تاريخ النشر: ١٥ / جمادى الآخرة / ١٤٢٧
مرات
الإستماع: 15169
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فكنا نتحدث في الليلة الماضية عن:
قول النبي ﷺ: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة [1].
من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة
وفي المُسنَدِ عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيِّ ﷺ: " من أرادَ أن تستجاب دعوتُه وأن تُكشَفَ كربتُه فليفرِّجْ عن معسِر. " ومثل قوله ﷺ: " ومن سترَ مُسلِمًا سترهُ اللهُ في الدنيا والآخرة " ما أخرجَه ابن ماجه عن النبيِّ ﷺ أنه قال: "من ستر عورةَ أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة. ومن كشف عورة أخيهِ المسلم كشف الله عورته حتى يفضحَه بها في بيتهِ. " وقد روي عن بعض السلف أنه قال: أدركتُ قومًا لم يكن لهم عيوبٌ. فذكروا عيوبَ الناس، فذَكر الناسُ لهم عيوبًا. وأدركتُ قومًا كانت لهم عيوبٌ. فكفُّوا عن عيوب الناس، فنسينَا عيوبَهم. اهـ واعلموا إخوة الإيمان أنَّ الناس على ضربين: أحدهما مستور فوقعت منه زَلة فلا يجوز هتكه ولا كشفها لأن هذا غيبة محرمة. قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ... ١٩﴾ (النور). والثاني المعلنُ للفجور والفسوقِ المجاهرُ بها فهذا لا غيبةُ له كما قال الحسَنُ. ولكن لا يُتخَذ ذكره بالسوء وِردًا أو تشفِّيا. وإنما يُذكر لزجرهِ وليقامَ عليهِ الحدُّ وليرتدعَ بهِ أمثالُهُ. ومَن فعل ما يوجب الحدَّ ثم تاب قبل أن يُطَّلعَ عليه، فالأوْلى له أن يستر على نفسهِ، ولا يأتِيَ إلى الإمام ليخبره بما فَرَّطَ فيه وقد تاب منه.
أخرجه البخاري، كتاب المظالم والغصب، باب: لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه، (3/ 128)، برقم: (2442)، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، (4/ 1996)، برقم: (2580). أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب ما يُدعى الناس بآبائهم، (8/ 41)، برقم: (6178)، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب تحريم الغدر، (3/ 1360)، برقم: (1735) بلفظ: إن الغادر ينصب الله له لواء يوم القيامة، فيقال: ألا هذه غدرة فلان. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 186)، برقم: (11444)، وصححه الألباني، في صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/ 1323)، برقم: (3078).
فما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. حركه الجنين في الشهر الثالث بولد. ومع ذلك، فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله، ونهاهم عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتقين، والمحسنين والمقسطين، ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ولا يحب الكافرين، ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يحب الفساد. والعباد فاعلون حقيقة، والله خالق أفعالهم، والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر، والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة، والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم، كما قال تعالى: {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء الله رَبُّ الْعَالَمِينَ} [5]. وهذه الدرجة من القدر، يكذب بها عامة القدرية، الذين سماهم النبي ﷺ مجوس هذه الأمة، ويغلو فيها قوم من أهل الإثبات، حتى سلبوا العبد قدرته واختياره، ويخرجون عن أفعال الله وأحكامه حكمها ومصالحها.
حركه الجنين في الشهر الثالث حركه الجنين
وفي كلام الشيخ محيي الدين بن العربي: لم أر للثمانية صورة في نجوم المنازل، ولهذا كان المولود إذا ولد في الشهر الثامن يموت ولا يعيش.
قال في ينبوع الحياة: أجمعوا على أن الرسول المذكور ههنا هو محمد. أقول: وفيه أن جبريل أعلم إبراهيم قبل ذلك بأنه يوجد نبي من العرب من ذرية ولده إسماعيل.