ويضم الدور الثاني غرفة حفظ الطعام كالحبوب و»جصة التمر» و»القفر» وغيرها، أما سطح الدار فيكون عادة ذا جدار مرتفع لاستخدامه في المبيت ليلاً وقت الصيف.
منتـدى آخـر الزمـان - بحث الموضوع
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنتدى آخر الزمان©
قصة وفاة شاب حزنا على فراق والده بقرية شوني بالغربية
جلست أمينة أمام البيت تتوسل لأخذ طفلها، لكن الزوج فتح الباب ووجّه إليها كلاما بذيئا مهددا إياها إن لم تغرب عن وجهه، فما كان منها إلا أن توجهت إلى مقر الدائرة الأمنية لتسجيل شكاية في الموضوع مطالبة باسترداد الطفل، لكنها وجدت أمامها مسطرة إدارية معقّدة تحيلها على القضاء لأنها غير مطلّقة. باب وجدته أمينة موصدا في وجهها، فطرقت باب حماتها ملتمسة منها مساعدتها، لكنها هي الأخرى اعتبرت نفسها بعيدة عن الموضوع وأصرّت على أنها لا يمكن أن تجبر ابنها على القيام بأمر لا يريده، فما كان منها إلا أن غادرت المكان. قصة وفاة شاب حزنا على فراق والده بقرية شوني بالغربية. واصلت أمينة حياتها بألم واستمرت في عملها لتدبر قوتها اليومي، وكانت تتردد على بيت والد صغيرها تراقبه عن بعد بين الفينة والأخرى أملا في إيجاد حلّ لاستعادة ابنها، إلى أن اكتشفت يوما وبشكل مفاجئ أن صغيرها يستغل من طرف سيدة في التسول غير بعيد عن بيتها السابق. اقتربت أمينة من السيدة وهي تطلّ بوجهها للتأكد من إن كان فعلا ما رأته هو ابنها أم أن الأمر مجرد تشابه، لكنها تيقّنت من أنه حقا فلذة كبدها فلم تشعر إلا وهي تهاجم السيدة وتنتزعه من بين يديها وهي تصرخ وتطالب بحضور الأمن، الأمر الذي دفع المتسولة إلى الهرب وتركت الصغير مع والدته، التي بمجرد ما أن ضمته إلى صدرها، حتى غادرت المكان والمدينة ككل نحو وجهة أخرى، وهي تأمل في أن تطوي هذه الصفحة الأليمة من صفحات كتاب حياتها الحزينة.
فغلبها النعاس ونامت بجانب «الرحى» بعد أن خارت قواها من التعب -وما أطيب النوم وألذه بعد التعب-، وبعد فترة استيقظت مذعورة لخشيتها من فوات الوقت دون أن تكمل الطحن، ففوجئت أن القمح الذي معها كله مطحون ومكوم بجانبها دون أن تدري من طحنه، وقد بدا لها أن الجن قد سمعوا استنجادها بهم فساعدوها!! ، ومن ثم صار من يطحن على الرحى من النساء يرددن هذا البيت بالغناء تقطيعاً للوقت وتسلية لهن لإتمام هذا العمل الشاق. وضُرب بالرحى المثل حيث يقولون: «من جا على الرحى غنا»، أي أن من عمل على الرحى في طحن الحبوب لابد أن يغني تقطيعاً للوقت وللتسلية، ويضرب هذا المثل لمن يلوم غيره على فعل شيء معين، فيقال: «لعلك تلومه ولو كنت مكانه لفعلت مثل ما يعمل، فمن جا على الرحى غنا».