روي هذا عن الشافعي وعن أكثم بن صيفي أيضاً أما أثر الشافعي حكم الأثر: صحيح أخرجه الخطابي في العزلة ط السلفية (ص76) من طريق محمد بن الربيع بن سليمان وابن جوصاء وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج9/ص122) من طريق محمد بن إسحاق بن خزيمة و أبي بكر النيسابوري أربعتهم عن يونس بن عبد الأعلى، يقول: قال لي الشافعي رحمة الله عليه: يا أبا موسى رضاء الناس غاية لا تدرك ليس إلى السلامة من الناس سبيل فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه ودع الناس وما هم فيه. إسناده صحيح وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج9/ص123) حدثنا عثمان بن محمد العثماني، قال: سمعت أبا بكر النيسابوري، يقول: سمعت الربيع بن سليمان، يقول قال الشافعي: يا ربيع، رضى الناس غاية لا تدرك، فعليك بما يصلحك فالزمه فإنه لا سبيل إلى رضاهم.
- رضا الناس غايةٌ لا تُدرَك
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة القلم - القول في تأويل قوله تعالى "فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم "- الجزء رقم24
رضا الناس غايةٌ لا تُدرَك
والخلاص من المخالفات بعد القناعة من التصرف ان تجعل في إحدى الاذنين طينة وفي الأخرى عجينة. ويقول لسان حالك لهم هل أنتم تعنونني؟
وخلاصة القول أتمنى ان يكون من معايير الالتزام بالمسالك الأخلاقية الارتفاع بالأذواق الحضارية إلى مثل القول: قل خيرا أو اسكت.. رحم الله أمرءا عرف قدر نفسه. دع ما يريبك الا مالا يريبك ، ومن ذلك قول:
عليك نفسك فتش عن معايبها
وخل عن عثرات الناس للناس
ولا يعني هذا القول أنني أهون من مسؤولية أهل الحسبة احتسابا أو تكليفا فمسؤوليتهم ممتدة من أمر الله تعالى في كثير من ايات كتابه العزيز وأوامر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في التأكيد على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فلقد اعتبر بعض أهل العلم هذا المرفق الاصلاحي ركنا من أركان الإسلام حيث قالوا بأن أركان الإسلام ستة وجعلوا الأمر بالمعروف سادسها. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولجميع إخواني القراء وغيرهم من المسلمين.
ويعطيك العافيه على هذا النقل
إذ نادى " أي حين دعا في بطن الحوت فقال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. وهو مكظوم أي مملوء غما. وقيل: كربا. الأول قول ابن عباس ومجاهد. والثاني قول عطاء وأبي مالك. قال الماوردي: والفرق بينهما أن الغم في القلب ، والكرب في الأنفاس. وقيل: مكظوم محبوس. والكظم الحبس; ومنه قولهم: فلان كظم غيظه ، أي حبس غضبه; قاله ابن بحر. وقيل: إنه المأخوذ بكظمه وهو مجرى النفس; قاله المبرد. وقد مضى هذا وغيره في " يوسف ". إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة القلم - القول في تأويل قوله تعالى "فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم "- الجزء رقم24. ﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48)يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فاصبر يا محمد لقضاء ربك وحكمه فيك، وفي هؤلاء المشركين بما أتيتهم به من هذا القرآن، وهذا الدين، وامض لما أمرك به ربك، ولا يثنيك عن تبليغ ما أمرت بتبليغه تكذيبهم إياك وأذاهم لك. وقوله: (وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ) الذي حبسه في بطنه، وهو يونس بن مَتَّى صلى الله عليه وسلم فيعاقبك ربك على تركك تبليغ ذلك، كما عاقبه فحبسه في بطنه: (إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ) يقول: إذ نادى وهو مغموم، قد أثقله الغمّ وكظمه.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة القلم - القول في تأويل قوله تعالى "فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم "- الجزء رقم24
الحاصل: أن قياس حال فرعون اللعين، على حال نبي الله الكريم، يونس عليه السلام، من أفسد القياس وأبطل الباطل، وأبعد المحال؛ فأين حال العدو، من حال الولي. وأما أن فرعون: (مليم)، ويونس عليه السلام: التقمه الحوت، وهو (مليم)؛ فلا يستوجب ذلك اشتباها، ولا قياسا، فإن الكافر يستحق اللوم على كفره، والعاصي يستحق اللوم على معصيته، لكن أين لوم الكافر وعذابه، من لوم المؤمن العاصي؟ فكيف إذا كان نبيا من أنبياء الله المكرمين. والله أعلم.
سورة ن: بسم اللّه الرحمن الرحيم. تفسير الآية رقم (48): {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48)} قال ابن عباس: نهاه أن يتشبه بصاحب الحوت، حيث لم يصبر صبر أولي العزم. وهاهنا سؤال نافع، وهو أن يقال: العامل في الظرف، وهو قوله: {إذ نادى} لا يمكن أن يكون المنهي عنه، إذ يصير المعنى: لا تكن مثله في ندائه. وقد اثنى اللّه سبحانه عليه في هذا النداء فأخبر أنه نجاه به. فقال: {أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} وفي الترمذي وغيره عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم انه قال: «دعوة أخي ذي النون، إذ دعي في بطن الحوت: ما دعي بها مكروب إلا فرج اللّه عنه: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين». فلا يمكن أن ينهى عن التشبه به في هذه الدعوة، وهي النداء الذي نادى به ربه. وإنما نهى عن التشبه به في السبب الذي أفضى به إلى هذه المناداة، وهي مغاضبته التي أفضت به إلى حبسه في بطن الحوت، وشدة ذلك عليه حتى نادى ربه وهو مكظوم.