وشعائر الله أخص من حرمات الله فعطف هذه الجملة للعناية بالشعائر. [ ص: 257] وعلى التفسير الثاني للشعائر تكون جملة ومن يعظم شعائر الله عطفا على جملة ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام تخصيصا لها بالذكر بعد ذكر حرمات الله. وضمير ( فإنها) عائد إلى شعائر الله المعظمة فيكون المعنى: فإن تعظيمها من تقوى القلوب. وقوله فإنها من تقوى القلوب جواب الشرط والرابط بين الشرط وجوابه هو العموم في قوله ( القلوب) فإن من جملة القلوب قلوب الذين يعظمون شعائر الله. فالتقدير: فقد حلت التقوى قلبه بتعظيم الشعائر لأنها من تقوى القلوب. أي لأن تعظيمها من تقوى القلوب. وإضافة ( تقوى) إلى ( القلوب) لأن تعظيم الشعائر اعتقاد قلبي ينشأ عنه العمل.
ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب اسلام ويب Aman Al Rajhi
لقد جعل الله تعالى لكل أمة منسكاً هم ناسكوه؛ ليذكروا اسم الله تعالى على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، فهو الرازق الخالق المستحق للعبادة وحده سبحانه. وقد بشر الله تعالى عباده المخبتين التائبين المقيمين للصلاة، والمؤتين للزكاة بالفوز والفلاح في الدنيا والآخرة. تفسير قوله تعالى: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
قال تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32]. ( ذلك) أي: ما مضى من الكلام على الحج والمناسك: من الطواف والسعي والوقوف بعرفة وما إلى ذلك، فهذه الأشياء من المنافع هي من شعائر الله، ومن أحكامه، ومما فرضه الله جل وعلا في الحج. قال تعالى: وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32] أي: ومن يحترمها ويقوم بها ويلتزمها أركاناً وواجبات وسنناً ومستحبات وما إلى ذلك فإنها من شعائر الله ومن أحكامه. وشعائر: جمع شعيرة، وفسرت بأنها الضحايا والهدي وما يقدم في الحج. وقال ابن عباس: وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ [الحج:32] أي: من يستسلم ويستحسن ويجعل لذبائح والقربان من الهدي والضحايا أثمنها وأفضلها وأكثرها لحماً، فإن ذلك من تقوى القلوب.
ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب اسلام ويب Alkahraba
ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ذلك تكرير لنظيره السابق الشعائر جمع شعيرة المعلم الواضح مشتقة من الشعور وشعائر الله لقب لمناسك الحج جمع شعيرة بمعنى مشعرة بصيغة اسم الفاعل أي معلمة بما عينه الله فمضمون. قال تعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب الحج32 وقال لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى. ذلك 32 فيه ثلاثة أوجه يكون في موضع رفع بالابتداء أي ذلك أمر الله جل وعز ويجوز أن يكون في موضع رفع على خبر مبتدأ محذوف ويجوز أن يكون في موضع نصب أي اتبعوا ذلك من أمر الله جل وعز في الحج ومن يعظم شعائر الله أحسن ما قيل فيه أن. Save Image
فضائل فوائد أحكام عشرة ذي الحجة والحج ويوم عرفة والأضحية Quran Quotes Happy Eid Islamic Qoutes
ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب اسلام یت
واستدلوا على هذا بأن النبي صلى الله عليه وسلم ( ضحى بكبشين أملحين سمينين موجوءين -أي: معلوفين مخصيين- ينظران في سواد، ويأكلان في سواد، ويمشيان في سواد) لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يختار من الضحية أعجبها وأسمنها وأعظمها وأجملها. وقوله: (تنظر في سواد)، أي: شعر حدقاتها أسود. (وتأكل في سواد) أي: شعر فمها أسود. (وتمشي على سواد)، أي: أرجلها وأيديها سود. ونحر صلى الله عليه وسلم بيده في حجة الوداع ثلاثاً وستين بدنة من مائة بدنة، وكلما كانت الضحية والهدية أكثر لحماً وأعظم شحماً وأغلى ثمناً كانت أكثر أجراً وثواباً. قال تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32]، فتعظيم شعائر الله من تقوى القلوب، ومن عمل القلب إضمار التقوى والطاعة والإخلاص، والعمل بالأوامر فعلاً وترك النواهي، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( التقوى هاهنا)، وأشار إلى قلبه أكثر من مرة، ( التقوى هاهنا، التقوى هاهنا). فقوله: ( من تقوى القلوب) أي: من التقوى المضمرة المخلصة التي لا يراد بها إلا الله والدار الآخرة، لا ليقال ويذكر عنه، ولكنه يريدها لله خالصة، ولا يريد في عمله وجه أحد من الناس إلا الله جل جلاله.
ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب اسلام ويب سيرفيسز
وليس الأمر هكذا؛ فإن قوله تعالى: لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [الحج:33] أي: انتفعوا بها حتى ولو كانت هدياً، واستدلوا بما قاله صلى الله عليه وسلم عندما رأى حاجاً يمشي راجلاً ويسوق هديه أمامه، فقال له ( اركبها، فقال: يا رسول الله!
وعنى بقوله: (فإِنَّها مِنْ تَقْوَى القُلُوب) فإنها من وجل القلوب من خشية الله، وحقيقة معرفتها بعظمته وإخلاص توحيده.