حديث: كان الله ولا شيء معه
الدرة اليتيمة في تخريج أحاديث التحفة الكريمة (50)
حديث: "كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان"، (ج2 من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ص272). وهذا الحديث أخرجه البخاري رحمه الله في كتاب بدء الخلق (ص286 ج6) بلفظ: "كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض". من كان معه الله. وأخرجه البخاري رحمه الله في كتاب التوحيد (ص403 ج13) بلفظ: "كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء". وأما الزيادة المذكورة، وهي: "وهو الآن على ما عليه كان": فهي زيادة باطلة موضوعة، لا أصل لها في شيء من الروايات. نبّه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الصفحة المذكورة أعلاه، قال رحمه الله: "وهذه الزيادة، وهي قوله: "وهو الآن على ما عليه كان": كذبٌ مفترى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اتفق أهل العلم على أنه موضوع مختلق، وليس هو في شيء من دواوين الحديث، لا كبارها، ولا صغارها، ولا رواه أحد من أهل العلم بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا مجهول، وإنما تكلم بهذه الكلمة بعض متأخري متكلمة الجهمية، وتلقاها منهم هؤلاء الذين وصلوا إلى آخر التجهم، وهو التعطيل والإلحاد".
معنى حديث كان الله ولم يكن شيء... - إسلام ويب - مركز الفتوى
أما مَن ضَعُف إيمانه، وقلَّ يقينُه، فإنَّ مخافةَ الخلق عنده أعظمُ في نفسه مِن مخافة الله جل جلاله، فهو يستخفي بقبائحه من الناس، ويجاهر اللهَ بها، وهو مطَّلع عليه، عالم بما في نفسه؛ قال الله عز وجل: ﴿ { يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} ﴾ [ النساء: 108]، فليحذر العبد من هذا؛ فالله مطَّلع عليه، لا تخفى عليه خافية. المعية الثانية: المعيَّة الخاصَّة لأنبيائه وأهل طاعته، وتقتضي النصر والتأييد، والعناية والتوفيق. ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله. وهذه المعية مَن نالها فلها آثار؛ منها: زوال خوف البشر من قلبه، وثباته وقوَّته في الشدائد؛ قال الله عز وجل: ﴿ { قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} ﴾ [طه: 45، 46]؛ قال الإمام الشوكانيُّ رحمه الله: فمَن كان الله معه، لم يخش من الأهوال وإن كانت كالجبال, وقال العلامة محمد العثيمين رحمه الله: المعيَّة خاصة... هذه المعية توجب لمَن آمَنَ بها كمالَ الثبات والقوَّة, وقال الشيخ صالح عبدالعزيز آل الشيخ: مَن كان الله معه، فالخوف منه بعيد، وكذلك الأذى بعيد عنه بمراحل.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المؤمنون - الآية 91
وقال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: فإذا آمَن بأنَّ الله معه؛ أي: عالمٌ به ومطَّلع عليه ورقيب على أعماله، فإنَّ ذلك يحمله على مراقبة الله، وعلى خوفه، وعدم الخروج عن طاعته، وعدم ارتكاب شيء من معاصيه... ويحمله هذا على إصلاح الأعمال وعدم إفسادها، وعلى الإكثار من الحسنات والبعد عن السيئات، هذه فائدةُ الإيمان بالمعيَّة. وقال الشيخ صالح فوزان الفوزان: فمَن عَلِمَ ذلك استَوَت علانيتُه وسريرته؛ فهابَهُ في كلِّ مكان. من كان معه ه. أما مَن ضَعُف إيمانه، وقلَّ يقينُه، فإنَّ مخافةَ الخلق عنده أعظمُ في نفسه مِن مخافة الله جل جلاله، فهو يستخفي بقبائحه من الناس، ويجاهر اللهَ بها، وهو مطَّلع عليه، عالم بما في نفسه؛ قال الله عز وجل: ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ ﴾ [النساء: 108]، فليحذر العبد من هذا؛ فالله مطَّلع عليه، لا تخفى عليه خافية. المعية الثانية: المعيَّة الخاصَّة لأنبيائه وأهل طاعته، وتقتضي النصر والتأييد، والعناية والتوفيق. وهذه المعية مَن نالها فلها آثار؛ منها:
زوال خوف البشر من قلبه، وثباته وقوَّته في الشدائد؛ قال الله عز وجل: ﴿ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ [طه: 45، 46]؛ قال الإمام الشوكانيُّ رحمه الله: فمَن كان الله معه، لم يخش من الأهوال وإن كانت كالجبال.
