قد تقدم في صحيح مسلم عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما: أن رسول الله ﷺ كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة الم تَنْزِيلُ السجدة، و هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ. هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا إِنَّا خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا [سورة الإنسان:1-3]. هذه السورة يقال لها: سورة الإنسان، وتتسمى أيضا بأولها يقال: سورة هَلْ أَتَى ، أو هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ، ويقال لها: سورة الدهر، هذه الأسماء الثلاثة المشهورة، وبعضهم يزيد على هذا ويقول: سورة الأمشاج، وبعضهم يقول: سورة الأبرار، ولكن مثل هذا لا ينبغي، أي أن يسمي السورةَ المفسرُ من عند نفسه، إنما يرجع في ذلك إلى النبي ﷺ وما كان معروفاً في وقت التنزيل، فأسماء هذه السورة هي سورة: هَلْ أَتَى ، أو هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ، وسورة الدهر، وسورة الإنسان. في معنى “الدَّهر” في القرآنِ العظيم – التصوف 24/7. وهذه السورة تتحدث عن الإنسان، وإن شئت أن تقول: ورحلته من بداية الخلق، قبل خلقه حينما كان عدماً، ثم حينما كان نطفة، وصار في هذه الأطوار، ثم بعد ذلك بين الله له طريق الحق وطريق الباطل، فاختار واحداً منها، ثم ما يصير إليه بعد ذلك في آخرته من النعيم أو العذاب، هذا خلاصة ما تحتويه هذه السورة، وإن وجد في ثناياها بعض ما يتعلق بقضية أخرى، لكن الغالب أن السورة تدور حول هذا المعنى، لكن فيها توجيه للنبي ﷺ بالصبر وذكر الله -تبارك وتعالى- والصلاة وما أشبه ذلك.
في معنى “الدَّهر” في القرآنِ العظيم – التصوف 24/7
#أبو_الهيثم #مع_القرآن
6
0
55, 212
هل اتى على الانسان حين من الدهر &Quot;بصوت&Quot; نور الدين سليم &Quot; - Youtube
وردت كلمةُ "الدهر" في القرآن العظيم مرتين اثنتين: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) (24 الجاثية)، (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا) (1 الإنسان). هل اتى على الانسان حين من الدهر. فما هو معنى هذه الكلمةِ القرآنيةِ الكريمة؟ بدايةً لابد لنا من أن نُمايزَ بين معنى كلمة "الدهر" كما تواضعَ على الأخذِ به الفلاسفةُ وغيرُهم من المشتغلين بـ "علم الكلام" وبين معناها القرآني؛ هذا المعنى الذي لا ينبغي لنا أن نُماهيَ بينه وبين معناها غير القرآني. فالمعنى القرآني لكلمة "الدهر" لا سبيلَ إلى الوقوعِ عليه، والإحاطةِ به، إلا من بعدِ أن نتبيَّنَه بتدبُّرِ الآيتَين الكريمتَين الواردتَين أعلاه. فالآيةُ الكريمةُ الأولى تشيرُ إلى عقيدةِ أولئك الذين يُنكرون البعثَ بحجةٍ مفادُها ما بوسعِنا أن نتبيَّنَه بتدبُّرِ الآياتِ الكريمةِ التالية: (وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا) (49 الإسراء)، (قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) (82 النور)، (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) (3 ق).
وفي قوله تعالى {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ(11)} فاطر، الخلق من التراب ثم من نطفة ثم جعل الأزواج، فان كانت النطفة تعبر هنا عن المني، أو المني والبويضة، فهذا المعنى لا يصح في الأرجح لأن الأزواج –الذكر والأنثى- لم تكن قد وجدت بعد، ولهذا فالنطفة هنا ليست المني، وليست المني والبويضة، حيث أن ثم تستوجب التعقيب وانقطاع ما بعدها عما قبلها. هل اتى على الانسان حين من الدهر "بصوت" نور الدين سليم " - YouTube. النطفة هنا لا بد أن تكون مرحلة تطورية أولى من مراحل خلق الحياة، وهذه قبل أن نصل الى مرحلة التوالد عن طريق الذكر والأنثى. ولاحظ أن هذه الآية مرت على المراحل الأساسية لخلق الحياة، من تراب ميت لا حياة فيه، الى نطفة حية تتكاثر بالإنقسام، ثم أزواجًا تتكاثر بالتوالد عن ذكر وأنثى. هذا المقال مقتبس من موضوعات الباب الثالث الفصل الثاني من كتاب الفهم المعاصر لآيات الخلق "الفهم المعاصر لدلالات الآيات القرآنية في خلق الإنسان وفي خلق الكون".