د. عادل أحمد الرويني
قال تعالى: «وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً» (النساء: 128). «ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً »، (النساء: 129). تفسير آية ..(ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم). «وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته وكان الله واسعاً حكيماً * ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنياً حميداً * ولله ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً». (النساء: 130 - 132). السؤال: ما سر إيثار النفي ب (لن) في قوله تعالى: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)؟
الجواب: أوثر النفي ب (لن) للمبالغة في النفي؛ لأن أمر النساء يغالب النفس، والله عز وجل جعل حسن المرأة وخلقها مؤثراً أشد التأثير فرب امرأة لبيبة خفيفة الروح، وأخرى ثقيلة حمقاء، فتفاوتهن في ذلك وخلو بعضهن منه يؤثر لا محالة تفاوتاً في محبة الزوج بعض أزواجه، ولو كان حريصاً على إظهار العدل بينهن، فلذلك قال تعالى:
(ولو حرصتم) وأقام الله ميزان العدل بقوله:
(فلا تميلوا كل الميل) أي لا يفرط أحدكم بإظهار الميل إلى إحداهن أشد الميل حتى يسوء الأخرى بحيث تصير الأخرى كالمعلقة.
معنى قوله تعالى وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ - إسلام ويب - مركز الفتوى
٩٩ - باب العَدْلِ بَيْن النِّسَاءِ {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَاسِعًا حَكِيمًا} [النساء: ١٢٩ - ١٣٠] الشرح: هذِه الآية نزلت في عائشة - رضي الله عنها -، ذكره ابن أبي شيبة في "مصنفه" عن ابن أبي مليكة. وقال عبيدة: هو الحب والجماع (١). ومعنى الآية: ولن تطيقوا أيها الرجال أن تسووا بين نسائكم في حبهن بقلوبكم، حتى تعدلوا بينهن في ذلك؛ لأن ذلك مما لا تملكونه، ولو حرصتم في تسويتكم بينهن في ذلك. قال ابن عباس: لا تستطيع أن تعدل بالشهوة فيما بينهن ولو حرصت (٢). ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين المساء. قال ابن المنذر: ودلت هذِه الآية أن التسوية بينهن في المحبة غير واجبة. وقد أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن عائشة أحب إليه من غيرها من أزواجه، فلا تميلوا كل الميل بأهوائكم حتى يحملكم ذلك أن تجوروا في القسم على الذين لا تحبون. وقوله: {فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} يعني: لا أيم، ولا ذات بعل (٣) {وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: ١٢٩] يقول: وإن تصلحوا فيما بينكم وبينهن بالاجتهاد منكم في العدل بينهن وتتقوا (١) "المصنف" ٣/ ٥١١ (١٦٦٧٨ - ١٦٦٧٩). (٢) "تفسير الطبري" ٤/ ٣١٢، ٣١٣.
المقصود: أن الواجب عليه العشرة بالمعروف، الله يقول: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:228] وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228] وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19] فلا بد من المعاشرة الطيبة، وإذا بذل وسعه، واتقى الله، فالشيء الذي يغلبه يعفو الله عنه. فتاوى ذات صلة
تفسير آية ..(ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)
وبما ذكرناه يتَّضح معنى قوله تعالى: ﴿فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً﴾ (4) فالمراد من الأمر بالاكتفاء بالواحدة حين الخوف من عدم العدل هو عدم العدل في النفقة والقسمة وسائر شئون المعاشرة بالمعروف، فإنَّ الإنسان قد يكون قادراً على ذلك، وقد لا يكون قادراً، فمَن كان قادراً على المساواة والعدل في المعاشرة والنفقة كان له أنْ يتزوَّج بأكثر من زوجة، ومَن كان يخشى عدم القدرة على العدل في المعاملة فالأجدرُ به أنْ لا يتزوَّج إلا واحدة. وأمَّا الآيةُ التي نحن بصدد بيانها فالمراد من عدم الاستطاعة على العدل هو عدم القدرة على التحكُّم في المشاعر حيثُ لا اختيار للإنسان فيما يُحب وفي مستوى ما يُحب. وأمَّا ما ورد في عقوبة مَن يَظلم إحدى زوجتيه ولا يُساوي بينها وبين الأخرى في المعاملة فرواياتٌ عديدة. معنى قوله تعالى وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ - إسلام ويب - مركز الفتوى. منها: ما رُوي عن النبيِّ (ص): "مَن كانت له امرأتان يميلُ مع احداهما جاء يوم القيامة وأحدُ شِقَّيه مائل"(5). والحمد لله رب العالمين
من كتاب: شؤون قرآنية
الشيخ محمد صنقور
1- سورة النساء / 129. 2- الكافي -الشيخ الكليني- ج5 / ص362، وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج21 / ص345 / باب 7 من أبواب القسم والنشوز / ح1، تفسير العياشي -محمد بن مسعود العياشي- ج1 / ص279، تفسير القمي -علي بن إبراهيم القمي- ج1 / ص155.
