ولذلك يجب أن نفرق بين لتوكل والتواكل. إن التوكل عمل قلب وليس عمل جوارح، والتوكل تعطيل جوارح. ليس في الإسلام تواكل، إنما الجوارح تعمل والقول تتوكل. هكذا كان توكل هاجر، لقد عملت وتوكلت على الله؛ فرزقها الله بما تريد بأهون الأسباب، وهي ضربة قدم الوليد للأرض، وبقيت تلك المسألة شعيرة من شعائر الحج وهي سبعة أشواط بين الصفا والمروة. قصة سعى هاجر بين الصفا والمروة وتمثل الشيطان لها - YouTube. وعندما غفل الناس عن عبادة الله،ودخلت عبادة الأصنام في الجزيرة العربية أوجدوا على جبل الصفا صنما أسموه "إسافا" وعلى المروة صنما أسموه "نائلة". وكانوا يترددون بين إساف ونائلة، لا بين الصفا والمروة، لقد نقلوا العبادة من خالصية التوحيد إلى شائبية الوثنية. فلما جاء الإسلام أراد الله ألا يوجه المسلمين في صلاتهم إلى البيت المحرم إلا بعد أن يطهر البيت ويجعله خالصا لله، فلما ذهب بعض المؤمنين إلى الكعبة تحرجوا أن يسعوا بين الصفا والمروة؛ لأن "إسافا" و"نائلة" فوق الجبلين، فكأنهم أرادوا أن يقطعوا كل صلتهم بعادات الجاهلية، واستكبر إيمانهم أن يترددوا بين "إساف" و"نائلة"، فأنزل الله قوله الحق: "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهم ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم"، أي لا تتحرجوا في هذا الأمر لأنكم ستسعون بين الصفا والمرة؛ لا بين إساف ونائلة كما كان يفعل المشركون الوثنيون، إذن فالعمل هنا كان بالنية.
قصة السعي بين الصفا والمروة | حواديت اطفال
فهذا ما حصل مع السيدة هاجر، فعندما وجدت نفسها وابنها إسماعيل في أرض صحراء، ولا ماء ولا طعام يكفيهما فتحركت بين الصفا والمروة باحثة عن الماء، فكانت نتيجة سعيها أن نظر الله إليهما بعين الرحمة، فجعل الماء يتفجر من بين قدمي ابنها إسماعيل عليه السلام. وهكذا الإنسان في حياته لا بدّ له من السعي والأخذ بالأسباب. في السعي تذكير لنا بجهود أمنا هاجر وسعيها بحثًا عن الماء، والوقوف على دقائق التاريخ وما حدث مع رسلنا وأنبيائنا الكرام في دعوتهم.
قصة سعى هاجر بين الصفا والمروة وتمثل الشيطان لها - Youtube
لقد كانت نية السعي الأولى عند هاجر هي الإيمان بالله والأخذ بالأسباب، لكن الوثنية قلبت قمة الإيمان إلى حضيض الكفر، وكان لابد أن يستعيد المسلمون نية الإيمان الأولى عند زيارة البيت المحرم بالسعي بين الصفا والمروة، فنحن في الإسلام نرضخ لأمر الآمر، قال لنا: "قبلوا الحجر الأسود"، وفي الوقت نفسه أمرنا أن نرجم الحجر الذي يرمز إلى إبليس، هكذا تكون العبرة بالنية؛ وليس بشكل العمل، وتكون العبرة في إطاعة أمر الله. وكأن الحق بهذه الآية يقول للمؤمنين: إن المشركين عبدوا "إسافا" و"نائلة"، لكن أنتم اطرحوا المسألة من بالكم واذهبوا إلى الصفا والمروة، فالصفا والمروة من شعائر الله، وليستا من شعائر الوثنية، ولكن ضلال المشركين هو الذي خلع عليهما الوثنية في إساف وفي نائلة. لقد أراد الوثنيون بوضع "إساف" على الصفا "ونائلة" على المروة أن يأخذوا صفة التقديس للأوثان، فلولا أن الصفا والمروة من المقدسات سابقا لما وضعوا عليهما أحجارهم ولما جاءوا بأصنامهم ليضعوها على الكعبة، هذا دليل على أن قداسة هذه الأماكن أسبق من أصنامهم، لقد حموا وثنيتهم بوضع "إساف" و"نائلة" على الصفا والمروة. وبعد أن بين الحق للمؤمنين أن الصفا والمروة من شعائر الله، ينبه على أن المكين ـ ساكن المكان ـ لا ينجس المكان، بدليل أن الإيمان عندما كتبت له الغلبة، كسر الأصنام وأزالها من الكعبة وأصبح البيت طاهرا، وعندما كان المؤمنون يتحرجون عن أن يفعلوا فعلا من أفعال الجاهلية طمأنهم الحق سبحانه وتعالى، وقال لهم: "إن الصفا والمروة من شعائر الله".
