[١]
حال المشركين والكفار المخالفون للمسلمين
الآيات من (58-76)، اتخاذهم شعائر المسلمين هزواً، فهم لا يؤمنون بالله وبكتبه وأكثرهم فاسقون ثم إدعائتهم الشنيعة ولو أنهم أمنوا لأدخلهم الله جنات النعيم، ثم حال من ادعى أن المسيح ابن الله -تعالى- الله عن ذلك فهم يكفرون بالله. [١]
عدم الغلو بالدين
الآيات من (77-89)، تتحدّت الآيات على من كفر من بني إسرائيل وذكر عقابهم، فهم مطرودون من رحمة الله، ثم تصف أثر الإيمان في قلوب المؤمنون وجزائهم. [١] وتحذر الناس من الغلو بالشر وترغبهم في الخير، ثم تخبر عن حال سيدنا عيسى-عليه السلام-عندما طلبوا إنزال مائدة من السماء ودعوته إلى قومه، إذ فوّض أمر من أشرك لله إن شاء عذبهم أو غفر لهم والله -سبحانه وتعالى- له ملك السماوات والأرض. [١]
المراجع ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز عبد الرحمن بن ناصر السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، صفحة 108. بتصرّف. ^ أ ب ابراهيم بن فريهد العنزي، فوائد من كتاب تفسير السعدي ، صفحة 90. بتصرّف. قراءة سورة المائدة مكتوبة مع تفسير سورة المائدة و ترجمتها. ↑ علي حسن العبيدلي، فوائد من تفسير التيسير الكريم الرحمن ، صفحة 44. بتصرّف.
- تفسير سورة المائدة 90
- تفسير الآية 6 من سورة المائدة
تفسير سورة المائدة 90
4- قال تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) آية رقم 16
هنا أقر الله بأن من قال وآمن بأن الله هو المسيح قد كفر لأن من أركان الإسلام وهو الركن الأول شهادة أن لا إله إلا الله أي: أن نقر بوحدانية الله وأن ليس له ولد أو له شريك في الملك، ومن يقول غير ذلك فهو كافر. 5- قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) آية رقم 32
ذكر الله هنا تحريم قتل النفس، وتحريم قتل النفس ليس على بني إسرائيل فقط وإنما هو حكم عام، ومن أحياها أي كف نفسه عن القتل عند الغضب فشبهه الله بأنه أحيا كل الناس. ملخص لأحكام الآيات السابقة المذكورة في سورة المائدة
1- حث الله على احترام العهود والعقود. 2- بين الله كيفية التفريق بين اللحم الجائز أكلة والمحرم أكلة. 3- بين الله كيفية فعل شريعة الوضوء، وفعل رخصة التيمم عند عدم وجود الماء. تفسير سوره المائده قرائه. 4- إقرار الله بكفر من يشرك به. 5- تحريم الله القتل تحت أي ظرف، وترك القصاص في يد ولي الأمر.
تفسير الآية 6 من سورة المائدة
وقال تعالى: { مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون} وقال: { ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله} إلى قوله { ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين} وإلى قوله { ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين} قال الواحدي رحمه الله: ولا يدخل في اسم الأنعام الحافر لأنه مأخوذ من نعومة الوطء. إذا عرفت هذا فنقول: في لفظ الآية سؤالات: الأول: أن البهيمة اسم الجنس ، والأنعام اسم النوع فقوله { بهيمة الأنعام} يجري مجرى قول القائل: حيوان الإنسان وهو مستدرك. تفسير القشيري في سورة المائدة الاية ٧٧. الثاني: أنه تعالى لو قال: أحلت لكم الأنعام ، لكان الكلام تاما بدليل أنه تعالى قال في آية أخرى { وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم} فأي فائدة في زيادة لفظ البهيمة في هذه الآية. الثالث: أنه ذكر لفظ البهيمة بلفظ الوحدان ، ولفظ الأنعام بلفظ الجمع ، فما الفائدة فيه ؟ والجواب عن السؤال الأول من وجهين: الأول: أن المراد بالبهيمة وبالأنعام شيء واحد ، وإضافة البهيمة إلى الأنعام للبيان ، وهذه الإضافة بمعنى { من} كخاتم فضة ، ومعناه البهيمة من الأنعام أو للتأكد كقولنا: نفس الشيء وذاته وعينه. الثاني: أن المراد بالبهيمة شيء ، وبالأنعام شيء آخر وعلى هذا التقدير ففيه وجهان: الأول: أن المراد من بهيمة الأنعام الظباء وبقر الوحش ونحوها ، كأنهم أرادوا ما يماثل الأنعام ويدانيها من جنس البهائم في الاجترار وعدم الأنياب ، فأضيفت إلى الأنعام لحصول المشابهة.
قال: ووجه أيضا تقديم النساء وتأخير المائدة بأن أول تلك يا أيها الناس ( 4: 1) وفيها الخطاب بذلك في مواضع ، وهو أشبه بتنزيل المكي ، وأول هذه يا أيها الذين آمنوا ( 5: 1) وفيها الخطاب بذلك في مواضع ، وهو أشبه بخطاب المدني ، وتقديم العام ، أي خطاب الناس كافة وشبه المكي أنسب. تفسير سورة المائدة 90. قال: ثم إن هاتين السورتين في التلازم والاتحاد نظير البقرة وآل عمران ، فتانك اتحدتا في تقرير الأصول من الوحدانية والنبوة ونحوهما ، وهاتان في تقرير الفروع الحكمية ، وقد ختمت المائدة بالمنتهى من البعث والجزاء ، فكأنهما سورة واحدة وقد اشتملت على الأحكام من المبدأ إلى المنتهى. اهـ. أقول: هذا أجمع ما اطلعنا عليه ، ولم يأت الرازي ولا البقاعي بشيء جديد ، وأنت [ ص: 97] ترى أن معظم سورة المائدة في محاجة اليهود والنصارى ، مع شيء من ذكر المنافقين والمشركين ، وهو ما تكرر في سورة النساء ، وأطيل به في آخرها ، فهو أقوى المناسبات بين السورتين ، وأظهر وجوه الاتصال ، كأن ما جاء منه في هذه السورة متمم ومكمل لما فيما قبلها. وفي كل من السورتين طائفة من الأحكام العملية في العبادات والحلال والحرام ، ومن المشترك منها في السورتين: آيتا التيمم والوضوء ، وحكم حل المحصنات من المؤمنات ، وزاد في المائدة حل المحصنات من أهل الكتاب ، فكان متمما لأحكام النكاح في النساء.