كتب بواسطة القس بسام مدني. كلما حاول المرء أن يخرج نفسه من دائرة القلق المحيطة به، كثرت موجبات قلقه، وسقط في دوّامة التوجّس والخوف، وأصبح فيه من العقد ما تنوء الروح بحمله، فهو محكوم لحاجته، قلق على مصيره، في أرض لا تعرف الثوابت والسير عليها غير مأمون، فهي أسيرة حالتين: إمّا أن تكون رخوة فتحتّم الانزلاق! وإمّا أن تكون وعرة فتتعذّر على الإنسان! تلك هي صيغة الحياة للإنسان وهذه صورتها. قرأت هذه الكلمات منذ بضعة سنين وكان قد كتبها أحدهم واصفاً حالة الإنسان المعاصر وكثرة مشاكله وتعقّدها. تأملات قرآنية (PDF). وقد رجعت إلى هذه الكلمات الواقعيّة بعد أن سمعت منذ بضعة أيّام وصفاً لما يسمّى بالغربة أو الاغتراب. ومع أنني كنت قد تطرّقت سابقاً لذكر هذا الموضوع ضمن سلسلة التأملات في الحياة المعاصرة إلا أنني أعود للبحث فيه نظراً لحدّة الأزمة التي يعاني منها إنسان القرن العشرين. ومما ورد في كلام أحدهم عن هذا الموضوع: يحسّ بالغربة حتى في عقر داره –بينه وبين زوجته في بعض الأحيان- إحساس دائم وإحساس إنساني. نأتي على ذكر هذه الأمور التمهيديّة لفهم موضوعنا كما يجب:
أولاً: الكلام على الاغتراب في أيامنا لا يعني أنّ الماضي كان كاملاً أو أنّ الأقدمين كانوا يعيشون في فردوس أرضي خالٍ من المعضلات الحياتية.
موقع تأملات لتطوير الذات والنجاح فى الحياة
فالحياة ليست عبثية كما يبدو للبعض، وإن كانت حياتهم هم "عبيثة"، لأنهم لم يعثروا على الطريق الصحيح، ولم يهتدوا للغاية الكبرى، فعاشوا الحيرة والخذلان، أما من أنعم الله عليه بوجود "طريق" يسلكه، و"هدف" يسعى له، وعمل يزاوله، فقد امتلك كنزا عظيما، حرم منه كثيرون، فليحسن السير في الطريق، وليجد العمل، ولا ينسى "الهدف" (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا). (5) حبُّ السـلامةِ يثني هم صاحبهِ عن المعالي ويغري المرء بالكســلِ فإن جنحـتَ إليه فـــاتخذ نفقاً في الأرض أو سلماً في الجوِّ واعتزلِ من أنصت للدهر، وقرأ صفحات الأيام، علَّمته التجارب أن لا راحة إلا بعد التعب، و لا سعادة إلا بعد النَّصَب، ولا يدرك قيمة الحياة إلا مكافح مزاحم، يرى في غروب الشمس زوال يوم من عُمره، فلا يشغلك التفكير في أمواج الغد، عن التجديف بين أمواج اليوم، "وكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.. " وراحتك عند أول قدم تضعها على عتبة الجنة.
الحياة - تأملات في رحلتك - لويز هاي
وقدرتك على تحويل الفكرة، والصورة الجميلتين لبرنامج عمل لا يقبل التأجيل. دائماً وأبداً الصورة النهائية في ذهنك، وكن إيجابياً، ومتفائلاً، وواثقاً بقدراتك على تحويل الصورة إلى واقع. لا شيء أسوأ من أن يهتز يقين القائد برؤيته، ويتردد في عمله، ويتشاءم من مستقبله. الإيجابية في رؤية المستقبل تكمن في وضوح الرؤية، ووضوح تفاصيل الصورة النهائية، والثقة بالله، واليقين الكامل بقدرتك على تحويلها إلى واقع ملموس. هناك حقيقة يجب إدراكها جيداً بالنسبة لأي قائد، وهي أنه لا يوجد شخص غير مهم، أو فكرة غير مهمة، أو وظيفة غير مهمة. كل إنسان له طاقة متفردة عظيمة، ومختلفة. كل إنسان له قيمة، له إبداع، له مهارة. الحياة - تأملات في رحلتك - لويز هاي. كل إنسان له دور في هذه الحياة. وهذه هي النظرة الإيجابية التي لابد أن ننظر بها لمن حولنا، وما حولنا من الأفكار، والأشخاص، والوظائف. إن قيمة الإنسان في ما يحسنه، وما يتقنه، والوظيفة هي فرصة لإثبات الذات، وتحقيق قيمة مضافة في هذه الحياة، وفرصة للتعلم، وفرصة لخدمة بلدك، وفرصة لإثبات قدراتك، ومهاراتك، وإطلاق طاقاتك. إذا نظرت هذه النظرة للوظيفة، فتأكد أن الإنجاز سيكون حليفك، والتوفيق سيكون صاحبك. إذا نظرت إلى وظيفتك على أنها عبء، أو أنها مكان فقط للعيش والتكسب، وتمضية سنوات العمر، وصولاً لتقاعد مريح، فتأكد أيضا أنك ستكون ممن يعيشون على هامش الإنجاز، وهامش الحياة، وهامش النجاح.
