هذا المقال يتناول نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا، والتي تعد واحدة من أهم نظريات التعلم التي ظهرت في القرن العشرين والتي ركزت على أثر البيئة المحيطة في عملية التعلم. ونناقش في هذا المقال مفهوم نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا، وأهمية النظرية وتطبيقاتها، قبل الشروع في الكلام على نقد نظرية باندورا في التعلم الاجتماعي. مفهوم نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا
أهمية النظرية وتطبيقاتها
نقد نظرية باندورا في التعلم الاجتماعي
كيف يتعلم الإنسان؟ وكيف يتمكن من بناء المعارف واكتساب المهارات؟ ظل هذا السؤال واحداً من الأسئلة التي استحوذت على أذهان علماء النفس والتربية خاصة في القرن العشرين. وكان هذا السؤال سبباً في إنضاج العديد من نظريات التعلم التي سعى أصحابها للإجابة عن هذا السؤال. ومن هذه النظريات: نظرية التعلم بالاكتشاف لبرونر ، و نظرية التعلم ذو المعنى لأوزوبل ، و نظرية التعلم بالاستبصار. وكذلك نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا أو نظرية التعلم بالملاحظة أو التعلم بالنمذجة. ففي نهايات القرن العشرين استطاع عالم النفس الكندي ألبرت باندورا أن يهدي نظرية التعلم الاجتماعي للمشتغلين بالعلوم التربوية والسلوكية والنفسية.
- نظرية التعلم الاجتماعية
- نظرية التعلم الاجتماعي باندورا
نظرية التعلم الاجتماعية
أسس نظرية التعلم الاجتماعي. افتراضات نظرية التعلم الاجتماعي. هي النظرية التي قام باندورا بتقديمها، وهي ترى أنّ السلوك يتم تعلُّمه عن طريق الملاحظة ومُحاكاة النماذج. ترتكز نظرية التعلّم الاجتماعي على التفاعلات التي تحدث بشكل حتمي ومستمر بين (الفرد والبيئة والسلوك)، فهي الأنماط الجديدة من السلوك التي من المُمكن أن تُكتسب حتى مع غياب التعزيز، يتم ذلك عن طريق ملاحظة الآخرين. أسس نظريّة التعلُّم الاجتماعي ترتكز هذه النظرية على أساس أنّه يوجد عناصر تكون خارجة عن قدرة الفرد، إذ تأخذ دور مهم في حياته كلها، مثل قراراته واختياراته المهنية والتربوية. يتم دراسة سلوكات الفرد وكيفية التعلُّم من خلال التجربة والملاحظة. يشير باندورا على أنَّ الملاحظة تعتبر المصدر الأساسي للتعلُّم في الثقافات المُعاصرة، أيضاً أنّ السُّلوك الإنساني يُكتسب من خلال مراقبة الناس وما يفعلونه من سلوكات، بعد ذلك يتم استيعاب السلوك واختيار الجوانب المناسبة؛ لتصبح جزءاً من عادات الفرد. السلوكات التي نتعلمها تكون بسبب العوامل البيئية والمعرفية. تلعب وسائل الإعلام دوراً هامّاً، حيث أنّ الفرد يأخذ معلوماته الأوّلية عن طريق وسائل الإعلام.
نظرية التعلم الاجتماعي باندورا
سوف نستعرض معكم من خلال هذا المقال نظرية التعلم الاجتماعي وتأثيرها المستمر في العملية التعليمية من خلال موقع فكرة ، سنتعرف معا علي ماهي نظرية التعلم الأجتماعي وماهي نواتج وآليات التعلم الاجتماعي. ما المقصود بالتعلم الاجتماعي؟
هي نظرية تقوم على أساس أن الإنسان كائن اجتماعي يتأثر بمشاعر واتجاهات وتصرفات وسلوكيات الأشخاص المحيطين به، لذلك فهو بمقدره التعلم منهم، لذلك عملية التعليم هي عملية تربوية لأنها تتم في محيط اجتماعي. أطلق على هذه النظرية العديد من المصطلحات الأخرى منها نظرية التعلم بالنمذجة أو التعلم بالملاحظة، وتعمل هذه النظرية على الوصل بين كلا من النظريات السلوكية والنظريات المعرفية. نواتج التعلم الاجتماعي
تظهر نتائج التعلم بهذه النظرية في ثلاث أنواع من التعلم وهما:
1- تعلم استجابات جديدة
يمكن للمتعلم أن يكتسب أنماط جديدة للسلوك عن طريق ملاحظة ما يفعله الآخرين مثال على ذلك الطفل الذي يقوم بتقليد أمه عند روأيتها واقفة على كرسي لتجلب شئ من مكان مرتفع. كما يتأثر سلوك المتعلم بالتمثيلات الصورية والنظرية التي توجد في الكتب والمجلات والسينما. 2- الكف والتحرير
المقصود هنا بالكف أنه ابتعاد عن فعل سلوك معين نتيجة رؤيته عواقبه مثل السائق الذي يسير بسرعة عالية عندما يرى حادث سير نتيجة لزيادة السرعة فأنه سوف يعمل على تقليل السرعة لتجنب الحوادث.
إما التعلم بالملاحظة هو تعلم عن طريق ملاحظة سلوك الآخرين، مثل تعلم اللغة أو تعلم اختيار الملابس المناسبة. عوامل التعلم الاجتماعي:
هناك ثلاثة عوامل أساسية تؤثر في عملية التعلم الاجتماعي عن طريق الملاحظة، لكي يقرر الفرد تقليد سلوك ما شاهده أو محاكاة بعض المبادئ أو رفضه لبعض السلوكيات، وهم: -
- عوامل متعلقة بالفرد المتعلم: يختلف رد فعل الفرد عند التعرض للموقف اجتماعي سواء بالرفض أو القبول باختلاف العمر الزمني والمكانة الاجتماعية ومدى التقبل النفسي، والاستعداد العقلي للتقبل الموقف. - عوامل متعلقة بالنموذج الملاحظ: يكون من السهل التأثير على عدد كبير من الأفراد، إذا كان النموذج الملاحظ شخص مشهور ذو مكانة اجتماعية مرموقة. - عوامل متعلقة بالظروف البيئية: تشكل الظروف البيئية جزءاً كبيراً من شخصية الأفراد وطرق تعاملهم مع المواقف الحياتية المختلفة، فالشخص الذي نشأ في مجتمع منُفتح ثقافياً يختلف عن شخص الذي نشأ في مجتمع محافظً، فالكل منهما طريقته الخاصة في التعامل مع المواقف المختلفة، بناءاً على الظروف البيئية والاجتماعية المحيطة به. مصادر التعلم الاجتماعي:
تنقسم مصادر التعلم الاجتماعي إلى ثلاثة أقسام:
أولاً: التفاعل المباشر
هو التفاعل بشكل مباشر مع الأشخاص في الحياة الواقعية، فيمكن اكتساب العديد من الخبرات والأنماط السلوكية من خلال ملاحظة النماذج الحية في البيئة المحيطة بنا، فنجد الأطفال يتعلمون عن طريق تقليد الولدين أو أفرد الأسرة التي ينشئون بداخلها، كما أن تعلم اللغة واللهجة والمهارات اللفظية الأخرى، يتم من خلال الأسرة والتعامل المباشر مع أفراد المجتمع.