وقوله: ( وسبحان الله) أي: وأنزه الله وأجله وأعظمه وأقدسه ، عن أن يكون له شريك أو نظير ، أو عديل أو نديد ، أو ولد أو والد أو صاحبة ، أو وزير أو مشير ، تبارك وتعالى وتقدس وتنزه عن ذلك كله علوا كبيرا ، ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا) [ الإسراء: 44]. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: قل هذه سبيلي ابتداء وخبر; أي قل يا محمد هذه طريقي وسنتي ومنهاجي; قاله ابن زيد. وقال الربيع: دعوتي ، مقاتل: ديني ، والمعنى واحد; أي الذي أنا عليه وأدعو إليه يؤدي إلى الجنة. قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيره. " على بصيرة " أي على يقين وحق; ومنه: فلان مستبصر بهذا. " أنا " توكيد. " ومن اتبعني " عطف على المضمر. وسبحان الله أي قل يا محمد: وسبحان الله. وما أنا من المشركين الذين يتخذون من دون الله أندادا.
- قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة
قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة
قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { قُلْ} للناس { هَذِهِ سَبِيلِي} أي: طريقي التي أدعو إليها، وهي السبيل الموصلة إلى الله وإلى دار كرامته، المتضمنة للعلم بالحق والعمل به وإيثاره، وإخلاص الدين لله وحده لا شريك له، { أَدْعُو إِلَى اللَّهِ} أي: أحثُّ الخلق والعباد إلى الوصول إلى ربهم، وأرغِّبهم في ذلك وأرهِّبهم مما يبعدهم عنه. ومع هذا فأنا { عَلَى بَصِيرَةٍ} من ديني، أي: على علم ويقين من غير شك ولا امتراء ولا مرية. قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة. { وَ} كذلك { مَنِ اتَّبَعَنِي} يدعو إلى الله كما أدعو على بصيرة من أمره. { وَسُبْحَانَ اللَّهِ} عما نسب إليه مما لا يليق بجلاله، أو ينافي كماله. { وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} في جميع أموري، بل أعبد الله مخلصا له الدين.
أيها المسلمون المرابطون: إنَّ صباح النصر قريب، وألوية النصر بأيديكم مازالت ترفرف: ( وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) 33 /التوبة، ويا أبناء الأمة الذين صدوا عن دينهم القويم، عودوا إلى أصالتكم وإلى أسباب ماكان من مجد لأمتكم تفوزوا بخيري الدنيا والآخرة، والسلام على مَن اتبع الهدى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين