ولا ينشغل العبد بمُلهيات الدُّنيا وهمومها وشهوتها، حيث أن الليل يتميّز بالسّكينة والهدوء، مما يُساعد المسلم للتقرّب إلى الله براحةٍ وطمأنينةٍ. المواظبة على صلاة الليل من الأعمال التي تُثبت الإيمان في قلوب العباد وتؤدي إلى نيل رضا الله ورحمة وتأييده ونصره في امور الدنيا والاخرة. تعتبر صلاة قيام الليل من الأعمال التي يكون الإخلاص فيها لله بأعلى صوره ودرجاته بسبب انعزال العبد عن أي عوامل خارجية، مما يجعل فضل صلاة قيام الليل وأثرها على العبد شديدٌ. فيتجلّى بداخله الخوف والرهبة من الله بشكلاً أكبر من أي وقتٍ آخرٍ، وقد قال الله تعالى، (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلً). متى يبدأ قيام الليل ومتى ينتهي - موقع فكرة. إن من أحسن وأفضل الأوقات لمراجعة كتاب الله تكون عند صلاة قيام الليل. ما هو فضل صلاة قيام الليل ؟
بعد إدراك وفهم كيفية صلاة الليل وحكمتها يجب علينا أن نعرف فضلها وقيمتها، فصلاة قيام الليل سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وردت النصوص الشرعية التي تدل على وعد الله سبحانه وتعالى لعباده الذين يقيمون الليل بالثواب والأجر العظيم. حيث قال الله عز وجل في كتابه الكريم (وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحمودًا) وقال أيضاً، (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)، وغيرها الكثير من الآيات التي توضح عظيم الأجر الذي يناله مَن يواظب على صلاة قيام الليل خشيةً وتضرعاً وتقرّباً إلى الله عز وجل.
- متى يبدأ قيام الليل ومتى ينتهي - موقع فكرة
متى يبدأ قيام الليل ومتى ينتهي - موقع فكرة
كم عدد ركعات صلاة الليل ؟
بعدما عرفنا فيما سبق كيفية صلاة الليل، يجب أيضاً معرفة عدد ركعاتٓها، حيث لم يأتي نصٌّ يحدد عدد ركعات صلاة قيام الليل بشكلٍ معين، إلّا أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يصلّيها إحدى عشرة ركعةً، أو ثلاث عشر ركعةً وهذا ما اخرجه الإمام مُسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت. (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي فِيما بيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ، وَهي الَّتي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ، إلى الفَجْرِ، إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بوَاحِدَةٍ، فَإِذَا سَكَتَ المُؤَذِّنُ مِن صَلَاةِ الفَجْرِ، وَتَبَيَّنَ له الفَجْرُ، وَجَاءَهُ المُؤَذِّنُ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، حتَّى يَأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ لِلإِقَامَةِ. كما روى ابن عباس رضي الله عنهما أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يُقيم الليل ثلاثة عشر ركعةً، إذ قال (فَتَتَامَّتْ صَلَاةُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حتَّى نَفَخَ، وَكانَ إذَا نَامَ نَفَخَ، فأتَاهُ بلَالٌ فَآذَنَهُ بالصَّلَاةِ، فَقَامَ فَصَلَّى.
الاحابة
نص السؤال نبدأ هذه الحلقة برسالة السائل أبو عبد الله يقول: إلى فضيلة الشيخ صالح سلمه الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: سؤالي يا شيخ: أنا أصلي الوتر مع الإمام بعد التراويح وهذا حصل لي في رمضان الماضي وحصل بيني وبين أحد الإخوة جدال حول وجوب قيام آخر الليل والصلاة ركعتين أو أكثر وخاصة إذا استيقظت في الليل فأقول أنه لا وتران في ليلة واحدة أما إنني أؤخر الوتر وفي هذه لا أضمن الاستيقاظ أو أنني أوتر أول الليل مع الإمام ثم أوتر مع الركعات آخر الليل وأخالف النص أعلاه أرجو من الشيخ صالح حفظه الله: هل يجوز لي أن أصلي آخر الليل ما أستطيع بدون وتر أم لا بد من وتر آخر حفظكم الله