وما معنى حينئذٍ أن السلف لم يفهموا معنى ينزل الله في كل ليلة في الثلث الأخير إلى السماء الدنيا؟ من يقول أن السلف لم يفهموا هذا؟ السلف فهموا وآمنوا كما قال تعالى: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))
- ليس كمثله شيء وهو السميع البصير سورة الشورى
- قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
- ليس كمثله شيء وهو السميع البصير دليل على
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير سورة الشورى
وقفات مع القاعدة القرآنية
﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
بسم الله والحمد لله، أما بعد: فإن من أعظم ما جاء في القرآن ذكر الأسماء الحسنى والصفات العلا لله سبحانه وتعالى، ومن ذلك القاعدة القرآنية، في قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]. هذه وقفات مهمة على منهج أهل السنة. الوقفة الأولى:
في دلالة الآية على نفي المثيل والنظير لله سبحانه وتعالى؛ قال تعالى: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4]؛ أي: لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى. وعن عبدالله بن مسعودٍ: قال رجلٌ: يا رسول الله، أي الذنب أكبر عند الله؟ قال: (أن تدعو لله ندًّا وهو خلَقك)؛ رواه البخاري ومسلم. ندًّا: قال أهل العلم: (ندًّا) بكسر النون وتشديد الدال؛ أي: مثلًا ونظيرًا. الوقفة الثانية:
في دلالة الآية في إثبات الصفات لله تعالى؛ قال العلامة السعدي في تفسيره على هذه الآية: وهذه الآية ونحوها دليل لمذهب أهل السنة والجماعة، من إثبات الصفات ونفي مماثلة المخلوقات؛ انتهى. وقال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [النحل: 60]، المثل الأعلى: هو كل صفة كمال لله تعالى.
قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
ولهذا قالوا: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم. ولما أفاد قوله: ليس كمثله شيء صفات السلوب أعقب بإثبات صفة العلم لله تعالى وهي من الصفات المعنوية وذلك بوصفه بـ السميع البصير الدالين على تعلق علمه بالموجودات من المسموعات والمبصرات تنبيها على أن نفي مماثلة الأشياء لله تعالى لا يتوهم منه أن الله منزه عن الاتصاف بما اتصفت به المخلوقات من أوصاف الكمال المعنوية كالحياة والعلم ولكن صفات المخلوقات لا تشبه صفاته تعالى في كمالها لأنها في المخلوقات عارضة ، وهي واجبة لله تعالى في منتهى الكمال ، فكونه تعالى سميعا وبصيرا من جملة الصفات الداخلة تحت ظلال التأويل بالحمل على عموم قوله تعالى: ليس كمثله شيء فلم يقتضيا جارحتين. ولقد كان تعقيب قوله ذلك بهما شبيها بتعقيب المسألة بمثالها.
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير دليل على
لا شيء مثله مثله ، وهو صاحب القلوب الصادقة ، الدليل الشامل على وحدانية الله -تعالى- في الأسماء والصفات التي خصها لنفسه. يعرف عنها بعض الملائكة المقربين منه ، لكن لا يجوز للإنسان بأي شكل من الأشكال أن يخترع أسماء أو صفات من الله تعالى لم يسبق ذكرها ، فيدخل نفسه في موضوع الأمر والعقوبة التي ينال من عند الله تعالى عندما يرتكب شيئًا لم يذكره الله تعالى ، ومن الجدير بالذكر هنا أن أسماء الله وصفاته لها تأثير كبير على حياة المسلم ، حيث أنك تتعلمها. نعمة حياته ورزقه ورضاه من الله ، وقد أنزل الله له الطمأنينة والراحة والطمأنينة التي تسود حياته ، وبعيدًا عن قلب المؤمن كراهية وكراهية ومخاصمة إخوانه المسلمين..
معنى قول السلف في الصفات: أمروها كما جاءت. والرد على المعتزلة والأشاعرة والماتردية في تعطيلهم للصفات أو بعضها. حفظ Your browser does not support the audio element. الشيخ: والسلف كما قلنا ما خرجوا عن هذه القاعدة إنهم فسروا القرآن على ما يفهمه كل عربي وهذا هو المقصود في بعض العبارات التي تنقل عن بعض السلف كسفيان بن عيينه وغيره حينما يقولون أمروها كما جاءت، لا يعنون أمروها كما جاءت بدون فهم وإنما أمروها كما جاءت بدون تأويل لأن المعنى فيها واضح كما ضربنا مثلاً آنفًا بصفة السمع والبصر، فلا ينبغي أن نقف ها هنا ونتأول كما فعل بعض غلاة المعتزلة. قد لا يعلم بعض هؤلاء المتأخرين ممن خرجوا عن السلف وعن الخلف في وقوفهم أمام الجهل المطبق تجاه آيات الله وأحاديث رسول الله المتعلقة بالصفات قد لا يعلم هؤلاء أن بعض المعتزلة فسروا الآية السابقة (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)) ، قالوا السميع البصير يعني العليم، وهذا المثال يوضح لإخواننا الحاضرين ما معنى كلمة تعطيل الصفات أي إنكارها ولا يكون إنكارها بطبيعة الحال إلا بطريق التعطيل ممن ينتمي للإسلام وهو التأويل فلما قالت المعتزلة وهو السميع البصير أي العلم فقد وضح لكل من كان عنده علم أن هذا إنكار لصفة السمع والبصر.