وقد شهد الحراج إقبالاً على تأجير معارضه للبائعين وأصحاب الحرف الذين تقدموا للاستفادة من الإمكانات الكبيرة والمتطورة للحراج الجديد الذي نفذته شركة الرياض القابضة. يذكر أن الحراج الجديد يقع على مساحة إجمالية قدرها 300 ألف متر مربع، ويشكل نقلة نوعية "لحراج ابن قاسم" القديم بتفادي جميع السلبيات السابقة للحراج الذي تم إغلاقه، وتقديم أفضل خدمة بيع وشراء للسلع المستعملة بطريقة المزايدة. وتشمل أنشطة حراج ابن قاسم الجديد التحف التراثية، ومعروضات الأسر المنتجة وغيرها من المنتجات والمعروضات التي من شأنها أن تجعل السوق معلماً سياحياً وحضارياً عملاقاً، وأيضاً مقصداً ترويحياً في قلب العاصمة الرياض، إضافة إلى بيع المواد والأجهزة، والأثاث المستعمل. وتسعى شركة الرياض القابضة من وراء إقامة هذا المشروع إلى المساهمة في القضاء على المخالفات الأمنية، إضافة إلى المساهمة في تنفيذ وإدارة المشاريع التي تهم المدينة، وتمس مصالح المواطن بأعلى المستويات وأفضل الطرق، وبما يتناسب مع ما وصلت إليه مدينة الرياض من تطور حضاري في كافة المجالات، وتوفير الفرص الاستثمارية للمواطنين. مباسط لبيع التحف المستعملة
الحراج الجديد يقع على مساحة إجمالية قدرها 300 ألف متر مربع
جريدة الرياض | نقل سوق "حراج بن قاسم" لموقع يبعد 3كم عن الحالي على مساحة 483000م والانتهاء من تنفيذه خلال عامين
هل سيُحافظ (حراج ابن قاسم) الجديد الذي تم افتتاحه - أمس الأول - على (روح ونكهة) حراج الرياض القديم؟!. الواقع أن كل شيء يتغير، وهناك أمور تُفقد، وتختفي بطبيعتها مع التمدن والتطور، مهما حاولنا الحفاظ على المعالم الخارجية لها، وهذه (سنة الله) في الحياة، ولدينا العديد من الأمثلة كسوق الزل، وسوق الحمام، وسوق مقيبره، والجفرة، والمعيقلية، وغيرها من الأسواق الشعبية والتجارية، التي شهدت تطوراً، ونقلة حضاريه ونوعية، ولكن في كل مرة هناك (شيء ما) يختفي، ولا يشعر (برحيله) إلا من عاصر السوق القديم؟!. من المُنتظر أن يتخلص الحراج (الجديد) من بعض (المُمارسات الخاطئة) في سابقة، والتي هي ربما جزء من فلسفة وفكرة الحراج، الذي حصد (شعبيته الجارفة) بين (المقيمين ومحدودي الدخل) نتيجة بساطته، وجلب الناس البضائع الجديدة والمستعملة إليه من كل حدب وصوب (بأسعار) رخيصة جداً، فما لا يُباع، يتم بيعه وشراؤه في (حراج ابن قاسم)، بدأ من الأثاث القديم والمتهالك، مروراً بملابس (المرحوم) التي تتحول إلى جزء من التركة، وانتهاء ببيع (الأفكار والإشاعات) كما حدث مع (زئبق) ماكينة الخياطة، التي بيعت بأرقام فلكية، تحت القاعدة الشهيرة (رزق الهبل ع المجانين)!.
في (الحراج القديم) بيع كل شيء تقريباً، وطُبق المثل المصري الشهير (كل ساقطة، ولها لاقطة) بحذافيره، حتى أن من يُسرق منه (هاتف جوال)، أو (أسطوانة غاز)، أو (جهاز تلفزيون) يُقال له ابحث عنها في (حراج ابن قاسم)، فستجد مفقوداتك في (يد المُحرجين) أي الدلالين، بعد أن تم بيعها وشراؤها أكثر من مرة، فلا أحد يسأل (بائع) من أين لك هذا؟ فكل شيء (يُباع) دون ضمانات أو فواتير ملكية!. نأمل أن تختفي هذه المُمارسات العشوائية في النسخة الجديدة من (الحراج)، و إن أفقدت السوق فكرة البيع (غير المُنظم)، التي يقوم عليها في الأصل، والتي هي جزء بالمناسبة من (فلسفة) أسواق شبيهة له في معظم (عواصم العالم)، الفرق الوحيد أن البيع لدينا، يتم تحت بند (سكر في مويه) أو (كوم حديد)؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.
