حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, أن رجلا سأل عليا عن الذاريات, فقال: هي الرياح. حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن وهب بن عبد الله, عن أبي الطفيل, قال سأل ابن الكوّاء عليا, فقال: ما الذاريات ذروا؟ قال: الرياح. تفسير سورة الذاريات السعدي. حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا) قال: كان ابن عباس يقول: هي الرياح. حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله ( وَالذَّارِيَاتِ) قال: الرياح.
- تفسير سورة الذاريات السعدي
تفسير سورة الذاريات السعدي
﴿ يؤفك عنه ﴾: يصرف عن الحق. ﴿ من أفك ﴾: من صرف عن الهداية، وحرم السعادة. ﴿ قتل الخرَّاصون ﴾: لعن الكذَّابون. ﴿ في غمرة ساهون ﴾: في جهالة وغفلة لاهون متشاغلون عمَّا أمروا به. ﴿ أيَّان يوم الدين ﴾: متى يوم الحساب. ﴿ يفتنون ﴾: يعذبون. ﴿ عيون ﴾: عيون ماء جارية. ﴿ كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ﴾: كانوا لا ينامون إلا وقتًا قليلاً ويصلون أكثر الليل تقربًا إلى الله. ﴿ بالأسحار ﴾: في أواخر الليل. سورة الذاريات - تفسير السعدي - طريق الإسلام. ﴿ آيات ﴾: دلائل واضحة على قدرته - عز وجل -. ﴿ للموقنين ﴾: للمؤمنين حقًّا. ﴿ رزقكم ﴾: أسباب رزقكم. ﴿ حديث ﴾: خبر. ﴿ ضيف إبراهيم ﴾: الملائكة. ﴿ فراغ إلى أهله ﴾: فمضى إلى أهله في سرعة وخفية من أضيافه. ﴿ فأوجس منهم خيفة ﴾: فأحس في نفسه منهم بالخوف عندما رآهم لا يأكلون. ﴿ بغلام عليم ﴾: بولد يولد له من زوجته "سارة". ﴿ في صرة ﴾: في صيحة عالية. ﴿ فصكَّت وجهها ﴾: فلطمت وجهها بيدها تعجبًا من هذا الأمر العجيب. ﴿ عجوز عقيم ﴾: أنا امرأة عجوز لم ألد أبدًا. مضمون الآيات الكريمة من (7) إلى (30) من سورة "الذاريات":
1- ثم يقسم - سبحانه وتعالى - بالسماء المحكمة التركيب، البديعة الصنع على أن الكافرين لا ثبات لهم ولا استقرار؛ لأنهم في حيرة دائمة شأن كل باطل وكذب، وسوف يأتيهم العذاب فيحرقون بالنار التي كانوا بها يكذبون.
فلما دعا العباد النظر إلى لآياته الموجبة لخشيته والإنابة إليه، أمر بما
هو المقصود من ذلك، وهو الفرار إليه أي: الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا
وباطنًا، إلى ما يحبه، ظاهرًا وباطنًا، فرار من الجهل إلى العلم، ومن
الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة، و من الغفلة إلى ذكر الله
فمن استكمل هذه الأمور، فقد استكمل الدين كله وقد زال عنه المرهوب، وحصل
له، نهاية المراد والمطلوب. وسمى الله الرجوع إليه، فرارَا، لأن في الرجوع لغيره، أنواع المخاوف
والمكاره، وفي الرجوع إليه، أنواع المحاب والأمن، [والسرور] والسعادة
والفوز، فيفر العبد من قضائه وقدره، إلى قضائه وقدره، وكل من خفت منه
فررت منه إلى الله تعالى، فإنه بحسب الخوف منه، يكون الفرار إليه،
{ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}
أي: منذر لكم من عذاب الله، ومخوف بين النذارة. إسلام ويب - في ظلال القرآن - تفسير سورة الذاريات- الجزء رقم2. { وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}
هذا من الفرار إلى الله، بل هذا أصل الفرار إليه أن يفر العبد من اتخاذ
آلهة غير الله، من الأوثان، والأنداد والقبور، وغيرها، مما عبد من دون
الله، ويخلص العبد لربه العبادة والخوف، والرجاء والدعاء، والإنابة. { 52-53} { كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ
إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ
قَوْمٌ طَاغُونَ}
يقول الله مسليًا لرسوله صلى الله عليه وسلم عن تكذيب المشركين بالله،
المكذبين له، القائلين فيه من الأقوال الشنيعة، ما هو منزه عنه، وأن هذه
الأقوال، ما زالت دأبًا وعادة للمجرمين المكذبين للرسل فما أرسل الله من
رسول، إلا رماه قومه بالسحر أو الجنون.