وصم يومك الأدنى لعلك في غد ** تفوز بعيد الفطر والناس صُوَّمُ وحي على السوق الذي فيه يلتقي الْــ ** ـمحبون ذاك السوق للقوم يُعلَمُ يرون به الرحمن -جل جلاله- ** كرؤية بدر التمِّ لا يُتوهَّمُ فقلوب إلى ربها منتهى اشتياقها لا تجد في ذكر الموت هاذم لذاتها إلا طمأنينة ورَوْحا لأرواحها، إنه بحق كما قال إمام العارفين صلى الله عليه وسلم: "تحفة المؤمن الموت". ونترككم إخوتنا وأخواتنا مع علم من أفراد هذه الأمة ممن أحسن وأجاد في ترقيق القلوب بالتذكير بالمعاد الإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله وأحسن إليه. بيان السبب في طول الأمل وعلاجه اعلم أن طول الأمل له سببان: أحدهما الجهل، والآخر حبّ الدنيا؛ أما حبّ الدنيا فهو أنه إذا أَنِسَ بها وبشهواتها ولذّاتها وعلائقها ثَقُلَ على قلبه مفارقتُها، فامتنع قلبه من الفكر في الموت الذي هو سبب مفارقتها، وكلّ من كره شيئا دفعه عن نفسه.
شبكة الألوكة
والمُسَوِّفُ المسكين لا يدري أنَّ الذي يدعوه إلى التسويف اليوم هو معه غدا، وإنما يزداد بطول المدة قوّة ورسوخا، ويظن أنه يتصوّر أن يكون للخائض في الدنيا والحافظ لها فراغ قط وهيهات، فما يفرغ منها إلا من طرحها، فما قضى أحد منها لُبَانَتَه ، وما انتهى أَرَبٌ إلاّ إلى أَرَب. شبكة الألوكة. وأصلُ هذه الأماني كلِّها حبُّ الدنيا والأُنسُ بها، والغفلةُ عن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "أَحْبِبْ من أحْبَبْتَ فإنك مفارِقُه" 1. وأما الجهل، فهو أن الإنسان قد يُعَوِّلُ على شبابه فيستبعد قرب الموت مع الشباب، وليس يتفكر المسكين أن مشايخ بلده لو عُدُّوا لكانوا أقل من عشر رجال البلد، وإنما قَلُّوا لأن الموت في الشباب أكثر، فإلى أن يموت شيخ يموت ألف صبي وشابّ. وقد يستبعد الموت لصحته، ويستبعد الموت فجأة ولا يدري أنّ ذلك غير بعيد، وإن كان ذلك بعيدا فالمرض فجأة غيرُ بعيد، وكل مرض فإنما يقع فجأة، وإذا مرض لم يكن الموت بعيدا. ولو تفكَّر هذا الغافل وعلم أن الموت ليس له وقت مخصوص من شباب وشِيب وكهولة، ومن صيف وشتاء وخريف وربيع، ومن ليل ونهار لعَظُمَ استشعارُه واشتغل بالاستعداد له، ولكنّ الجهلَ بهذه الأمور وحبَّ الدنيا دَعَوَاه إلى طول الأمل وإلى الغفلة عن تقدير الموت القريب، فهو أبدا يظن أن الموت يكون بين يديه ولا يقدِّر نزولَه به ووقوعَه فيه.
ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، ومَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجَنَّةُ». سلعةُ الله غالية | أنصار الله. [ صحيح. ] - [رواه الترمذي. ] الشرح
من خاف الله تعالى فليبتعد من المعاصي وليجتهد في طاعته سبحانه؛ فالمتاع التي عند الله غالية، وهي الجنة التي لا يليق بثمنها إلا بذل النفس والمال. الترجمة:
الإنجليزية
الفرنسية
الإسبانية
التركية
الأوردية
الإندونيسية
البوسنية
الروسية
البنغالية
الصينية
الفارسية
تجالوج
الهندية
السنهالية
الكردية
الهوسا
البرتغالية
عرض الترجمات
سلعةُ الله غالية | أنصار الله
فذلك الطريق.. صحراء قاحلة....
يمشي الراكب فيها.. خمسة أيام بلا ماء..!!!.. فسار الجيش متوكلين على الله..
وقطعوا تلك المفازة..
ولك أن تتخيل المشقة التي عانوها..
يسيرون في صحراء حارة!!!! خمسة أيام متواصلة..!!! أما في اليوم الرابع والخامس..
فلم يبق ماء في أحمالهم...!!
بل إن بعضهم مسك مناصب ونسي الإيمان والعمل الصالح، خلاص قد هو من أنصار الله يعني يفعل ما اشتى.. قد جاهد يعمل بعدها ما اشتى.. (اعملوا يا أهل بدر ما شئتم فَـإنَّ الله قد غفر لكم).. (ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم)
لا يا حبيبي.. الأحاديث السابقة مكذوبة لا تركن عليها.. وجهادك لوحده "مَشُّو" مخليك ولا حتى تشمّ الجنة شمم وأنت أخلاقك زفت وفسادك واضح ولسانك طويل، وعملك مهمل له، وجيرانك يشكون منك، ووالديك زعلانين منك..