تأملات قرآنية (Pdf)
لوحة "الصرخة" للفنان النرويجي "إدفارت مونك"
السبب الثاني
متعلقٌ بالعلم الحديث ، الذي سبّب أزمة "معنى الحياة" لدى الناس. يصرّح العلماء بأنّ الحياة قد نشأت على الأرض منذ مئات ملايين السنين من تفاعلات عشوائية للمكونات الكيميائية والغازات، وطبقًا لحقيقة الانتخاب الطبيعي للكائنات الحية؛ فقد تطوّرت كائنات من أسلافها التي عاشت قديمًا، ومنها بلا شكّ الإنسان، نظريات العلم الحديث تضع الإنسان موضع الدراسة من جانب ماديّ فتصنّفه كنوع يسمّى بـ (الإنسان العاقل Homo sapiens) من فصيلة القردة العليا رتبة الرئيسيات في مملكة الحيوان. تلك الحقائق الجافّة قدّمت معنىً للحياة بالفعل، لكنه معنى من نوع سوداوي وقاسٍ ومنزوع الروحانية، بالإضافة إلى أنه عامّ يشمل كلّ الكائنات، فالإنسان – كغيره من الكائنات الحية كالأميبا مثلًا – المعنى من وجوده هو البقاء على قيد الحياة والتكاثر وتوريث الجينات الوراثية، للحفاظ على المسار التطوّري الخاص به، رغم صحة ذلك المعنى لكنّه عديم الجدوى، بالإضافة لقسوته وخلوه من الروحانية. تأملات في الحياة والموت. نرشح لك: "روحانية من دون إله" أندريه كونت سبونفيل
لوحة "درس التشريح مع الدكتور نيكولاس تيولب" للفنان الهولندي "رمبرانت"
ما الذي يدفع البعض ليقرّ بأن الحياة تخلو من المعنى؟
أحيانًا يظنّ المرء نفسه أنّه مركز كلّ شيء، يجب أن يهتمّ به من حوله ويعطونه القَدْرَ الذي يريد من الأهمية، لذلك إقراره بعدم وجود معنى لحياته هو أمر شخصيّ ومرتبط بتجارب فاشلة متعلّقة بمن وما حوله أدّت إلى شعوره بالتعاسة، من أمثلة هذه التجارب:
العلاقات الإنسانية:
قد يكون لديك العديد من الأصدقاء، لكن رغم ذلك تشعر في كلّ مرة تقابلهم بأنّ محادثاتهم أصبحت سطحية ونوعًا ما تافهة.
ويبدو لنا من تاريخ الفلسفة الحديثة أن الإلحاد بمعنى نفي لله قد استبدل أكثر فأكثر برفض لله دافعه الصميمي هو الإرادة بأن لا يوجد الله. وقد يتساءل المرء: كيف يمكن للإنسان أن يقرر هكذا وجود الله أو عدم وجوده بفعل إرادة منه؟ لكي نفهم ذلك، يجب أن نعود إلى المنظار الوجودي. ففي هذا المنظار ليس المهم "الجوهر" أي الكائنات بحد ذاتها، بل "الوجود" أي علاقة هذه الكائنات بالإنسان. ليس المهم إذا وجود الله بحد ذاته بل وجوده بالنسبة لي. ونتج عن هذا الغزو الهائل للعالم الفكري المعاصر من قبل الوجودية الإلحادية أن الإنسان المعاصر المتأثر بها فقد معالم الحياة التي كان يحياها آباؤه وأجداده وصار يشعر بالغربة القاتلة إلا إذا عوّض عن خسرانه بتأليهه لأحد أبعاد الوجود. وفي نهاية المطاف لا تنفع هذه المحاولة الهرقلية الإنسان القلق بل يزداد شعور الغربة في حياته التي خلا جوّها من الإيمان الحي بالله الخالق لكل ما في الوجود والمعتني بجميع مخلوقاته ومخلّص جميع الذين يقبلون خلاصه. وإذا ما تساءلنا: ما هو إله الوجودية الإلحادية؟ جوابنا هو: الحريّة. موقع تأملات لتطوير الذات والنجاح فى الحياة. أعود للاقتباس من كتاب: إله الإلحاد المعاصر. هكذا فحرية الإنسان [تضحي] المرجع الوحيد لكل شيء.
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه)) [4]. السابع: المحبة لهذه الكلمة ولما دلت عليه، والمحبة لأهلها والعاملين لها:
قال تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ﴾ [المجادلة: 22]. وغير ذلك من الآيات في باب الولاء والبراء. شرح كلمة التوحيد - موضوع. فهذه هي الشروط التي يجب أن تتحقق في العبد، ليكون بذلك قد حقق التوحيد، واستحق بها النجاة في الآخرة. أما في الدنيا، فإننا نحكم عليه بظاهر حاله، فمن نطق بكلمة التوحيد حكمنا له بالإسلام، وأجرينا عليه أحكامه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله)) [5]. وعلى هذا، فمن نطق بكلمة التوحيد فهو مسلم، ولا يحكم عليه بالخروج من الإسلام إلا إذا جاء بناقض من نواقضه، والله أعلم. [1] مسلم (26)، وأحمد (1/ 65)، وابن حبان (201).
