ما يرشد إليه الحديث من الفوائدِ منَ الحديث: الله تعالى هوَ الدّهرُ بتدبيره للأمورِ وخلقهِ لكلِّ شيءٍ في الكونِ. حرمةُ سبِّ الدّهرِ. أقرأ التالي منذ يوم واحد قصة دينية للأطفال عن اللين والرفق في المعاملة منذ يوم واحد قصة دينية للأطفال عن النسيان منذ يوم واحد قصة دينية للأطفال عن اللغة العربية والتحدث باللغات الأخرى منذ يومين دعاء الصبر منذ يومين أدعية وأذكار المذاكرة منذ يومين أدعية النبي عليه السلام وتعوذاته منذ يومين دعاء النبي الكريم للصغار منذ يومين حديث في ما يتعوذ منه في الدعاء منذ يومين قصة دينية للأطفال عن الربا منذ يومين قصة دينية للأطفال عن إكرام الضيف
حديث سب الدهر كم سنة
لقدْ خلقَ الله تعالى الكونَ بكلِّ تفاصيله، وجعله في نظامٍ دقيقٍ يسيرُ بعلمه وحكمته، وحثّ الإنسانُ على حسنِ الظّنِّ بالله تعالى وبتدبيره للأمورِ كلّها، كما حرّمَ على الإنسانِ التّشاؤمَ وسبّ الدّهرِ، وسنعرضُ حديثاً في النّهي عنْ تحريمِ الإنسانِ للدّهر. أحاديث النهي عن السب – الحياة العربية. الحديث أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: (( وحدّثني أبو الطّاهرِ أحمدُ بنُ عمرِو بنِ سرحٍ، وحرملةُ بنُ يحيى، قالا: أخبرنا ابنُ وهبٍ، حدّثني يونسُ، عنِ ابنِ شهابٍ، أخبرني أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرّحمنِ، قال: قالَ أبو هريرةَ: سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّمَ يقولُ: "قال الله عزّ وجلَّ، يسبُّ ابنُ آدمَ الدّهرَ، وأنا الدّهرُ، بيدي اللّيلُ والنّهارَ")). رقمُ الحديث: 1/2246. ترجمة رجال الحديث الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الألفاظِ منَ الأدبِ وغيرها، بابُ: (النّهيُ عنْ سبِّ الدّهرِ)، والحديثُ جاءَ منْ طريق الصّحابيّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ، أمّا بقيّةُ رجالِ السّندِ: أبو الطّاهرِ: وهوَ أحمدُ بنُ عمرو بنِ عبدِ اللهِ المصريّ (170ـ250هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
حديث سب الدهر فهي تمرمر
قال الإمام الشافعي وأبو عبيدة وغيرهما من الأئمة (رحمهم الله) في تفسير قوله عليه الصلاة والسلام: (لا تسبُّوا الدهر؛ فإن الله هو الدهر): كانت العرب في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاءٌ أو نكبةٌ، قالوا: يا خيبة الدهر، فيُسندون تلك الأفعال إلى الدهر ويسبُّونه، وإنما فاعلها هو الله عز وجل، فكأنهم إنما سبُّوا الله عز وجل؛ لأنه فاعل ذلك في الحقيقة، فلهذا نُهِيَ عن سب الدهر بهذا الاعتبار؛ لأن الله هو الدهر الذي يَعنونه، ويُسندون إليه تلك الأفعال؛ (تفسير ابن كثير، جـ12صـ364). وقال الإمام ابن القيم (رحمه الله): ساب الدهر دائرٌ بين أمرين لا بد له من أحدهما؛ إما سبُّه لله، أو الشرك به، فإنه إذا اعتقد أن الدهر فاعل مع الله، فهو مُشرك، وإن اعتقد أن الله وحدَه هو الذي فعل ذلك وهو يسب مَن فعَله، فقد سبَّ الله؛ (زاد المعاد لابن القيم، جـ 2صـ 355). حديث في النهي عن سب الدهر – e3arabi – إي عربي. وروى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يقول: يا خيبة الدهر، فلا يقولنَّ أحدُكم: يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر، أقلِّب ليله ونهاره، فإذا شئتُ قبَضتُهما)؛ (مسلم حديث: 2246). قوله: (يا خيبة الدهر): الخيبة: هي الحِرمان والخسران؛ (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، علي الهروي، جـ 7 صـ 3002).
حديث سب الدهر يومان
سب الدهر
الثالث: أن يسب الدهر لا لاعتقاد أنه هو الفاعل، بل يعتقد أن الله هو الفاعل، لكن يسبه لأنه محل لهذا الأمر المكروه عنده؛ فهذا محرم، ولا يصل إلى درجة الشرك، وهو من السَّفه في العقل والضلال في الدين؛ لأن حقيقة سبِّه تعود إلى الله —سبحانه-؛ لأن الله تعالى هو الذي يصرف الدهر ويكون فيه ما أراد من خير أو شر، فليس الدهر فاعلاً، وليس هذا السبب يٌكفِّر؛ لأنه لم يسب الله تعالى مباشرة. 9
قال في الصحيح ، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم ؛ يسب الدهر ، وأنا الدهر). "إن العرب كان من شأنها ذمّ الدّهر وسبّه عند النوازل؛ لأنهم كانوا ينسبون إليه ما يصيبهم من المصائب والمكاره
فيقولون: أصابتهم قوارع الدّهر، وأبادهم الدّهر، فإذا أضافوا إلى الدّهر ما نالهم من الشّدائد سبّوا فاعلها
فكان مرجع سبّها إلى الله عز وجل إذ هو الفاعل في الحقيقة للأمور التي يصفونها
فنهوا عن سبّ الدّهر"
أي: لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها
وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى.