[8] روى أحمد في المسند 4: 200 (17787)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 9: 61، وابن ماجه في "المقدمة" (8)، وابن حبان في "صحيحه" (326) من حديث أبي عِنَبةَ الخولاني يقول: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يزال الله يغرس في هذا الدين بغرس يستعملهم في طاعته))، وهو حديث حسن، انظر: التعليق على المسند 29: 325. [9] روى أحمد في "المسند" 6: 396 (27224)، والطبراني في الكبير (2171) من حديث أبي بَصْرة الغفاري، وهو حديث صحيح لغيره، والترمذي (2167) من حديث ابن عمر، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ولفظه عند الترمذي من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله لا يجمع أمتي، أو قال: أمة محمد صلى الله عليه وسلم، على ضلالة، ويد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذ إلى النار)). [10] رواه مسلم (49). لتتبعن سنن من كان قبلكم | موقع البطاقة الدعوي. [11] رواه مسلم (50). [12] اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، لابن تيمية 1: 171 - 172. [13] مقدِّمة ابن خلدون، ص137، الفصل الثالث والعشرون من الباب الثاني في أن المغلوب مُولعٌ أبدًا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيِّه وَنِحْلته وسائر أحواله وعوائِدِه.
- لتتبعن سنن من كان قبلكم | موقع البطاقة الدعوي
- تفسير قول الله تعالى: عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ - مصلحون
- موقع الشيخ الدكتور خالد الحايك
- تفسير عتل بعد ذلك زنيم [ القلم: 13]
- الباحث القرآني
لتتبعن سنن من كان قبلكم | موقع البطاقة الدعوي
[*] مجلة الأزهر، العدد الخامس، المجلد السادس عشر، سنة (1364). [1] بالرفع والنصب؛ أي: أهم اليهود والنصارى؟ أو تعني اليهود والنصارى؟ وقوله: ((فمن))؟ استفهام إنكار يعني ليس المراد غيرهم؛ (طه). [2] رواه البخاري (3456) في كتاب الأنبياء، ومسلم (2669) في كتاب العلم. [3] أي مثل ريشة السَّهم، تقدَّر على قدر صاحبها وتقطع، والعبارتان تضربان مثلًا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان، وقد وَرَدتا في روايات هذا الحديث (طه). [4] أخذ أخذه وبأخذه، فعل فعله واستار بسيرته، والهمزة مفتوحة، وقيل: مثلثة (طه). [5] اقتباسٌ من حديثٍ أخرجه مسلم (2949) في الفتن عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس))، وأخرجه مسلم أيضًا في الإمارة (1924) من قول عبدالله بن عمرو بن العاص بلفظ: ((لا تقوم الساعة إلا على شرار الخَلْق)). [6] رواه بهذا اللفظ أحمد 5: 217 الميمنيَّة (21897) الرسالة، والترمذي (2180)، وابن حبان (6702) كلهم من حديث أبي واقد الليثي، وهو حديث صحيح على شرط الشيخين، انظر: التعليق على المسند 36: 226. لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة. [7] روى البخاري (3640) (3642)، ومسلم (1037) (1921) (3641) من حديث جابر بن عبدالله قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة مِن أمتي يقاتلون على الحقِّ ظاهرين إلى يوم القيامة)).
ومِن هذا القبيل - وهو في صحيح السُنَّة غير قليل - أنَّ أمته - إلا مَنْ عَصَمَ الله - ستركب رؤوسَها، وتتَّبع أهواءَها، وتسيرُ سيرةَ أهل الكتاب من قبلها - حذو القُذَّة بالقذة [3] ، والنعل بالنعل - لا تغادر شيئًا من معاصيها وبدعها، وزيفها وانحرافها، إلا وقعتْ فيه، وآثرته على تعليم دينها، وآداب شرعها. لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر. وهذا هو سرُّ التمثيل بالشِّبر والذراع، وتخصيص الجُحْر بالضب؛ فهم لحرصهم على اقتفاء آثار القرون الخالية، والاقتداء بهم في كلِّ كبيرةٍ وصغيرةٍ، لَيأخُذُنَّ بأخذهم [4] ، ولَيدخلنَّ في مَداخلهم، وإن بلغت من الضِّيق والالتواء والرداءة مبلغ جُحْر الضَّب. ابتلاء هذه الأمة بما ابتُليتْ به الأمم السابقة:
وإذا لم يكن بُدٌّ من قضاء الله تعالى، وصدق نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فلا عَجَبَ أنْ تُبتلى هذه الأمة بما ابُتليت به الأُمم قبلها، من التفرُّق والتخاذل، والمجَادَلة والتحاسُد، والغلو في اتِّباع الآباء والكبراء، وحبِّ الدنيا.. إلى غير ذلك مما يُضْعف الدين ويُذهب باليقين، ويُمهِّد للشرِّ الذي يستطير بين يدي الساعة، و((لا تقوم الساعة إلا على شِرار الخَلْق)) [5].
القول في تأويل قوله تعالى: ( مناع للخير معتد أثيم) عتل بعد ذلك زنيم)
وقوله: ( مناع للخير). يقول تعالى ذكره: بخيل بالمال ضنين به عن الحقوق. وقوله: ( معتد) يقول: معتد على الناس ( أثيم): ذي إثم بربه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله: ( معتد) في عمله ( أثيم) بربه. تفسير قول الله تعالى: عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ - مصلحون. وقوله: ( عتل) يقول: وهو عتل ، والعتل: الجافي الشديد في كفره ، وكل شديد قوي فالعرب تسميه عتلا; ومنه قول ذي الإصبع العدواني: والدهر يغدو معتلا جذعا
حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله: ( عتل) العتل: العاتل الشديد المنافق. [ ص: 536]
حدثني إسحاق بن وهب الواسطي ، قال: ثنا أبو عامر العقدي ، قال: ثنا زهير بن محمد ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن وهب الذماري ، قال: تبكي السماء والأرض من رجل أتم الله خلقه ، وأرحب جوفه ، وأعطاه مقضما من الدنيا ، ثم يكون ظلوما للناس ، فذلك العتل الزنيم. حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا ابن إدريس ، عن ليث ، عن أبي الزبير ، عن عبيد بن عمير ، قال: العتل: الأكول الشروب القوي الشديد ، يوضع في الميزان فلا يزن شعيرة ، يدفع الملك من أولئك سبعين ألفا دفعة في جهنم.
تفسير قول الله تعالى: عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ - مصلحون
وقال آخرون: هو علامة الكفر. [ ص: 540]
حدثنا أبو كريب ، ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن منصور ، عن أبي رزين ، قال: الزنيم: علامة الكفر. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن أبي رزين ، قال: الزنيم: علامة الكافر. حدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، أنه كان يقول: الزنيم يعرف بهذا الوصف كما تعرف الشاة. معنى عتل بعد ذلك زنيم. وقال آخرون: هو الذي يعرف باللؤم. ذكر من قال ذلك
حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، عن خصيف ، عن عكرمة ، قال: الزنيم: الذي يعرف باللؤم ، كما تعرف الشاة بزنمتها. وقال آخرون: هو الفاجر. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي رزين ، في قوله: ( عتل بعد ذلك زنيم) قال: الزنيم: الفاجر.
موقع الشيخ الدكتور خالد الحايك
وقال آخرون: هو الظلوم. ⁕ حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ﴿زَنِيمٍ﴾ قال: ظلوم. وقال آخرون: هو الذي يُعرف بأُبنة. ⁕ حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس أنه قال في الزنيم: الذي يُعرف بأبنة، قال أبو إسحاق: وسمعت الناس في إمرة زياد يقولون: العتلّ: الدعيّ. وقال آخرون: هو الجِلْف الجافي. ⁕ حدثنا ابن المثنى، قال: ثني عبد الأعلى، قال: ثنا داود بن أبي هند، قال: سمعت شهر بن حَوْشب يقول: هو الجلف الجافي الأكول الشروب من الحرام. عتل بعد ذلك زنيم سبب النزول. وقال آخرون: هو علامة الكفر. ⁕ حدثنا أبو كُريب، ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن منصور، عن أبي رزين، قال: الزنيم: علامة الكفر. ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن أبي رزين، قال: الزنيم: علامة الكافر. ⁕ حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، أنه كان يقول الزنيم يُعرف بهذا الوصف كما تعرف الشاة. وقال آخرون: هو الذي يعرف باللؤم. * ذكر من قال ذلك
⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن خصيف، عن عكرمة، قال: الزّنيم: الذي يعرف باللؤم، كما تُعرف الشاة بزنمتها.
تفسير عتل بعد ذلك زنيم [ القلم: 13]
[box type="shadow" align="" class="" width=""]قال الله تعالى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [سورة القلم: 11-13] {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ} أي: غليظ شَرِس الخلق قاسٍ غير منقادٍ للحق {زَنِيمٍ} أي: دَعِيّ، ليس له أصل و[لا] مادة ينتج منها الخير، بل أخلاقه أقبح الأخلاق، ولا يُرْجَى منه فلاح، له زنمة أي: علامة في الشر، يُعرَف بها. وحاصل هذا أن الله تعالى نهى عن طاعة كل حلاف كذاب، خسيس النفس، سيئ الأخلاق، خصوصًا الأخلاق المتضمنة للإعجاب بالنفس، والتكبر على الحق وعلى الخلق، والاحتقار للناس، كالغيبة والنميمة، والطعن فيهم، وكثرة المعاصي. (تفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى). [/box]
الشرح و الإيضاح
﴿هَمَّاز مَّشَّاۤءِۭ بِنَمِیم﴾ [القلم ١١] ﴿هَمَّازٍ﴾ أي: كثير العيب [للناس] والطعن فيهم بالغيبة والاستهزاء، وغير ذلك. موقع الشيخ الدكتور خالد الحايك. ﴿مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾ أي: يمشي بين الناس بالنميمة، وهي: نقل كلام بعض الناس لبعض، لقصد الإفساد بينهم، وإلقاء العداوة والبغضاء. ﴿مَّنَّاع لِّلۡخَیۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِیمٍ﴾ [القلم ١٢] ﴿مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ﴾ الذي يلزمه القيام به من النفقات الواجبة والكفارات والزكوات وغير ذلك، ﴿مُعْتَدٍ﴾ على الخلق في ظلمهم، في الدماء والأموال والأعراض ﴿أَثِيمٍ﴾ أي: كثير الإثم والذنوب المتعلقة في حق الله تعالى ﴿عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ زَنِیمٍ﴾ [القلم ١٣] ﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ﴾ أي: غليظ شرس الخلق قاس غير منقاد للحق ﴿زَنِيمٍ﴾ أي: دعي، ليس له أصل و [لا] مادة ينتج منها الخير، بل أخلاقه أقبح الأخلاق، ولا يرجى منه فلاح، له زنمة أي: علامة في الشر، يعرف بها.
الباحث القرآني
وقدْ قِيلَ أنها نزلت فِي الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ
الزّهْرِيّ. وروى البخاري في "صحيحه" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا، {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: 13] قَالَ: «رَجُلٌ
مِنْ قُرَيْشٍ لَهُ زَنَمَةٌ مِثْلُ زَنَمَةِ الشَّاةِ»، والزنيم الذي زنمتان من
الشر يُعْرَفُ بِهَا، كَمَا تُعْرَفُ الشّاةُ بِزَنَمَتِهَا. وهذا أحد المعاني التي أشار إليها أهل التفسير في معنى الآية، وقد
ذكروا في معناها عن السلف عدة معان كما ذكر الطبري في "تفسيره"، منها:
- الزَّنِيمُ: اللَّئِيمُ فِي أَخْلَاقِ النَّاسِ. - الزنيم: فاحش الخُلق، لئيم الضريبة. الباحث القرآني. - الزنيم في كلام العرب: الملصق بالقوم وليس منهم؛ ومنه قول حسان
بن ثابت:
وأنْتَ زَنِيمٌ نِيطَ فِي آلِ هاشِمٍ كمَا نِيطَ خَلْفَ الرَّاكِب
القَدَحُ الفَرْدُ
وقال آخر:
زَنِيمٌ لَيْسَ يَعْرِفُ مَن أبُوهُ بَغِيُّ الأمّ ذُو حَسَبٍ
لَئِيمِ
- الزنيم: المُرِيب الذي يعرف بالشرّ. - الزنيم: الظلوم. - الزنيم: هو علامة الكفر. وكان مجاهد يقول: "الزنيم يُعرف
بهذا الوصف كما تعرف الشاة". - الزنيم: الفاجر. وعليه: فلا يصح أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة، والقصة
التي فيها أن أمّه اعترفت بأنها زنت وولدته مكذوبة!!
الشرح: هذا الحديث ذكره في الأدب والأيمان والنذور، وأخرجه الترمذي وابن ماجه، وأبو داود بعضه (١). العتل: الغليظ والعنيف. وقال الفراء: الجافي عن الوعظ (٢). (١) الترمذي (٢٦٠٥) وقال: حسن صحيح وابن ماجه (٤١١٦) وأبو داود (٤٨٠١) بلفظ: "لا يدخل الجنة الجواظ ولا الجعظري" قال: والجواظ: الغليظ الفظ. (٢) قال الفراء في "معاني القرآن" ٣٣/ ١٧٣: وقوله: {عُتُلٍّ} في هذا الموضع هو الشديد الخصومة بالباطل.