و ما قلناه حول التراجع عن الشهادة و
اعتبار جريمة الزور بشأنه، كأنها لم تكن، تأكده بشكل واضح و صريح المادة 168 من
القانون الجنائي، و التي تشترط بعد أداء اليمين في شهادة زور في قضية مدنية أو
تجارية أو جنائية، أن تكون أقواله الشاهدة نهائية، أي أن يحكم في القضية استئنافية
و الشاهد مازال متمسكا بشهادته المضللة و الكاذبة و المزورة. من هذا المنظور، يمكن
أن نسمي جرائم الزور بجرائم إصرار أي أن المتهم يعرف أنه شهد زورا و يتمسك بشهادته
و يصر عليها حتى تصبح نهائية ولا يريد أن يتراجع عنها. أما إذا شهد زورا حتى بعد حلفه و تراجع في مرحلة من
المراحل القضائية التي مازال الحكم فيها لم يصدر بصفة نهائية، فجزاء الشاهد في هذه
الحالة، هو عدم متابعته بتشجيع شهود الزور على قول الحقيقة و التراجع حتى في
الأوقات الأخيرة أو الميتة من المحاكمة الأخيرة أما إذا كان القانون يعاقب شهود
الزور بمجرد حلفهم حتى لو تراجعوا عن شهادتهم، فإن العدالة لن تستفيد و أغلب
الشهود لن يتراجعوا و سيتمسكون بشهادتهم الأفاكة، حتى لا يدخلوا السجن و يتحولون
من شهود إلى متهمين.
- هل يجوز الحلف بالله عقب ذلك التراجع؟ - السعادة فور
- ما كفارة القسم بالله - موضوع
هل يجوز الحلف بالله عقب ذلك التراجع؟ - السعادة فور
البلوغ، فلا تجب الكفّارة على الطّفل. الإسلام، فلا تجب الكفارة على غير المسلم. الاختيار وعدم الإكراه؛ فلا يقع اليمين على من أُكرِهَ عليه. قصد أداء اليمين، فلو قالها الشخص من غير قصد لم يقع، كمن قال "لا والله" وهو لا يقصد الحلف فلا يقع. هل يجوز الحلف بالله عقب ذلك التراجع؟ - السعادة فور. الحنث باليمين؛ بحيث يفعل ما أقسم بالله على تركه، أو يترك فعلاً أقسم على فعله. إمكان برّ اليمين؛ بأن يحلف المكلّف على أمرٍ معقول وممكن. أسباب كفارة القسم بالله
هناك عدّة أسباب توجب كفارة اليمين عند الفقهاء، وتعدّدت الآراء في أسبابٍ أخرى، وتفصيل ذلك فيما يأتي: [١٣]
أوّلا: أجمع الفقهاء على أنَّ سبب وجوب الكفارة هو الحنث في اليمين، وذلك بأن يفعل المسلم عكس الشيء الذي حَلَف عليه، فيَحنث وتجب عليه الكفارة. ثانياً: إذا حلف الشخص لَغْواً على شيء في المستقبل فلا يحنث وليس عليه كفارة عند جمهور الفقهاء، سواء كان حلف اللغو على أمرٍ في الماضي؛ كمن يحلف بأن شخصاً لم يأتِ مع اعتقاده بأنّه أتى، أو على أمرٍ في المستقبل؛ كمن حلف بأنّ فلان لن يأتي غداً وهو يعتقد إتيانه، وقد استدلَّ الفقهاء بقوله -تعالى-: (لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّـهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) ، [١٤] لكنّ الحنفيّة يروْن أنّها ليست لغواً وفيها الكفّارة لِمن يحنث، ويرَوْن أنّ يمين المستقبل يمينٌ معقودة، قال -تعالى-: (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ).
ما كفارة القسم بالله - موضوع
وعلى هذا فكفّارة الوطء في الحيض إذا قلنا: إن الوطء في الحيض يوجب الكفّارة، فإنّها تسقط. وفدية الأذى إذا لم يجد، ولم يستطع الصوم تسقط، وهكذا جميع الكفارات بناءً على ما استدللنا به لهذه المسألة، وبناءً على القاعدة العامة الأصوليّة التي اتفق عليها الفقهاء في الجملة، وهي أنّه (لا واجب مع عجز). انتهى. وكفارة اليمين، هي المذكورة في قول الله تعالى: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ {المائدة:89}. وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 227578 ، 175679. والله أعلم.
تاريخ النشر: الخميس 26 ربيع الآخر 1432 هـ - 31-3-2011 م
التقييم:
رقم الفتوى: 153203
32543
0
355
السؤال
كيف يتم إبطال الحلف على القرآن؟ لقد حلفت على القرآن فكيف أستطيع إبطاله؟. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحلف على القرآن الكريم يعتبر تغليظاً لليمين وزيادة في توكيده، فمن حلف بالقرآن، أو باسم من أسماء الله تعالى، أو صفة من صفاته، وأراد الرجوع عن ما حلف عليه، أو ما حلف عنه فعليه أن يكفر عن يمينه بإطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فبصوم ثلاثة أيام، لما في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني والله - إن شاء الله - لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير، أو أتيت الذي هو خير وكفرت عن يميني. ولما رواه مسلم وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليكفر عن يمينه وليفعل. وفي رواية: فليكفر يمينه وليفعل الذي هو خير. فإذا كفرت عن ما حلفت عليه، أو عنه فقد انحلت يمينك المنعقدة على البر، أو الحنث، وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 29925 ، 9181 ، 103638.