بالمقابل، تواصل القوات الروسية شقّ طريقها من المناطق الجنوبية الواقعة تحت سيطرتها في مقاطعة خيرسون باتجاه مدينة زاباروجيا الواقعة على نهر دنيبر، في إطار محاولاتها المتواصلة للتقدّم في العمق الاوكراني، حيث وصلت هذه القوات تقدّمها على الطرق الموصلة الى مدينة دينبرو، في سعي دائم للالتقاء بالقوات المتقدمة من الجهة الشرقية عند حدود دينبرو، لتشكل نقطة دعم للوحدات التي تشق طريقها باتجاه المناطق الواقعة وسط البلاد، حتى العاصمة كييف. في حين شقت وحدات منها طريقها الى مدينة كروبينيتسكية، في محاولة للالتقاء بالقوات المتقدمة من محور سومي باتجاه النهر، لتشكل قوة دعم أساسية للقوات التي تشق طريقها باتجاه العاصمة كييف، في وقت واصلت القوات الروسية تعزيز وحداتها على الطرق الرئيسية المؤدية من مدينة كوتيفا الى مدينة شركاسي، وسط البلاد، حيث تحاول ربط الطرق الموصلة من الجهات الشمالية والجنوبية والشرقية، عبر شبكة تسمح لها بإحكام الطوق على هذه المدن الرئيسية، ومنع دخول أي امدادات عسكرية اليها. وواصلت هذه القوات تقدّمها نحو مدينة سنيهوريفكا، في محاولة للالتقاء بالقوات المتقدمة من ناحية خيرسون جنوباً، كما اخترقت وحدات أخرى الطرق المؤدية الى مدينة باشتانكا، للالتقاء بالقوات المتقدمة منها، فيما لا يزال القتال دائراً حول بلدة فيرخنيتوريتسكويه بين القوات الاوكرانية.
- ضد كلمة ( هدوءٌ )
ضد كلمة ( هدوءٌ )
السيطرة على مدينة ماريوبول ومينائها، سيسمح للقوات الروسية بتامين الطريق الأخير الواصل بين اقليم دونباس الذي يحوي جمهوريتي لوغانسك ودونيستك، والأراضي الروسية عبر شبه جزيرة القرم المستقلة، والتي لا تزال خارج السيطرة الروسية. كما أنّ السيطرة على المدينة ومينائها الاستراتيجي، سيؤمن للقوات الروسية تحقيق أحد اهدافها الاساسية لجهة فرض حصار البحري من ناحية بحر آزوف، لمنع تدفق السلاح الى اوكرانيا، وشلّ حركة القوات الوكرانية اتي تعرضت مواقعها ومطاراتها العسكرية. بالموازاة، واصلت القوات الروسية عملياتها في اقليم دونباس، حيث تقدّمت 4 كيلومترات، وسيطرت بالكامل على بلدة "سلادكوي"، وفق ما أفادت وزارة الدفاع الروسية، في حين اخترقت قوات جمهورية دونيتسك الشعبية بدعم روسي، عدة قرى غربي مدينة دونيتسك، كما شهدت المناطق الواقعة اقصى شمال المدينة، والتي تشكل نقطة تجمّع اساسية للقوات المتقدمة باتجاه نهر الدنيبر، تبادلا لاطلاق النار مع القوات الاوكرانية، بينما بدأت هذه القوات هجوما في اتجاه مدينة "نوفوميخايلوفكا"، كمات تتابع تحرير مستوطنة "فيرخنيتوريتسكويه"، وفق ما أفادت وزارة الدفاع الروسية". وفي حين تشهد بعض المحاور على الجبهة الجنوبية الشرقية هدوءً نسبياً للمعارك، التي كانت دائرة الاسبوعين الماضيين، ذكرت تقارير لمحللين عسكريين، انّ القوات الروسية تعزّز من تواجدها العسكري في المناطق التي استولت عليها على هذه الجبهة، وذلك استكمالاً لخطتها بالسيطرة على مفترقات الطرق، مشيرة الى أنّ موقف الجيش الأوكراني في الشرق يبدو غير مستقر بشكل متزايد، ما قدّ يعرّض هذه القوات لخطر ان تصبح محاصرة من قبل القوات الروسية التي تتقدّم في كل المناطق، لاسيما بعدما تعزّز من تواجدها العسكري فيها.
الاسلوب الثاني الذي تنتهجه القوات الروسية، تمثّل بتكثيف هذه القوات هجماتها على المعسكرات الاوكرانية، التي تحوي مقاتلين أجنبية والأسلحة الغربية، لاسيما في المناطق الغربية التي تتدفق منها الاسلحة عبر الحدود البولندية، التي حصلت عليها القوات الاوكرانية. وفي السياق أفادت وزارة الدفاع الروسية بمقتل أكثر من 80 من القوات الاجنبية والاوكرانية، في منطقة ريفني الواقعة شمال غربي أوكرانيا، مشيرة إلى قصف مركز لتدريب الأجانب في ريفني بصواريخ كروز. وقالت إن صواريخ كروز دمرت مستودعًا للذخيرة والأسلحة في مدينة سيليتس. واوضح أن الصواريخ "توجه ضربات عالية الدقة على البنية التحتية العسكرية وليس بأي حال من الأحوال على أهداف مدنية.