ولعل العدل في الأقوال أدق وأشق. واللهُ تعالى يُحِب الكلام بعلم وعدل، ويَكْره الكلام بظلم وجهل: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [النحل: 116]. وتأمَّلوا هذا الإنصافَ النبويَّ - في القول – حينما أعلنَ حُكمَه على كلمةٍ قالها شاعرٌ حال كُفْرِه؛ إذْ قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَصْدَقَ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ، كَلِمَةُ لَبِيدٍ: "أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللَّهَ بَاطِلُ"» رواه مسلم. إن الله يأمر بالعدل - ملتقى الخطباء. ومن إنصافِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه – في القول – أنه سُئِلَ عن مَنْ خَرَجَ عليه: أَمُشْرِكُونَ هُمْ؟ قَالَ: «مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا»، قِيلَ: مُنَافِقُونَ هُمْ؟ قَالَ: «إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلًا»، قِيلَ: فَمَا هُمْ؟ قَالَ: «إِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا، فَقَاتَلْنَاهُمْ» رواه البيهقي وابن أبي شيبة. قال النووي رحمه الله: (يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ فَضْلُ أَهْلِ الْفَضْلِ، وَلَا يَمْتَنِعُ مِنْهُ؛ لِسَبَبِ عَدَاوَةٍ وَنَحْوِهَا).
- ان الله يامر بالعدل و الاحسان
- ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى
- ان الله يأمر بالعدل والاحسان
ان الله يامر بالعدل و الاحسان
وهو في حديث جبريل بالمعنى الأول لا بالثاني; فإن المعنى الأول راجع إلى إتقان العبادة ومراعاتها بأدائها المصححة والمكملة ، ومراقبة الحق فيها واستحضار عظمته وجلاله حالة الشروع وحالة الاستمرار. وهو المراد بقوله أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. وأرباب القلوب في هذه المراقبة على حالين: أحدهما غالب عليه مشاهدة الحق فكأنه يراه. ولعل النبي - صلى الله عليه وسلم - أشار إلى هذه الحالة بقوله: وجعلت قرة عيني في الصلاة. وثانيهما: لا تنتهي إلى هذا ، لكن يغلب عليه أن الحق سبحانه مطلع عليه ومشاهد له ، وإليه الإشارة بقوله - تعالى -: الذي يراك حين تقوم. وتقلبك في الساجدين وقوله: إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه. ان الله يأمر بالعدل والاحسان. الثالثة: قوله تعالى: وإيتاء ذي القربى أي القرابة; يقول: يعطيهم المال كما قال وآت ذا القربى حقه يعني صلته. وهذا من باب عطف المندوب على الواجب ، وبه استدل الشافعي في إيجاب إيتاء المكاتب ، على ما يأتي بيانه. وإنما خص ذا القربى لأن حقوقهم أوكد وصلتهم أوجب; لتأكيد حق الرحم التي اشتق الله اسمها من اسمه ، وجعل صلتها من صلته ، فقال في الصحيح: أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك. ولا سيما إذا كانوا فقراء.
ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الزِّنَا، ﴿ وَالْمُنْكَرِ ﴾، ما لا يُعْرَفُ فِي شَرِيعَةٍ وَلَا سُنَّةٍ، ﴿ وَالْبَغْيِ ﴾، الْكِبْرُ وَالظُّلْمُ. وَقَالَ ابْنُ عيينة: العدل استواء السريرة والعلانية، والإحسان أَنْ تَكُونَ سَرِيرَتُهُ أَحْسَنَ مِنْ علانيته، والفحشاء وَالْمُنْكَرُ أَنْ تَكُونَ عَلَانِيَتُهُ أَحْسَنَ مِنْ سَرِيرَتِهِ، ﴿ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾، لعلكم تَتَّعِظُونَ. قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَجْمَعُ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ هَذِهِ الْآيَةُ. تفسير: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون). وَقَالَ أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ: إِنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ عَلَى الْوَلِيدِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي أعد فعاد عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ لَهُ وَاللَّهِ لَحَلَاوَةً وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلَاوَةً وَإِنَّ أَعْلَاهُ لَمُثْمِرٌ وَإِنَّ أَسْفَلَهُ لَمُغْدِقٌ، وما هو بقول البشر. تفسير القرآن الكريم
ان الله يأمر بالعدل والاحسان
وفرق الأصولي ابن عاشور في التحوير والتنوير بين الفحشاء والمنكر بقوله: "ونهى الله عن الفحشاء، والمنكر، والبغي، وهي أصول المفاسد.
اللهم صلي على سيدنا محمد صلاة تملأ الأرض والسماء, اللهم أحينا على محبته وأمتنا على ملته, وثبتنا على سنته وأكثر منا بشفاعته وأنلنا شرف صحبته, واسقنا من حوضه المورود شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا اللهم اغفر ذنوبنا, ويسر أمورنا, وأصلح فساد قلوبنا, واستر في الدنيا والآخرة ذنوبنا, واشفنا من جميع أمراضنا وانصرنا على أعدائنا. اللهم اشرح صدورنا, ونور قلوبنا, واجعل جنة الفردوس الأعلى هي دارنا وارحم أمواتنا, وبلغنا مما يرضيك آمالنا, اللهم كما جمعتنا في هذا المسجد على طاعتك, فاجمعنا في الآخرة في جنتك ودار أمنك, اللهم ثبت قلوبنا على الإيمان بك, وآمنا في أوطاننا, واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين. ان الله يامر بالعدل سورة النحل. عباد الله: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلّكم تذكّرون)(11) اذكروا الله يذكروكم واشكروه يزدكم وأقم الصلاة إن الله يأمر بالعدل والإحسان. (1): النحل 90, (2): النساء 135, (3): النساء 58, (4): الاسراء7, (5):النحل128 (6): الاسراء 32, (7):العنكبوت29, (8): ابراهيم42, (9):طه111, (10):الاحزاب56 (11):النحل 90.