المعرب والمبني في اللغة العربية - YouTube
ما هو المعرب والمبني
أهلا بكم..
تعرفنا في الحلقة الماضية على ظاهرة الإعراب في اللغة العربية، وعلِمنا أن آخر الكلمة يتغير –غالبا- حسب تركيب الجملة والوظيفة النحوية للكلمة، وتوقفنا عند سؤال يقول: هل يظهر الإعراب في كل الكلمات العربية؟
فهيا بنا لنعرف الإجابة..
هناك فئات من الكلمات العربية لا يطرأ على آخرها أي تغيير، بل تبقى مبنية على شكل واحد بغض النظر عن وظيفتها وموقعها في الجملة. وانظروا معي إلى هذه الأمثلة:
- أعجبني هَذَا الكتاب. - قرأت هَذَا الكتاب. - استفدت من هَذَا الكتاب. إذا تأملتم هذه الأمثلة فستلاحظون أن اسم الإشارة "هَذَا" تكرر فيها. ما الفرق بين المعرب والمبني ؟ - موسوعة. فقد جاء في الجملة الأولى فاعلا، وفي الثانية مفعولا به، أما في الجملة الأخيرة فقد جاء قبله حرف جر، ومع ذلك لم يظهر أي تغيير في آخر هذا الاسم. بناء على ما تقدم يمكن أن نصنف الكلمات العربية إلى قسمين: قسم معرب، وقسم مبنيّ. فالمعرب هو ما يتأثر شكله بموقعه ووظيفته النحوية في الجملة كما رأينا في الدرس السابق، ويشمل هذا القسم معظمَ الأسماء والفعلَ المضارعَ في أغلب حالاته. أما المبنيُّ فلا يتأثر آخرُه بموقعه ولا بوظيفته في الجملة، بل يُستعمَل بصيغة واحدة في كل أحواله. والآن نأتي إلى سؤال مهم أراه في عيونكم، وهو هل يمكن أن نعرف قائمة الكلمات المبنية؟
والجواب: نعم، الكلمات المبنية محصورة في أنواع وحالات محددة.
ماهو المعرب
مما لا يحتمل شكًّا ولا ريبًا وجود الدخيل أو الأعجمي في لسان عدنان. قال ابن فارس في
كتابهِ «الصاحبي» ما هذا نصُّهُ بحروفهِ: «زعم أهل العربية أن القرآن ليس فيه من كلام
العَجَمِ شيء، وأنه كله عربي،
يتأوَّلون قوله، جلَّ ثناؤه: إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا
عَرَبِيًّا ، وقوله: بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ
مُبِينٍ. قال أبو عُبَيْد: والصواب من ذلك عندي — والله أعلم — مذهب
فيه تصديق القولين جميعًا، وذلك أن هذه الحروف، وأصولها عجمية، كما قال الفقهاء؛
إلا أنها سقطت إلى العرب، فأعربتها بألسنتها، وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها،
فصارت عربية؛ ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب؛ فَمَنْ قال إنها
عربية، فهو صادق، وَمَنْ قال عَجَمِيَّة، فهو صادق. » ا. من الأسماء المعربة؟ ما هي الأسماء المعربة؟ - مقال. ﻫ. وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وابن جرير عن أبي ميسرة عمرو بن شُرَحْبيل، قال: «نزل
القرآن بكل لسان. » وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك قال: نزل القرآن بكل لسان، وأخرج ابن
المنذر في تفسيره عن وهب بن مُنَبِّه، قال: ما من اللغة شيء إلا منها في القرآن شيء،
قيل:
وما فيه من الرومية؟ قال: «فَصُرهُنَّ» يقول: قَطِّعْهُنَّ. ا. ﻫ. المقصود من
إيرادهِ. على أن معرفة هذا المُعَرَّب ورَدَّه إلى أصله قد يصعب أحيانًا، ولا سيما إذا كانت
اللفظة
ثلاثية أو رباعية، وأصولها تشبه أصول العربية، ووزنها يشبه الوزن العربي، أما إذا كان
الوزن
بعيدًا عن المقاييس المبينة، ومعناها لا يتصل بمعنى الأصول المحكمة، فإن الرائز لها قد
يهتدي إلى غرابتها، ولكن هناك بعض الأحيان رجال يُصِرُّون على عربيتها.
ففي فئة الأسماء مثلا هناك أسماء مبنية دائما مثل:
- أسماء الضمائر: أنا، أنت، هو، هي، وغيرها من الضمائر. - أسماء الإشارة (هذا، هذه، هؤلاء، أولئِك) ما عدا هذَيْن و هاتَيْن، فهما يعربان إعراب المثنّى. - الأسماء الموصولة (الذي، التي، الذِين، اللاتي) ما عدا اللّذَيْن و اللَّتَيْن، فهما يعربان إعراب المثنّى. ما هو المعرف الضريبي. وفي فئة الأفعال نجد الفعل الماضي وفعل الأمر، فهما مبنيان دائما. أما في فئة الحروف ونقصد بها حروف المعاني مثل حروف الجر و حروف العطف وحروف النفي فالأمر أوضح؛ حيث نجد أن الحروفَ كلَّها مبنية. هذا هو التقسيم العام للكلام العربي؛ فالأصل أن المعرب هو ما تغيّر آخرُه بحسبِ موقعه ووظيفته في الجملة وعوامل الإعراب الداخلة عليه، والمبنيّ هو ما يلزم حالة واحدة لا تؤثر فيها العوامل. ويَستثني النحاةُ من ذلك أنواعا من الأسماء والأفعال لا تظهر عليها علامات الإعراب كليًّا أو جزئيًّا مثل: الفتَى، الداعِي، يسعَى، يقضِي؛ حيث يعتبرونها معربة بحركات مقدرة. وعلى العموم فالكلمات التي تستعمل بصيغة واحدة أمرها سهل، أما ما يحتاج إلى انتباه أثناء الاستعمال فهو الكلمات التي تظهر فيها علامات الإعراب. وهنا قد يسأل بعضكم: هل هناك علامات للإعراب غير الحركات التي مرت بنا في الدرس السابق؟ وما الحالات التي تستعمل فيها؟
جواب هذا السؤال سيكون في حلقتنا القادمة إن شاء الله.