[٥]
يقول السعدي: الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه، وأما اليأس فيوجب التثاقل والتباطؤ، وأول ما يرجوه العباد هو فضل الله وإحسانه ورحمته وروحه. [٦] ما تُرشد إليه آية (ولا تيأسوا من رَوْحِ الله)
هذه الآية مع كل الظروف المحيطة بها تستوقف المسلم في بعض المحطات، ومن ذلك: [٧]
حسن الظن بالله حيث إنّ ابن سيدنا يعقوب غائب، وابنه الثاني كذلك، ولا يزال لديه الأمل الكبير بالله -تعالى- أن يعود الاثنان معا، والحزن لا ينافي حسن الظن بالله. التفاؤل رغم صعوبة الظروف ضرير، كبير السن، مبتلى بالفقد يعلّم أبناءه البحث والتفاؤل ويرشدهم إلى الطريق. مكانة الابن في قلب أبيه اذهبوا فتحسسوا من يوسف؛ يوسف أول ما ينطق به اللسان، إنه نبض القلب الذي لا يُنسى. التوكل على الله المؤمن مهما ضاقت به الدنيا يبقى مستندًا لركن شديد يلجأ إليه، فيقوى به ضعفه، وثمة أوجاع لا تسكن إلا بالله والاطمئنان إلى حكمته وقدره. الأخذ بالأسباب الاعتماد على الله والتوكل عليه لا يُنسي المؤمن الأخذ بالأسباب؛ اذهبوا فتحسسوا؛ أي التمسوا خبره واعرفوه. وقفات مع آية (ولا تيأسوا من رَوْحِ الله)
القصة والظروف المتعلقة بالآية
إنّ المتدبر في قصة يوسف -عليه السلام- يرى حال يعقوب -عليه السلام- وقد زعم أولاده أن الذئب قد أكل ابنه، وهو يعلم علم يقين بأن يوسف -عليه السلام- سيكبر ويكون ذا شأن، كيف لا وقد فسّر له رؤياه، فكان سيدنا يعقوب يصبر دون غضبٍ، ودون شكوى إلا لله، لكن مشاعر الأبوة وفقد أعزّ الناس تؤذيه في بصره حتى يفقد ذلك.
لا تيأسوا من روح ه
أو هو بمعناها كما يقول الألوسي وغيره. ويقول د. ناصر العمر: إن "معالجة الأمور العظيمة وحل المشكلات العويصة يحتاج إلى رفق وأناة وبعد نظر" اذهبوا فتحسسوا"، بخلاف ما درج عليه كثير من الناس". "ولا تيأسوا من روح الله"، لا تفقدوا أملكم في رحمة الله وفرجه وتنفيسه، قال أبو الحسن الماوردي في تفسيره: "ولا تيأسوا من روح الله فيه تأويلان: أحدهما: من فرج الله ، قاله محمد بن إسحاق. والثاني: من رحمة الله، قاله قتادة"، وقال الزمخشري: ""من رُوح الله" بالضم؛ أي: من رحمته التي تحيا بها العباد"، وذكر ابن عطية في معنى القراءة بالضم في رُوح، والتي قرأها الحسن وقتادة وعمر بن عبد العزيز أنه: "كأن معنى هذه القراءة: "لا تيأسوا من حي معه روح الله الذي وهبه، فإن من بقي روحه فيرجى"، ونقل الطبري قول ابن زيد أنه "من فرج الله، يفرج عنكم الغم الذي أنتم فيه". "إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"، فجعل اليأس من روح الله من صفات الكافرين، قال أبو حيان الأندلسي في المحيط شارحاً: "إذ فيه التكذيب بالربوبية أو الجهل بصفات الله". وعزا الرازي في الكبير وصف الكفر إلى أن "اليأس من رحمة الله تعالى لا يحصل إلا إذا اعتقد الإنسان أن الإله غير قادر على الكمال، أو غير عالم بجميع المعلومات، أو ليس بكريم؛ بل هو بخيل، وكل واحد من هذه الثلاثة يوجب الكفر، فإذا كان اليأس لا يحصل إلا عند حصول أحد هذه الثلاثة، وكل واحد منها كفر"، ولكن جمهور الفقهاء على أن اليأس كبيرة لا كفراً، وقد تعقب الألوسي قول القائلين بالكفر بقوله: "استدل بعض أصحابنا بالآية على أن اليأس من رحمة الله تعالى كفر وادعى أنها ظاهرة في ذلك.
لا تياسوا من روح الله واستبشر بعطاء الله
♦ الآية: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: يوسف (87). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يا بنيَّ اذهبوا فتحسسوا من يوسف ﴾ تَبَحَّثوا عنه ﴿ ولا تَيْأَسُوا من روح الله ﴾ من الفرج الذي يأتي به ﴿ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا القوم الكافرون ﴾ يريد: إنَّ المؤمن يرجو الله تعالى في الشدائد والكافر ليس كذلك فخرجوا إلى مصر. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا ﴾، تَخَبَّرُوا وَاطْلُبُوا الْخَبَرَ، ﴿ مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ ﴾، وَالتَّحَسُّسُ بِالْحَاءِ وَالْجِيمِ لَا يَبْعُدُ أَحَدُهُمَا مِنَ الْآخَرِ، إِلَّا أَنَّ التَّحَسُّسَ بِالْحَاءِ فِي الْخَيْرِ وَبِالْجِيمِ فِي الشَّرِّ، والتحسس هُوَ طَلَبُ الشَّيْءِ بِالْحَاسَّةِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: معناه التمسوا ﴿ وَلا تَيْأَسُوا ﴾، وَلَا تَقْنَطُوا، ﴿ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ﴾، أي: من الرحمة. وَقِيلَ: مِنْ فَرَجِ اللَّهِ، ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ ﴾.
ودل هذا على أنه بحسب إيمان العبد يكون رجاؤه لرحمة الله وروحه"
والله أعلم