ثم تربصوا لناقة الله في ذلك اليوم بعدما دار حديث طويل بينهم يظهر مدي كرههم لنبي الله صالح الذي اصبح يشكل خطرا كبيرا عليهم وعلي قومهم، فأرادوا أن يقتلوا دليل نبوته. فتربصوا لناقة الله وهموا بقتلها وذبحها، حيث قام رجل منهم يدعي قيدار الشقي بالتعرض للفصيل الصغير. وعندما همت الناقة بحمايتهم قام بضربها وطعنها في رقبتها في فجر ذلك اليوم، حاول الفصيل الصغير الهروب إلي الجبل. وعندما اصبح علي سفح الجبل طارده المجرمون التي كانت ايديهم ملطخة بدماء امه. فأخذوا يتناوبون عليه بالطعنات، فاستيقظ نبي الله صالح علي هول تلك الفاجعة هو وقومه الصالحين، ثم حاول قومه الفاسدين الكفار بقتله وايذائه. حيث أنهم قد قرروا الهجوم علي منزله، ولكن هذا اليوم كانت السماء مفعمة بالغيوم الكثيرة، وكانت الأجواء محفوفة بالمخاطر. فلم يمهلهم الله وقت لكي يقتلوا أو يقوموا بإيذاء نبيه الصالح، فلم تمر إلا ثلاثة أيام فقط. فأنزل الله عليهم صاعقة جزاءا وفاقا لما فعلوه، ففي فجر اليوم الرابع من إنذاره لهم تحولوا في منازلهم إلي جثث متفحمة. وذلك بعدما انزل الله عليهم صاعقته، وذلك لكي يلاقوا جزاء مافعلوا. شاهدوا أيضًا: قصة يونس عليه السلام – قصص الانبياء للأطفال
ثالثا:- إرسال صالح عليه السلام لثمود
ثمود هم قوم قد جاءوا بعد قوم عاد، قوم يعبدون الأصنام فأرسل الله إليهم نبيه صالح عليه السلام.
قصة سيدنا صالح عليه السلام
كانت هذه الناقة معجزة، وصفها الله بقوله: (نَاقَةُ اللّهِ) أضافها لنفسه الله بمعنى أنها ليست ناقة عادية وإنما هي معجزة من الله. وأصدر الله أمره إلى صالح أن يأمر قومه بعدم المساس بالناقة أو إيذائها أو قتلها، أمرهم أن يتركوها تأكل في أرض الله، وألا يمسوها بسوء، وحذرهم أنهم إذا مدوا أيديهم بالأذى للناقة فسوف يأخذهم عذاب قريب. في البداية تعاظمت دهشة ثمود حين ولدت الناقة من صخور الجبل.. كانت ناقة مباركة. كان لبنها يكفي آلاف الرجال والنساء والأطفال. كان واضحا إنها ليست مجرد ناقة عادية، وإنما هي آية من الله. وعاشت الناقة بين قوم صالح، آمن منهم من آمن وبقي أغلبهم على العناد والكفر. وذلك لأن الكفار عندما يطلبون من نبيهم آية، ليس لأنهم يريدون التأكد من صدقه والإيمان به، وإنما لتحديه وإظهار عجزه أمام البشر. لكن الله كان يخذلهم بتأييد أنبياءه بمعجزات من عنده. كان صالح عليه الصلاة والسلام يحدث قومه برفق وحب، وهو يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وينبههم إلى أن الله قد أخرج لهم معجزة هي الناقة، دليلا على صدقه وبينة على دعوته. وهو يرجو منهم أن يتركوا الناقة تأكل في أرض الله، وكل الأرض أرض الله. وهو يحذرهم أن يمسوها بسوء خشية وقوع عذاب الله عليهم.
قصة صالح عليه السلام للاطفال
صالح عليه السلام
نبذة:
أرسله الله
إلى قوم ثمود وكانوا قوما جاحدين آتاهم الله رزقا كثيرا ولكنهم عصوا ربهم
وعبدوا الأصنام وتفاخروا بينهم بقوتهم فبعث الله إليهم صالحا مبشرا ومنذرا
ولكنهم كذبوه وعصوه وطالبوه بأن يأتي بآية ليصدقوه فأتاهم بالناقة وأمرهم أن
لا يؤذوها ولكنهم أصروا على كبرهم فعقروا الناقة وعاقبهم الله بالصاعقة
فصعقوا جزاء لفعلتهم ونجى الله صالحا والمؤمنين
سيرته:
إرسال صالح عليه السلام لثمود:
جاء قوم ثمود بعد قوم عاد، وتكررت
قصة العذاب بشكل مختلف مع ثمود. كانت ثمود قبيلة تعبد الأصنام هي الأخرى،
فأرسل الله سيدنا "صالحا" إليهم.. وقال صالح لقومه: ( يَا
قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ)
نفس الكلمة التي يقولها كل نبي.. لا تتبدل ولا تتغير، كما أن الحق لا يتبدل
ولا يتغير. فوجئ الكبار من قوم صالح بما
يقوله.. إنه يتهم آلهتهم بأنها بلا قيمة، وهو ينهاهم عن عبادتها ويأمرهم
بعبادة الله وحده. وأحدثت دعوته هزة كبيرة في المجتمع.. وكان صالح معروفا
بالحكمة والنقاء والخير. كان قومه يحترمونه قبل أن يوحي الله إليه ويرسله
بالدعوة إليهم.. وقال قوم صالح له:
قَالُواْ
يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـذَا أَتَنْهَانَا أَن
نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا
إِلَيْهِ مُرِيبٍ
(62) (هود)
تأمل وجهة نظر الكافرين من قوم
صالح.
قصة النبي صالح عليه السلام
وبعد مرور ثلاثة ايام كان الكافرين يستهزءون بما قاله صالح عليه السلام لهم ، ولكن فى فجر رابع يوم انشقت السماء صيحة جبارة ، وقد انقضت الصيحة على الجبال فهلك فيها كل شئ ، فهى صرخة واحدة قضت على جميع الكفار وهلكوا قبل ان يدركوا ما حدث ، والذين آمنوا بالله كانوا قد غادروا مع صالح عليه السلام ونجوا من العذاب. ذات صلة:
1- قصص وحكايات
2- قصة لقمان الحكيم
النبي صالح عليه السلام
[١١]
المراجع
↑ سورة الأنبياء، آية: 73. ↑ سورة المؤمنون، آية: 32. ↑ "احتساب الأنبياء عليهم السلام" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2018. بتصرّف. ↑ سورة العنكبوت، آية: 38. ↑ سورة النمل، آية: 48. ↑ سورة فصلت، آية: 17. ↑ سورة الأعراف، آية: 73. ↑ أحمد أحمد غلوش (1423هـ-2002م)، دعوة الرسل عليهم السلام ، -: مؤسسة الرسالة، صفحة 94-95. بتصرّف. ↑ سورة هود، آية: 64. ↑ سورة القمر، آية: 29-30. ↑ "تفاصيل قصة ثمود واسم الذي عقر الناقة" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2018. بتصرّف.
وبقي بعض الفوائد لعلي أستكملها في كلمة قادمة. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] برقم 3329. [2] برقم 3938. [3] صحيح مسلم برقم 145. [4] الزيادة في مسند أحمد من قوله ومن الغرباء (11/ 231) برقم 6650، وقال محققوه: حديث حسن لغيره. [5] البخاري برقم4942، وصحيح مسلم برقم2855. [6] برقم1884. [7] برقم 4345 وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله كما في صحيح سنن أبي داود برقم 3651. [8] جامع العلوم والحكم ص281. [9] سنن ابن ماجه برقم 4009، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه 3238. [10] صحيح البخاري برقم 3380، وصحيح مسلم برقم 2980، وزاد: ثم زجر فأسرع حتى خلفها. [11] (10/ 191-192) برقم 5984، وقال ابن كثير رحمه الله: إسناده صحيح على شرط الصحيحين من هذا الوجه ولم يُخرِّجاه، البداية والنهاية (7/ 164).