إن الصفا والمروة اسمين لجبلين صغيرين متقابلين، فأما الصفا فرأس نهاية جبل أبي قبيس وأما المروة فرأس منتهى جبل قُعَيقِعَانَ، وهما جبلان متقابلان يقعان شرقي المسجد الحرام، وكانت تحيط بهما بيوت أهل مكة، وقد كان جبل المروة متصلًا بجبل أبي قبيس وكذلك الصفا كان متصلًا بهما وفي عام 1375هـ فُصل جبلا الصفا والمروة عن الجبل الآخر. وسمي الصفا لأن حجارته من الصفا وهو الحجر الأملس الصلب، وسمي المروة بالمروة لأن حجارتها من المرو، وهي الحجارة البيضاء اللينة التي توري النار. قال تعالى: {إِن الصفا و المروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم} [البقرة 158] وكانت السيدة هاجر عليها السلام أول من سعى بين الصفا والمروة، إذ كانت تصعد إلى جبل الصفا ثمّ تنزل حتى تصل إلى جبل المروة، وهكذا بقيت سبعة أشواط صعودًا ونزولًا بين الصفا والمروة بحثًا عن الماء لرضيعها إسماعيل عليه السلام إلى أن يسر الله جبريل عليه السلام ليفجر لها عين ماء سميت فيما بعد عين زمزم. يعدّ السعي بين الصفا والمروة أحد أركان الحج، يسعى الحاج بين الصفا والمروة سبعة أشواط بادئًا من الصفا ومنتهيًا بالمروة، ويعدّ السعي من الصفا نزولًا عند المروة شوطًا، ومن المروة إلى الصفا شوطًا وهكذا.
فهؤلاء كانوا يخططون مثل تخطيط اليهود والنصارى في القضاء على النبي ومايمثله ؟
ومن الاشياء التي فعلوها تجاه نبيهم هي قتل ذريته واهل بيته حيث اكد مراراً صلى الله عليه واله بالمحافظه على عترته واهل بيته وقال لهم ان هؤلاء اهل بيتي اني سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم ومع ذلك خالفوه وحاربوهم وتفننوا بظلم ذريته واهل بيته وهو الذي اكد على طاعتهم ومحبتهم والتمسك بهم ولكن هذه السنه فعلوها قبلهم اليهود والنصارى تجاه انبائهم في محاربة من اوصى بهم انبيائهم. ثانياً حينما نطالع التاريخ نجد ان انبياء الله قد اوصوا بالتمسك باوصيائهم من بعدهم لان التمسك بهم يعني المحافظه على نهجهم وتعالميهم وان التمسك بهم يعني الرشاد وعدم التمسك يعني الضلال والهلاك ونفس هذا الشي حصل بامة الخاتم حيث اوصى بالثقلين وقال اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي ابدا ؟ ومع هذا فنجد اقصاء اهل البيت وعدم التمسك بمن اوصى به رسول الله وضل اغلبهم بعدم تمسكه بوصية الخاتم. وقد حرصوا اعداء رسول الله على مخالفة رسول الله في المحافضة على ذريته حيث نجد مامن احد من اهل البيت الا وقد قتل ابتداء من السيدة الزهراء وكيف هجموا على دارها واسقطوا جنينها وحرقوا دارها وهي البضعة الوحيدة لمحمد صلى الله عليه واله.
لتتبعن سنن من كان قبلكم | موقع البطاقة الدعوي
وهكذا قوله جل وعلا: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ [المائدة:60] فكما أن من كان في من قبلنا من عبد الطاغوت فهكذا يكون في هذه الأمة من يعبد الطاغوت؛ وهو كل ما عبد من دون الله يقال له: طاغوت. فإن كان لم يرض فالطاغوت الشيطان إذا دعا إلى عبادته: كالأنبياء والصالحين ليسوا بطواغيت، وإنما الطواغيت الشياطين التي دعت إلى عبادتهم وزينتها للناس، وهكذا الصنم يقال له طاغوت، والمعبود من دون الله وهو راض كفرعون والنمرود يقال له طاغوت، والحاكم بغير ما أنزل الله يقال له طاغوت. فالمقصود: أن دعاة الباطل يقال لهم طواغيت، فكما وجد في الماضيين في اليهود والنصارى فهذا يوجد في هذه الأمة. معنى حديث: لتتبعن سنن من كان قبلكم - سطور. قال تعالى: قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا [الكهف:21] يعني قال رؤساؤهم وكبراؤهم لنتخذن عليهم مسجدًا، فهكذا في هذه الأمة من قلد المشركين وعبد القبور واتخذ المساجد عليها كما الآن يوجد في كثير من أمصار المسلمين التعلق على القبور وعبادتها من دون الله ، وعبادة الأنبياء والصالحين، كل هذا تقليد لمن مضى واتباع لمن مضى، وسير على طريقة من مضى من المشركين.
