تفسير و معنى الآية 43 من سورة المعارج عدة تفاسير - سورة المعارج: عدد الآيات 44 - - الصفحة 570 - الجزء 29. ﴿ التفسير الميسر ﴾
فاتركهم يخوضوا في باطلهم، ويلعبوا في دنياهم حتى يلاقوا يوم القيامة الذي يوعدون فيه بالعذاب، يوم يخرجون من القبور مسرعين، كما كانوا في الدنيا يذهبون إلى آلهتهم التي اختلقوها للعبادة مِن دون الله، يهرولون ويسرعون، ذليلة أبصارهم منكسرة إلى الأرض، تغشاهم الحقارة والمهانة، ذلك هو اليوم الذي وعدوا به في الدنيا، وكانوا به يهزؤون ويُكَذِّبون. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«يوم يخرجون من الأجداث» القبور «سراعا» إلى المحشر «كأنهم إلى نَصْبِ» وفي قراءة بضم الحرفين، شيء منصوب كعلم أو راية «يوفضون» يسرعون. ﴿ تفسير السعدي ﴾
ثم ذكر حال الخلق حين يلاقون يومهم الذي يوعدون، فقال: يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ أي: القبور، سِرَاعًا مجيبين لدعوة الداعي، مهطعين إليها كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ أي: [كأنهم إلى علم] يؤمون ويسرعون أي: فلا يتمكنون من الاستعصاء للداعي، والالتواء لنداء المنادي، بل يأتون أذلاء مقهورين للقيام بين يدي رب العالمين. ﴿ تفسير البغوي ﴾. ( يوم يخرجون من الأجداث) من القبور ( سراعا) إلى إجابة الداعي ( كأنهم إلى نصب) قرأ ابن عامر [ وابن عباس] وحفص: " نصب " بضم النون والصاد ، وقرأ الآخرون بفتح النون وسكون الصاد يعنون إلى شيء منصوب ، يقال: فلان نصب عيني.
كيفية قيام الناس من قبورهم يوم القيامة
خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ (7) ( خشعا أبصارهم) أي: ذليلة أبصارهم ( يخرجون من الأجداث) وهي: القبور ، ( كأنهم جراد منتشر) أي: كأنهم في انتشارهم وسرعة سيرهم إلى موقف الحساب إجابة للداعي ( جراد منتشر) في الآفاق; ولهذا قال:
القبور و الاجداث مالفرق ؟ | من بيتي اليكم
وقوله عزّ شأنه:-
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [سورة التوبة: 119]. ولمزيد من الفائدة أرجو مراجعة أجوبة الأسئلة المرقمة ( 11 ، 117 ، 203 ، 1477 ، 1625 ، 1816 ، 2331) في هذا الموقع المبارك. أمّا بخصوص سؤالك عن الأجداث وهل تعني القبور؟
فنعم، الأجداثُ جَمْعُ جَدَث وهو القَبْرُ.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القمر - الآية 7
ورحم الله عزّ وجلّ مَنْ قالَ:-
تُنَاجِيكَ أَجْدَاثٌ وَهُنَّ سُكُوتُ *** وَسُكَّانُهَا تَحْتَ التُّرَابِ خُفُوتُ
أَيَا جَامِعَ الدُّنْـيَـا لِغَيْرِ بَلَاغَةٍ *** لِمَنْ تَجْمَعُ الدُّنْيَا وَأَنْتَ تَمُوتُ. وسبب تسمية القبر بالجَدَثِ له صِلَةٌ بمعنى كلمة (الجَدَثَة) وهو صوت الحافر والخُفّ، ومضغ اللحم. فلو تأمّلتَ هذه المعاني وقرنتها بالمواطن التي وردت فيها كلمة الأجداث في القرآن الكريم اتضّح المراد، وهو:-
وصف للخروج من القبر وما ينتج عنه من أصوات بسببه، وهذا يبدو جليًّا عندما نقرأ قوله عزّ من قائل:-
{خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} [سورة القمر: 7]. وكلّنا يعلم الصوت الذي يصدره الجراد حين طيرانه وانتشاره. وقوله سبحانه:-
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ} [سورة يس: 51]. أي يسرعون في الخروج مع مقاربة الخطو، وهذا ما يؤكّده قوله جلّ وعلا:-
{يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} [سورة المعارج: 43]. ومن المعلوم أيضًا أنّ الأجساد تبلى في القبور ولا يبقى منها إلا عَجْبُ الذّنَب كما أخبر سيّدنا محمّد صلوات ربي وسلامه عليه وآله وصحبه إذ قال:-
(كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ، إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ مِنْهُ خُلِقَ، وَفِيهِ يُرَكَّبُ) الإمام مسلم رحمه المنعم جلّ جلاله.
شكرا لدعمكم
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.