سورة النساء الآية رقم 129: إعراب الدعاس
إعراب الآية 129 من سورة النساء - إعراب القرآن الكريم - سورة النساء: عدد الآيات 176 - - الصفحة 99 - الجزء 5.
ما معنى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ}؟
لفظ أبي داود ، وهذا إسناد صحيح ، لكن قال الترمذي: رواه حماد بن زيد وغير واحد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة مرسلا قال: وهذا أصح. وقوله ( فلا تميلوا كل الميل) أي: فإذا ملتم إلى واحدة منهم فلا تبالغوا في الميل بالكلية ( فتذروها كالمعلقة) أي: فتبقى هذه الأخرى معلقة. قال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، والضحاك ، والربيع بن أنس ، والسدي ، ومقاتل بن حيان: معناه لا ذات زوج ولا مطلقة. وقد قال أبو داود الطيالسي: أنبأنا همام ، عن قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن بشير بن نهيك ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما ، جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط ". وهكذا رواه الإمام أحمد وأهل السنن ، من حديث همام بن يحيى ، عن قتادة ، به. وقال الترمذي: إنما أسنده همام ، ورواه عن قتادة - قال: " كان يقال ". ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم. ولا نعرف هذا الحديث مرفوعا إلا من حديث همام. وقوله: ( وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما) أي: وإن أصلحتم في أموركم ، وقسمتم بالعدل فيما تملكون ، واتقيتم الله في جميع الأحوال ، غفر الله لكم ما كان من ميل إلى بعض النساء دون بعض.
الجواب: تفترق (إن) عن (إذا) بأنها تدل على عدم جزم المتكلم بوقوع الشرط في الزمن المستقبل. أما عن إجابة السؤال فلعل سبب إيثار أداة الشرط (إن) التي تدل على الشك في وقوع الشرط هو الدعوة إلى وجوب التريث وعدم الاستعجال في اتخاذ الزوجين قرار المفارقة بل لا بد من المراجعة والتأني والصبر قبل الإقدام على هدم الحياة الزوجية؛ لذا رغب الزوجان في الصلح بينهما في قوله تعالى: «فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا، والصلح خير.. »، (النساء 128)، إذن وضع التعبير بإن الشرطية المفارقة بين الزوجين في معرض الشك؛ للترغيب في استنفاد كل السبل قبل أن يقدما على إنهاء علاقتهما بالانفصال حيث إن أبغض الحلال عند الله الطلاق. ما معنى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ}؟. السؤال: لم بني الشرط ب (إن) الشرطية في قوله تعالى: (وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض)؟ (النساء: 131) الجواب: لاستبعاد تصور الكفر عن أي إنسان عاقل يدرك بوعيه وحسه أنه - سبحانه - مالك الملكوت الغني عن عباده الذي لا يضره كفر خلقه ولا معاصيهم والذي تصريف أمور خلقه بيده - سبحانه - وله ما في السماوات وما في الأرض. تكرار بليغ السؤال: ما الغرض من تكرير قوله تعالى: (لله ما في السماوات وما في الأرض) في الآيات الكريمة؟ الجواب: لتقرير ما هو موجب للتقوى وطاعته سبحانه والخوف من عصيانه لأن الخشية والتقوى أصل الخير كله.