معنى كلمة التوحيد وفضلها في العقيدة الإسلامية – E3Arabi – إي عربي
وقد كان المنافقون يقولونها وهم في الدرك الأسفل من النار لأنهم لم يؤمنوا بها ولم يعملوا بها. وهكذا اليهود تقولها وهم من أكفر الناس - لعدم إيمانهم بها - وهكذا عباد القبور والأولياء من كفار هذه الأمة يقولونها وهم يخالفونها بأقوالهم وأفعالهم وعقيدتهم، فلا تنفعهم ولا يكونون بقولها مسلمين؛ لأنهم ناقضوها بأقوالهم وأعمالهم وعقائدهم. وقد ذكر بعض أهل العلم أن شروطها ثمانية جمعها في بيتين فقال:
علم يقين وإخلاص وصدقك *** مع محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما *** سوى الإله من الأشياء قد أُلها
وهذان البيتان قد استوفيا جميع شروطها:
الأول: العلم بمعناها المنافي للجهل وتقدم أن معناها لا معبود بحق إلا الله فجميع الآلهة التي يعبدها الناس سوى الله سبحانه كلها باطلة. الثاني: اليقين المنافي للشك فلابد في حق قائلها أن يكون على يقين بأن الله سبحانه هو المعبود بالحق. الثالث: الإخلاص وذلك بأن يخلص العبد لربه سبحانه وهو الله عز وجل جميع العبادات، فإذا صرف منها شيئا لغير الله من نبي أو ولي أو ملك أو صنم أو جني أو غيرها فقد أشرك بالله ونقض هذا الشرط وهو شرط الإخلاص. معنى كلمة التوحيد وفضلها في العقيدة الإسلامية – e3arabi – إي عربي. الرابع: الصدق ومعناه أن يقولها وهو صادق في ذلك، يطابق قلبه لسانه، ولسانه قلبه، فإن قالها باللسان فقط وقلبه لم يؤمن بمعناها فإنها لا تنفعه، ويكون بذلك كافرا كسائر المنافقين.
شرح كلمة التوحيد - موضوع
التعريفات الفقهيّة كَلِمَةُ التَّوحِيدِ كَلِمَةُ التَّوحِيدِ:
هي لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمٌلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِيْ وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير. كتاب التعريفات الكلمة: هو اللفظ الموضوع لمعنى مفرد، وهي عند أهل الحق: ما يكنى به عن كل واحدة من الماهيات والأعيان بالكلمة المعنوية، والغيبية، والخارجية بالكلمة الوجودية، والمجردات بالمفارقات. كلمة الحضرة: إشارة إلى قوله: كن، فهي صورة الإرادة الكلية. الكلمات القولية والوجودية: عبارة عن تعينات واقعة على النفس؛ إذ القولية، واقعة على النفس الإنساني، والوجودية، على النفس الرحماني الذي هو صور العالم، كالجوهر الهيولاني، وليس إلا عين الطبيعة، فصور الموجودات كلها طارئة على النفس الرحماني، وهو الوجود. التعريفات الفقهيّة التوحيد: لغةً: الحكم بأن الشيء واحد والعلمُ بأنه واحد. وعند أهل السنة: نفيُ التشبيه والتعطيل قال الجنيد: هو إفرادُ القديم عن المحدث. وعند الصوفية: علمُ التوحيد علمٌ يعرف بأنه لا وجودَ لغير الله وليست الأشياء إلا مظاهرَه ومجاليه. قال السيد: "هو في اصطلاح أهل الحقيقة: تجريدُ الإلهية عن كل ما يتصور في الأفهام ويتخيل في الأوهام".
أين مَن وحَّد الله بالحب والخوف والرجاء والعبادة؟
أين مَن خصَّه - سبحانه - بالذلِّ والخضوع والتعظيم وإخلاص القصد والإِرادة؟
أين مَن أفرده - تعالى - بالتوكُّل، وفوَّض إليه في الحقيقة أمره، وجعل عليه اعتماده؟
فإنَّ كلَّ هذه من معاني لا إله إلا الله. فسارِعُوا - عِبادَ الله - إلى مغفرة من ربكم وجنةٍ عرضُها كعرض السماء والأرض أُعدَّت للمتقين، الذين آمنوا بالله ورسوله، فقاموا بواجبات لا إله إلا الله، فتمسَّكوا - عبادَ الله - بعرى لا إله إلا الله، فإن من نفى ما نفتْه، وأثبت ما أثبتتْه، ووالى عليها وعادى، رفعتْه إلى أعلى عليين، منازل أهل لا إله إلا الله. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الزمر: ١١ - ١٥].