أسأل الله تعالى أن يفقهنا في أمر ديننا، وأن يعصمنا من الزلل، ويوفقنا لصالح القول والعمل، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم، الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ ذي المن والعطاء، يُحمد في السراء والضراء، وَأشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، الأول بلا ابتداء، والآخِر بلا انتهاء، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، إمام الحنفاء وسيد الأصفياء، صلى الله عليه وعلى آله الأوفياء وصحابته الأتقياء، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ ما دامت الأرض والسماء، وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد: فاتقوا الله تعالى حق التقوى ولا تمُنوا على أحد بإحسانكم وعطائكم لئلا تحبط حسناتكم. هل كره الناس لي دليل على غضب الله. فالخلاصة التي ينبغي أن نخرج بها من هذه الخطبة: هو العلم بأن المنَّ بالصدقة والإحسان كبيرة من الكبائر يحبط الحسنات، ويستجلب غضب الله عز وجل، ويحرم العبد من نعمة النظر إلى الله -عز وجل- يوم القيامة، حيث روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ؛ العاقُّ لوالِدَيهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمدمِنُ على الخمرِ، والمنَّانُ بما أعطى) رواه النسائي.
محبطات الأعمال (6) المن على الله عز وجل وعلى الناس - ملتقى الخطباء
رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان.
- وتجوز الشكوى للناس في وقوع الظلم ، قال الله تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ سورة النساء 114 - وأورد شيخ الإسلام ابن تيمية عن الشكوى لغير الله تعالى أنه قال: والصبر الجميل صبر بلا شكوى قال يعقوب عليه الصلاة والسلام إنما أشكو بثي وحزني الى الله مع قوله فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون. - الشكوى إلى الله تعالى لا تنافي الصبر الجميل. محبطات الأعمال (6) المن على الله عز وجل وعلى الناس - ملتقى الخطباء. - ويروى عن موسى عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان. - ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي الله إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي سخطك أو يحل علي غضبك لك العتبى حتى ترضى. - وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في صلاة الفجر إنما أشكو بثي وحزني الى الله ويبكي حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف.