، وقد كان الأكابر من أصحاب رسول الله ومشيختهم يسألونها ويستفتونها.
- عائشة زوجة الرسول - موضوع
- زوجة النبي السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق – e3arabi – إي عربي
- عائشة زوجة الرسول معلومات ومواقف بارزة
عائشة زوجة الرسول - موضوع
فضحك. وقد أحب رسول الله خطيبته الصغيرة كثيرًا، فكان يوصي بها أمها أم رومان قائلاً: "يا أم رومان، استوصي بعائشة خيرًا واحفظيني فيها". وكان يسعده كثيرًا أن يذهب إليها كلما اشتدت به الخطوب، وينسى همومه في غمرة دعابتها ومرحها. وبعد هجرة الرسول r إلى المدينة، لحقته العروس المهاجرة إلى المدينة المنورة، وهناك اجتمع الحبيبان، وعمّت البهجة أرجاء المدينة المنورة، وأهلت الفرحة من كل مكان؛ فالمسلمون مبتهجون لانتصارهم في غزوة بدر الكبرى، واكتملت فرحتهم بزواج رسول الله بعائشة. أولاد عائشة زوجة الرسول. وقد تمَّ هذا الزواج الميمون في شوال سنة اثنتين للهجرة، وانتقلت عائشة إلى بيت النبوة. أهم ملامح شخصية السيدة عائشة الكرم والسخاء والزهد أخرج ابن سعد من طريق أم درة قالت: أتيت السيدة عائشة رضي الله عنها بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة، فقلت لها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحمًا تفطرين عليه!! فقالت: لو كنت أذكرتني لفعلت. العلم الغزير فقد كان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض؛ قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة رضي الله عنها من أفقه الناس، وأحسن الناس رأيًا في العامة. قال أبو موسى الأشعري: ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قَطُّ، فسألنا عنه عائشة -رضي الله عنها- إلا وجدنا عندها منه علمًا.
زوجة النبي السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق – E3Arabi – إي عربي
وفي صحيح مسلم عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت سبع، سنين وزفت إليه وهي بنت تسع سنين ولُعَبها معها، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة. وقد اتفق على هذا المعنى الشيخان في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب, ولم نجد أحداً من شراح الحديث اعترض على هذا التاريخ ولا نقل ما يخالفه. وأما قضية الإفك فقد كانت في السنة السادسة من الهجرة كما في صحيح البخاري, وقد نقله ابن كثير في البداية عنه ولم يعترضه, وإنما دعمه بروايات أخرى, وكان عمرها آنذاك حوالي خمس عشرة سنة، ولم نر من ذكر عنها أنها كانت بنت ثماني سنوات. وأما أسماء فقد ذكر ابن هبة الله في تاريخ مدينة دمشق أنها بقيت مائة سنة حتى عميت وماتت بعد قتل عبد الله بن الزبير سنة ثلاث وسبعين بعد ابنها بليال, وذكر هو وابن عبد البر في الاستيعاب أنه قال ابن أبي الزناد: وكانت أكبر من عائشة بعشر سنين. ونقل ابن هبة الله أيضاً عن أبي نعيم أنها ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة وقبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين وولدت لأبيها الصديق يوم ولدت وله أحد وعشرون سنة توفيت أسماء سنة ثلاث وسبعين بمكة بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير بأيام ولها مائة سنة، وقال الذهبي في السير: إنها ماتت بعد ابنها عبد الله بشهرين أو نحو ذلك ولها قريب من مئة عام.... مقتل عائشة زوجة الرسول. وقال: كانت أسن من عائشة بسنوات..
ثم نقل الذهبي قول ابن أبي الزناد كانت أكبر من عائشة بعشر سنين، ثم قال: قلت: فعلى هذا يكون عمرها إحدى وتسعين سنة.
عائشة زوجة الرسول معلومات ومواقف بارزة
لم تكن عائشة مطلعة على هذا الخبر المؤلم، حتى خرجت مع (أم مسطح)، إذ عثرت (أم مسطح) فقالت تعس (مسطح)، قالت (عائشة): "بئس ما قلت لرجل من المهاجرين حضر (بدر)، قالت: " أوما بلغك الخبر يا بنت (أبي بكر)؟ قالت: "قلت: وما الخبر؟ فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الإفك، قالت: "قلت: أو قد كان هذا؟" قالت: "نعم والله فقد كان" قالت: "فوالله إني ما قدرت أن أقضي حاجتي، ورجعت".
وما توصل إليه من حسابات بأن عائشة يوم بنى بها النبي صلى الله عليه وسلم كان عمرها (18) سنة، هو كلام باطل لا يصح، وذلك لما يلي:
(1) اتفاق الأحاديث في الصحيحين وغيرهما بأن النبي صلى الله عليه وسلم بنى بها وهي بنت تسع سنوات، وكان حرياًً بهذا الباحث ـ هداه الله ـ أن ينقل لنا اتفاق العلماء على هذا الأمر، بدلاًً مما ادعاه على اتفاقهم أن أسماء تكبر عائشة بعشر سنوات، وليس فيه اتفاق كما سوف أبين إن شاء الله. (2) أن عائشة نفسها ـ وهي صاحبة القصة ـ تروي وقائع زواجها منه صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما ذكرته كما في صحيح مسلم أنها زفت إليه وهي بنت تسع سنين ولعبتها معها، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة، أفتصدق صاحبة القصة الصريحة أم الذي يتفلسف بحساباته ؟
(3) في الحديث السابق يتأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم بنى بها وهي بنت تسع سنين، لأن عائشة رضي الله عنها ضبطت أيضاًً عمرها يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم (18) سنة، فتكون في أول الهجرة لها (9) سنوات.