معنى حديث: لتتبعن سنن من كان قبلكم - سطور
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله أكبر، إنَّها السُّنن، قلتم - والذي نفسي بيده - كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾ [الأعراف: 138]، لتركبنَّ سَنَن من كان قبلكم)) [6]. سبب ورود الحديث:
ونرى مَحْملًا قريبًا أن تكون هذه القصةُ السببَ الأول في سياقة هذا الحديث، فيكون من قبيل تحذيره صلوات الله وسلامه عليه لأمته في أواخر حياته أن يقعوا فيما وقع فيه الأمم من قبل، كما حذَّرهم في مرضه الذي تُوُفِّي فيه أن يتَّخذوا كما اتَّخَذَ اليهودُ والنَّصارى قبورَ الأنبياء مساجد. ما فائدة التحذير من أمر مُتحقِّق؟! لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا. وإذا كان ركوبُ الأمَّة المحمديَّة سَنَنَ مَنْ قبلها، أمرًا لا مناص منه، ولا معدى عنه، حتى عُدَّ ذلك بحقٍّ من المعجزات ودلائل النبوَّة، فما الحيلة في قضاءٍ نافذ، وأمرٍ مقدور؟! ثمَّ ما فائدة التحذير ممَّا حَدَّث صلى الله عليه وسلم أنه كائن لا مَحَالة؟! جديرٌ بنا أن نقتبسَ الإجابة عن هذا السؤال من صاحب "اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفةِ أصحاب الجحيم"، فإنه لم يدع في هذا المقام لمُسْتزيد زيادة. قال: "إنَّ الكتاب والسُّنَّة قد دَلَّا على أنه لا يزال في هذه الأمة طائفة مُسْتمسكين بالحقِّ إلى قيام الساعة [7] ، وأنَّ الله لا يزال يغرس في هذا الدين غرسًا يستعملهم فيه بطاعته [8] ، وأنهم لا يجتمعون على ضلالة [9].
أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ، شبرا شبرا وذراعا بذراع ... ) من صحيح البخاري
متن الحديث
الحديث بكامل السند
Sorry, your browser does not support HTML5 audio. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: " لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ " ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: اليَهُودَ ، وَالنَّصَارَى قَالَ: " فَمَنْ "
618
أحاديث أخري متعلقة من كتاب كتاب أحاديث الأنبياء
رواة الحديث
تعرف هنا على رواة هذا الحديث الشريف
وسيرتهم وطبقاتهم ورتبة كل منهم
الدرر السنية
الكلمات الدلالية (Tags):
لا يوجد
اقتباس
مشرفة قسم رمضانيات
تاريخ التسجيل: 13-11-2013
المشاركات: 17858
اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتم
وبارك الله بكم
شكرا لكم كثيرا
انتهى
اقول: لماذا مثل رسول الله (صلى الله عليه واله) بسنن اليهود والنصارى وماهي ابشع الافعال التي اشتهر بها اليهود والنصارى ؟ حتى دعاه صلوات الله وسلامه عليه ان يقول لاصحابة سوف تركبون سنن اليهود والنصارى ؟
ابشع واخطر السنن التي مارسها اليهود والنصارى في حق انبياهم هي الانقلاب على الاعقاب وعدم الامتثال لاوامر انبيائهم بل تمردوا وقتلوا انبيائهم واستباحوا دمائهم وقتلوا ذراريهم.
حديث: لتتبعن سَنن من كان قبلكم [*]
عن أبي سعيد رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُم شِبْرًا بشبْر، وذراعًا بذراع، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْر ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ))؛ قلنا: يا رسول الله؛ اليهودُ والنَّصارى [1] ؟ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((فَمَن؟! ))؛ رواه الشيخان [2]. لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر. المفردات:
السَّنن: بفتح السين، السبيل والمنهاج، وقد يضم فيكون جمع سُنَّة، وهي الطريقة والسيرة. الجُحْر: بضم الجيم ، كلُّ شيء تحتفره الهوام والسِّباع لأنفسهم، ونقل شارح القاموس عن فقهاء اللغة أنه كان خاصًّا بالضَّب، ثم توسَّعوا فيه واستعملوه لغيره. الضَّب: دُوَيْبة تُشبه الحِرذون، وهي أنواع؛ فمنها ما هو قدر الحرذون، ومنها أكبر منه، ومنه دون العنز، وهو أعظمها، ونقل الدَّميري في "حياة الحيوان" أن الضَّبَّ، والوَرَل، والحَرْباء، وشحمة الأرض، والوزغ، كلها متناسبة في الخَلْق. من دلائل نبوَّته صلى الله عليه وسلم:
من دلائل نبوَّته صلوات الله وسلامه عليه، أن يخبرَ ببعض ما كان، وما هو كائنٌ إلى يوم القيامة؛ فإنَّ ذلك من أنباء الغيب التي يُوحيها الله تعالى إليه، ما كان يعلمها هو ولا قومه مِن قبْلُ.