لا بد من مراجعة نفسك ومراجعة عقيدتك بالله، ومراجعة الآيات القرآنية الواضحة التي تُبَيِّن لك بأن الجنة تشتي أعمال متكاملة من جميع الجوانب، كما في الآية السابقة. الجنة تشتي جهاد، وتشتي إيمان، وتشتي عمل صالح، وتشتي تطبيق القرآن كله من الغلاف إلى الغلاف. ولذلك بعض القتلى لا يسمى شهيدًا إذا كان قتاله دون إيمان ودون عمل صالح حتى ولو قاتل في صف الحق وتحت راية النبي، وحتى ولو قتلَه شارون أَو ترامب أَو نتنياهو، فقتله لن يشفع له إذَا كانت صفحته سوداء، أَو كان قتاله لغرض دنيوي، وما قوله تعالى: (بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُوْنَ) إلا لمن قُتِلَ وهو مؤمنٌ وكان عملُه الماضي صالحا. فانتبه من الغرور واعمل بتوجيهات الباري كلها، ولا تنخط فوقنا بأنك قاتلت في عسير أَو صِفِّين أَو الخندق، واقتحمت موقع الشرفة وطلَّيت على نجران، فهذا لن يعفيك عن مساءلة الباري لك عن بقية الأحكام وما شرعه الإسلام، وهذا لن يشفع لك عند الباري بدخول الجنة وأنت بدون إيمان ولا عمل صالح..
وإذا نصحناك كن اقبل النصيحة، مش تقل إحنا مش مُسَلِّمِين، فالتسليم شيء والنصيحة شيء آخر.
وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) القول في تأويل قوله تعالى: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) يقول تعالى ذكره: وجعل هؤلاء المشركون بالله ملائكته الذين هم عباد الرحمن. واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء المدينة " الذين هم عند الرحمن " بالنون, فكأنهم تأولوا في ذلك قول الله جلّ ثناؤه: إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ فتأويل الكلام على هذه القراءة: وجعلوا ملائكة الله الذين هم عنده يسبحونه ويقدسونه إناثا, فقالوا: هم بنات الله جهلا منهم بحق الله, وجرأة منهم على قيل الكذب والباطل. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة ( وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا) بمعنى: جمع عبد. من هم عباد الرحمن؟ (63-الفرقان / ج19) – شبكة السراج في الطريق الى الله... فمعنى الكلام على قراءة هؤلاء: وجعلوا ملائكة الله الذين هم خلقه وعباده بنات الله, فأنثوهم بوصفهم إياهم بأنهم إناث. والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار صحيحتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب, وذلك أن الملائكة عباد الله وعنده.
من هم عباد الرحمن تطلق برنامجين نوعيين
أوصاف عباد الرحمن كما في الآيات... 1- أول هذه الأوصاف أنهم يمشون على الأرض هونا "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً" أي: بسكينه ووقار وتواضع وبغير تجبر ولا استكبار، وليس المقصود أنهم يمشون كالمرضى تضعفا ورياء، فقد كان _صلى الله عليه وسلم_ إذا مشى فكأنما ينحط من صبب، وكأنما الأرض تطوى له، وقد كره السلف المشي بتضعف وتصنع، وقال الحسن البصري _رحمه الله_: إن المؤمنين قوم ذلت منهم والله الأسماع والأبصار والجوارح، و دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم، ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة. من هم عباد الرحمن يعلن 8 وظائف. والداعية إلى الله إنما هو نموذج للتواضع وخفض الجناح، فلا يغتر بعلم، ولا يظنن أنه قد اكتسب مكانته بين الناس بجهده، بل هو محض فضل من الله، وكرم لما يحمل من خير، وليبن ذلك في حديثه وسلوكه وفي غضبه ورضاه 2- وثاني صفاتهم: أنهم "وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً" أي: إذا سفه عليهم الجهال بالقول السيئ لم يردوا عليهم بمثله، بل يصفحون ولا يقولون إلا خيراً كما كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ لا تزيده شدة الجاهل إلا حلما. وللنبي _صلى الله عليه وسلم_ مشاهد كثيرة في حلمه على الناس وفي دفع السيئة منهم بالحلم منه _صلى الله عليه وسلم_ فيقابل السيئة بالحسنة، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ أن رجلا أتى النبي _صلى الله عليه وسلم_ يتقاضاه فأغلظ له، فهم به أصحابه، فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ "دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً".
اللهم اجعلنا من عبادك الصادقين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه يا رب العالمين. هذا وصلُّوا وسلمُوا على عبد الله ورسوله، فقد أمركم الله بذلك، فقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم عن أصحابه أجمعين وعن التابعين، ومَن تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين وعنَّا معهم بفضلك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.