باب قول الله تعالى: "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة"
وقال: باب قول الله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ 1 قال: حدثنا عمرو بن عون، حدثنا خالد و هشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير قال: كنا جلوسا عند النبي -عليه السلام- إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال: « إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته؛ فإذا استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل غروب الشمس فافعلوا » 2. وساق له ثلاث طرق، وروى حديث أبي هريرة « أن الناس قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا؟ » 3 وساق الحديث بطوله، وفيه « فيأتيهم الله في صورته التي يعرفونه بها؛ فيقول: أنا ربكم » 3 ثم ذكر الحديث إلى قوله: « فيضحك الله منه فإذا ضحك منه قال له ادخل الجنة » 3. قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة: « إن الناس قالوا. أوصاف الوجوه يوم القيامة في القرآن الكريم. » 3. قال: وحدثنا يحيى بن كثير حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قلنا: « يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال:هل تضارون في رؤية الشمس إذا كانت صحوا، قلنا: لا.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة القيامة - الآية 23
تاريخ النشر: الأربعاء 9 ربيع الأول 1425 هـ - 28-4-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 48052
31714
0
385
السؤال
آبائي الأجلاء العلماء الأفاضل ما هو التفسير الصحيح لقوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها نا ظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة)
جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد قال الإمام ابن كثير في تفسيره هذه الآية: وجوه يومئذ ناضرة من النضارة أي حسنة بهية مشرقة مسرورة، إلى ربها ناظرة، أي تراه عياناً كما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه: إنكم سترون ربكم عياناً، وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله عز وجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة عند أئمة الحديث لا يمكن دفعها ولا منعها لحديث أبي سعيد وأبي هريرة، وهما في الصحيحين أن ناساً قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهمان سحاب؟ قالوا: لا، قال: فإنكم ترون ربكم كذلك.
أوصاف الوجوه يوم القيامة في القرآن الكريم
وحتى نستشعر عظمة هذه الثمرة وقدرها؛ فلننظر إلى حال المحرومين والمحجوبين عن ربهم، وَلْنَرَ ما هم فيه من حسرة ومرارة على ما فاتهم من هذا النعيم وتلك اللذَّة؛ يقول تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ * ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ [المطففين: 15 - 17] ، محجوبون عن رؤية ربهم، والنظر إليه؛ وذلك بسبب ما ران على قلوبهم من سيئات ومعاصٍ كوَّنت حجابًا ثقيلًا وسدًّا منيعًا، حال بينهم وبين تلك اللذة، فحسرتهم بعدم رؤية الله أشد وأعظم من عذاب النار وألمها، نعوذ بالله أن نكون من المحجوبين. وقد شَغَلَ أمرُ الرؤية والنظر إلى الله تعالى قلوبَ صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، واشتاقوا للقاء ربهم والنظر إليه، حتى سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كما روي عن أبي هريرة أن أناسًا قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((هل تضارُّون في رؤية القمر ليلة البدر؟)) قالوا: لا، يا رسول الله. قال: ((هل تضارُّون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟)) قالوا: لا. قال: ((فإنكم ترونه كذلك))؛ الحديث في الصحيحين.
ثم ذكر حديث عبد الله: « من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه -لقي الله بيمين كاذبة- لقي الله وهو عليه غضبان » 21 إثبات اللقاء، قيل: يلزم من اللقاء الرؤية، وقال: ثلاثة لا يكلمهم الله، وذكر منهم « رجل حلف على سلعته لقد أَعطى بها أكثر مما أُعطي » 13 حلف أن أعطى بها، يعني: اشتراها بأكثر من نصيبه، هو كاذب. قول الله: ﴿ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ ﴾ 22 إثبات الكلام لله، هؤلاء لا يكلمهم؛ لكن يكلم غيرهم لا يكلمهم كلام تكريم. ذكر حديث أبي بكرة: « إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض » 14 إثبات الخلق الله -عز وجل- نعم. 1: سورة القيامة (سورة رقم: 75)؛ آية رقم:22 - 23 2: البخاري: التوحيد (7434), ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (633), والترمذي: صفة الجنة (2551), وأبو داود: السنة (4729), وابن ماجه: المقدمة (177), وأحمد (4/360). 3: البخاري: الأذان (806), ومسلم: الإيمان (183), وأحمد (2/275), والدارمي: الرقاق (2801). 4: البخاري: التوحيد (7440), ومسلم: الإيمان (183), وأحمد (2/275). 5: البخاري: التوحيد (7440), ii f(ji
iبخاري: تفسير القرآن (4476), ومسلم: الإيمان (193), وابن ماجه: الزهد (4312), وأحمد (3/116).