[٨] القول الثاني: إنّ المقصود من قوله تعالى بكلمة الخبيثات: هو القول والكلام، بمعنى أنّ الخبيثين من النّاس تناسبهم وتوافقهم الخبيثات من الكلام، والخبيثات من الأقوال والكلام تناسب الخبيثين من الناس وتوافقهم، وكذا القول للطيّبات من الكلام فهي توافق النّاس والرجال الطيّبين، والرّجال الطيّبون تناسبهم الطيّبات من القول والكلام، والذين نسبوا إلى عائشة رضي الله عنها القول السّيِّئ، فهم خبيثون قد صدر منهم القول الخبيث، والطيّبون لا يصدر عنهم القول الخبيث، الذي يمسّ أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها بسوءٍ. [٩] خلاصة القولِ في تفسير هذه الآيةِ أنَّ كلّ إنسان خبيثٍ من الرّجالِ أو النّساءِ، مناسبٌ للخبيثِ وموافقٌ لهُ في سلوكه، وتصرّفاته، وطبعه، وسجيَّته، وكلامه، وكلّ إنسان طيِّبٍ من الجنسين الرّجالِ والنّساءِ، مناسب للطيّب من الطّرف الآخر، وموافق له في تصرّفاته، وأطباعه، وسجاياه، وأقواله جميعها، والطيّبون والطيّبات مُبرّؤون من كلّ ما يرميهم بهِ النّاس الخبيثون من سوءِ الصّفات، والقول، والعمل. [١٠] المراجع ↑ أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى ( 1423 هـ)، تفسير مقاتل بن سليمان (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث ، صفحة 182، جزء 3.
- ما هو تفسير آية الطيبون للطيبات - أجيب
- تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ١٠٧
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النور - الآية 26
ما هو تفسير آية الطيبون للطيبات - أجيب
إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه " وجعله ملعونا فقال: " إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم، يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ". وليست تشهد الجوارح على مؤمن إنما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب فأما المؤمن فيعطي كتابه بيمينه، قال الله عز وجل: " فأما من أوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلا ". وفي المجمع في قوله تعالى: " الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات " الآية، قيل في معناه أقوال - إلى أن قال - الثالث الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء - عن أبي مسلم والجبائي وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام. قالا:
هي مثل قوله: " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة " إلا أن أناسا هموا أن يتزوجوا منهن فنها هم الله عن ذلك وكره ذلك لهم. وفي الخصال عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا طاب قلب المرء طاب جسده، وإذا خبث القلب خبث الجسد. ما هو تفسير آية الطيبون للطيبات - أجيب. وفي الاحتجاج عن الحسن بن علي عليه السلام: في حديث له مع معاوية وأصحابه وقد نالوا من علي عليه السلام: " الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات " هم والله يا معاوية أنت وأصحابك هؤلاء وشيعتك " والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات " إلى آخر الآية، هم علي بن أبي طالب وأصحابه وشيعته.
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ١٠٧
محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
قال الله تعالى: ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً...
13 مشاهدة
ما هو حكم أكل جوزة الطيب؟
أحمد الحلو
محاسب مالي
تعتبر عشبة جوزة الطيب إحدة النباتات المثيرة للجدل فبالرغم من فوائدها المتعددة...
15 مشاهدة
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النور - الآية 26
↑ ناصر الشيخ (1421هـ/2000م)، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم (الطبعة الثالثة)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مكتبة الرشد، صفحة 433، جزء 1. ↑ سورة النّور، آية: 26. ^ أ ب إبراهيم الرّحيلي ( 1423 هـ - 2003 م)، الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال (الطبعة الثالثة)، المدينة المنورة: مكتبة العلوم والحكم، صفحة 324. ↑ رواه محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، في الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسُنَنه وأيامه، صحيح البخاري، عن عائشة رضي الله عنها، الصّفحة أو الرقم: 101/ 6. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ١٠٧. ↑ محمد بن جرير أبو جعفر الطبريّ ( 1422هـ - 2001م)، تفسير الطبري (الطبعة الأولى)، مصر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، صفحة: 84، جزء: 18. ↑ المظهري، محمد ثناء الله (1412 هـ)، التفسير المظهري (الطبعة الأولى)، الباكستان: مكتبة الرشدية ، صفحة: 484، جزء: 6. ↑ محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ) ( 1420هـ - 2000م)، جامع البيان في تأويل القرآن (الطبعة الأولى)، بغداد: مؤسسة الرسالة، صفحة: 143، جزء: 19. ↑ نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري ( 1416 هـ - 1996 م)، غرائب القرآن ورغائب الفرقان (الطبعة الأولى)، بيروت/ لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 165، جزء 5.
[١] واشتملت سورة النّور الحديث عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وبيان أنّ ما رُمِيت به كان إفكاً ، فهو كذبٌ وافتراءٌ، والتّحذير من العودة إليه أبداً، وتوعُّد الله عزّ وجلّ الذين يرمون المُحصَنات الغافلات المؤمنات باللّعنِ في الدّنيا والآخرة. [٢] وقولهُ تعالى:(الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)، [٣] جاء براءةً من اللهِ عزَّ وجلَّ للسيّدة عائشة رضي الله عنها في حادثةِ الإفكِ، كما وردَ في أكثرِ كتبِ التّفسيرِ، فسببُ نزولِ هذهِ الآيةِ حادثةُ الإفكِ. حادثة الإفك حادثةُ الإفكِ من أصعبِ الحوادث التي مرّت في حياةِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ وزوجتهِ أحبِّ البشرِ إلى قلبهِ، السيّدة عائشة رضي الله عنها، والصّحابة الكِرام رضوان الله عليهم؛ فهي تجربة من أصعبِ ما مرَّ في تاريخِ البشريّةِ؛ وقد بلغت من الألم والضّيق والشدّة مبلغاً؛ ذلك أنّ الرّسول صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ طُعِن في شرفهِ، وهو أشرفُ البشرِ وأطهرُهم، فوصلَ الأذى إلى داخل بيتهِ؛ إلى زوجاتهِ رضي الله عنهنّ.