وأما على تأويل ابن عباس وابن زيد:"إن الله لا يحب من كان مختالا فخورًا"، الذين يبخلون على الناس بفضل ما رزقهم الله من أموالهم، ثم سائر تأويلهما وتأويل غيرهما سواء. قال أبو جعفر: وأولى الأقوال بالصواب في ذلك، ما قاله الذين قالوا: إن الله وصف هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم في هذه الآية، بالبخل بتعريف من جهل أمرَ محمد ﷺ أنه حقّ، وأنّ محمدًا لله نبيّ مبعوث، وغير ذلك من الحق الذي كان الله تعالى ذكره قد بيّنه فيما أوحى إلى أنبيائه من كتبه. فبخل بتبيينه للناس هؤلاء، وأمروا من كانت حاَله حالَهم في معرفتهم به: أن يكتموه من جَهِل ذلك، ولا يبيِّنوه للناس. وإنما قلنا: هذا القول أولى بتأويل الآية، لأن الله جل ثناؤه وصفهم بأنهم يأمرون الناس بالبخل، ولم يبلغنا عن أمة من الأمم أنها كانت تأمرُ الناس بالبخل ديانةً ولا تخلُّقًا، بل ترى ذلك قبيحًا وتذمَّ فاعله؛ [[في المطبوعة: "ويذم فاعله" بالياء، وهو خطأ في قراءة المخطوطة، لأنها غير منقوطة، واستتبع هذا الخطأ من ناشر المطبوعة أن يغير ما كان في المخطوطة، إذا اختلطت معاني الكلام عليه، كما سترى. ]] وَتمتدح - وإن هي تخلَّقَت بالبخل واستعملته في أنفسها - بالسخاء والجود، [[في المطبوعة: "ولا يمتدح... فالسخاء، تعده... "، لما أخطأ في قراءة الكلمة السالفة، غير ما في المخطوطة كل التغيير زاد"لا" في"ويمتدح"، وجعل"بالسخاء""فالسخاء"، وجعل"وتعده"، "تعده" بحذف الواو = أراد أن تستقيم العبارة ففسدت فسادًا مطلقًا بلا قيد ولا شرط!!
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الحديد - الآية 24
﴿ تفسير البغوي ﴾
( الذين يبخلون) قيل: هو في محل الخفض على نعت المختال. وقيل: هو رفع بالابتداء وخبره فيما بعده. ( ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول) أي: يعرض عن الإيمان ( فإن الله هو الغني الحميد) قرأ أهل المدينة والشام: " فإن الله الغني " بإسقاط " هو " وكذلك هو في مصاحفهم. ﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله- سبحانه- بعد ذلك: الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ بدل من قوله- تعالى-: كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ والمراد بالذين يبخلون: كل من يبخل بماله أو بعلمه.. فكأنه- تعالى- يقول: والله لا يحب الذين يبخلون بما أعطاهم من فضله، بخلا يجعلهم لا ينفقون شيئا منه في وجوه الخير، لأن حبهم لأموالهم جعلهم يمسكونها ويشحون بها شحا شديدا.. ولا يكنفون بذلك، بل يأمرون غيرهم بالبخل والشح. وعلى رأس هؤلاء الذين لا يحبهم الله- تعالى- المنافقون، فقد كانوا يبخلون بأموالهم عن إنفاق شيء منها في سبيل الله، وكانوا يتواصون بذلك فيما بينهم، فقد قال- سبحانه-في شأنهم: هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا. وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النساء - الآية 37
وقوله- سبحانه-: وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ تذييل المقصود به ذم هؤلاء البخلاء على بخلهم. وجواب الشرط محذوف، أغنت عنه جملة فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ والغنى: هو الموصوف بالغنى- وهي صفة من صفات الله- عز وجل- إذ هو الغنى غنى مطلقا، والخلق جميعا في حاجة إلى عطائه- سبحانه- والحميد: وصف مبالغة من الحمد. والمراد به أنه- تعالى- كثير الحمد والعطاء للمنفقين في وجوه الخير. أى: ومن يعرض عن هدايات الله- تعالى- وعن إرشاداته... فلن يضر الله شيئا، فإن الله- تعالى- هو صاحب الغنى المطلق الذي لا يستغنى عن عطائه أحد، وهو- سبحانه- كثير الحمد والعطاء لمن استجاب لأمره فأنفق مما رزقه الله بدون اختيال أو تفاخر أو أذى. ثم بين- سبحانه- أن حكمته قد اقتضت أن يرسل رسله إلى الناس، ليهدوهم إلى طريق الحق، وأن الناس منهم من اتبع الرسل، ومنهم من أعرض عنهم، ومنهم من ابتدع أمورا من عند نفسه لم يرعها حق رعايتها.. فقال- تعالى-:
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
ثم قال: ( الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) أي: يفعلون المنكر ويحضون الناس عليه ، ( ومن يتول) أي: عن أمر الله وطاعته ( فإن الله هو الغني الحميد) كما قال موسى عليه السلام: ( إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد) [ إبراهيم: 8].
شرح المفردات و معاني الكلمات: يبخلون, يأمرون, الناس, بالبخل, ويكتمون, آتاهم, الله, فضله, أعتدنا, للكافرين, عذابا, مهينا,
تحميل سورة النساء mp3:
محرك بحث متخصص في القران الكريم
Saturday, April 23, 2022
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب