في مرحلة (التوحيد) تختفي الآلهة، ويبقى وجه الله ذو الجلال والإكرام، ولكنه من الصعب نفيها تماما من ثقافات الشعوب، فيتم خفض (مراتبها) الى أصول أدنى من الله عز وأجل وارقى من الإنسان، فتصبح مخلوقات غير مادية غير بشرية. لننظر الى صور (الجن) ونقارنها ببعض ما وصلنا من المنحوتات القديمة عن صور الآلهة، فنرى أن الجن ليس لها أقدام، بل حوافر، والجن لها قرون صغيرة على رؤوسها. هل جاءت هذه الصور من فراغ؟. ولننظر الى نسب قيس بن الملوح الى (بني عامر)، والعامر هو (الجن ايضا) في لسان العرب: (دارٌ مَعْمورة يسكنها الجن، وعُمَّارُ البيوت: سُكّانُها من الجن). كل يغني على ليلاه | صحيفة الرياضية. وتخبرنا كتب التراث أن (بلقيس) جاءت من أب من الإنس ومن أم من الجان. وبلقيس حسب الموروث الشعبي هي زوجة سليمان، فهل بلقيس عبارة عن تنويعة على (شولميت)؟ وإذا ما أخذنا برأي د. القمني أيضا نجد أن بلقيس هي (بلتيس) وهي لفظة مركبة لكلمتي (بعلة التيس)، أي إلهة خصب أنثوي؟. يبدو لي أن العرب بعد ظهور الإسلام إحتفظوا بتراثهم القديم بطريقة غير مباشرة، فإله الخصب الذكر (التيس) تحول الى (جان)، والجان هو العامر، و(بني عامر) قبيلة تلبي، على المستوى اللغوي، التطابق بين إله الخصب الذكر وبين الجان (الذي هو العامر)، ولم يبقَ سوى إكتشاف (التيس) في شخص (قيس) و(ليليت) في شخص (ليلى)، لتكتمل عناصر الأسطورة القديمة، فتم سحب الصلوات القديمة لهذين الإلهين وتحويلها الى قصائد شعرية غزلية، ثم البناء عليها بأشعار تم نسبها الى قيس بن الملوح.
كل يغني على ليلاه | صحيفة الرياضية
البلدية المنسية
تصحو وتنام على تداعي الخدمات البلدية في ضاحيةٍ تزداد وتيرة البناء فيها وتقتسم الاتجاهات الهامة مثلها مثل بلدياتٍ كثيرة. قريبةٌ من أمانة عمَّان بقدرِ ما هي بعيدة. تتوسط دوماً مناطق أحدث وأجمل. لكن قدرها أن تكون مركز خدمتهم الأقل حظاً. المزعجُ في هذه البلدية هو غياب التخطيط والجمال من شوارعها وأسواقها. هذا الشارع الملتوي لا يحملُ إسماً لكن رصيفه الوسطي يتوقف بأشجاره و إنارته عند نقطةٍ معينة قبلها كأنها الحدود بين التقدم و التخلف. كأنه يفصلُ بين عالمين. هنا تَلِجُ سوقاً يمتد لمئتي متر فيه محلاتٌ متكررةٌ فيما تبيع. لا تنسيق يقول يكفي هذه المنطقة خمسة صيدليات أو ثلاثة محال تجارةٍ عامة. تتوالد المحلات بلافتاتٍ منها ما أكلَ عليها الدهر و شرب و منها اللامع و تنتشي أو تموت في ازدحامٍ خانقٍ. هل من درس جدواها؟ و شوارع المنطقية الفرعيةٌ لا تحملُ إشارات تنبيه و تحذير و لا أسهماً للاتجاهات. الشوارع يمكن استخدامها بجودةٍ كاملة لاختبار مرونة السيارات و حِدَّةِ نظرِ السائقين ليتفادوا الحفر و الانبعاجات. على جانب الشارع، أي شارع، تمر بحاوياتٍ تفيض منها القمامة، رغم الاعتراف بجهود القائمين على جمعها، لكنها قليلةٌ بالمقارنة مع المنتج من القمامة البيتية و بالطبع لا يتملم أحدٌ عن الفرز للقمامة إلا سياراتٌ تأتي في غفلةٍ من الوقت لتنبش الحاويات و تعكر صفو القطط المستعمرة لها.
وتابع المصدر: «سبق ذلك تحالف على النار بين «القوات» والاشتراكي، مما يعني ان جنبلاط قادر على القيام بدور الوسيط لاحقاً بين الحريري وجعجع، أي ما لم تفعله الانهيارات ستفعله الانتخابات النيابية، ومن هذا المنطلق، ستظهر قريباً أجواء إيجابية، نتيجة الإتصالات الجارية بعيداً عن الأضواء، لان الواقع المرير الذي نعيشه يتطلب التكاتف باسرع وقت». وختم بالاشارة الى وجود مَن يراهن على موقف يحمل الكثير من الليونة، من قبل المملكة العربية السعودية، مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، في محاولة منها لإعادة إحياء فريق 14 آذار، لان المرحلة تتطلب ذلك.