حديث «من كان معه فضل ظهر..» ، "أن أمرأة جاءت إلى رسول الله ﷺ ببردة.." - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة سماحة الشيخ رسالة وصلت إلى البرنامج من الطائف باعثها أخونا محمد بن زرعة يسأل عن قول النبي ﷺ: ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه نرجو أن تتفضلوا ببيان المقصود من قوله ﷺ: وأوتيت مثله معه ؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذا الحديث من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومعنى (ومثله معه) يعني: أن الله أعطاه وحياً آخر وهو السنة التي تفسر القرآن وتبين معناه، كما قال الله : وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل:44] فهو ﷺ أوحى الله إليه القرآن وأوحى إليه أيضاً السنة، وهي الأحاديث التي ثبتت عنه عليه الصلاة والسلام فيما يتعلق بالصلاة والزكاة والصيام والحج والمعاملات وغير ذلك، فالسنة وحي ثاني أوحاه الله إليه عليه الصلاة والسلام، وهو يعبر عن ذلك بأحاديثه التي بينها للأمة، وتلاها على الأمة عليه الصلاة والسلام. مثل قوله عليه الصلاة والسلام: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ومثل قوله ﷺ: لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول ومثل قوله ﷺ: الصلوات الخمس، ورمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة، كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر إلى غير هذا.
الإحسان: قال الله عز وجل: ﴿ { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} ﴾ [النحل: 128]، وقال الله عز وجل: ﴿ { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} ﴾ [العنكبوت: 69]؛ قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: والله مع المتقين المحسنين بعونه وتوفيقه وتسديده. ومعية الله الخاصة تتفاضل، وكلَّما زادت تلك الأوصاف في العبد ازدادت معيَّة الله جل جلاله له؛ فالناس ليسوا سواء في مقدار إيمانهم، وإتيانهم لجميع شُعَبِه وخِصَاله، وليسوا سواء في اتقائهم لما يحُول بينهم وبين عذاب الله، وليسوا سواءً في إحسانهم في عبادة الله، وفي إحسانهم في معاملة الخَلْق، وليسوا سواءً في صبرهم على طاعة الله، وفي صبرهم عن محارم الله، وفي صبرهم على أقدار الله المؤلمة، فحفظ الله جل جلاله لهم يتفاضل بتفاضل أعمالهم، وكلما زاد إيمانهم وتقواهم وإحسانهم وصبرهم، ازدادت معيَّة الله جلَّ جلاله لهم؛ فالحُكْم - كما قال أهل العلم - إذا عُلِّق على وصف، ازداد بزيادةِ ذلك الوصف، ونقَص بنَقْصِه. أسأل الله بكَرَمِه وجوده ورحمته أن نكون ممن كمَلَت فيهم تلك الصفاتُ فنفوز فوزًا عظيمًا، ونسعد سعادةً دائمةً.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فالجواب أيها السائل! ينبغي أن تعلم أن الشيء في ذمة أمثالك وأنت أعلم بالواقع، فإن كنت تعلم أن الحادث بأسباب سرعتك أو لأن الكفر رديء وأنت تساهلت في عدم إبداله، أو بأسباب أخرى فعليك الكفارة وعليك الدية أيضاً.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
حكم العلاج بالكي
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان عضو: عبد الله بن سليمان بن منيع الفتوى رقم (13690) س: سماحة الشيخ: أرجو فتواي في العلاج بالكي، هل هو حلال أم حرام؟ حيث إنني رجل كبير في السن وأعالج الناس بالكي، ولا أعلم هل أنا على صواب أو على خطأ، أرجو إفتائي عن ذلك، حيث إنني لا اخذ أجرة على ذلك، والله يرعاكم وينفع بكم أمة الإسلام. ج: العلاج بالكي للتسبب به للشفاء من بعض الأمراض جائز، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم، أو شربة من عسل، أو لذعة بنار، وما أحب أن أكوي، وقد كوى سعدا رضي الله عنه لما أصيب في أكحله من رمية أصابته، ولكن الأفضل ترك العلاج بالكي؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وما أحب أن أكتوي» (*) وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان
السؤال:
السائلة تقول: هل يجوز التداوي بالكي؟ وما هي الأحوال التي يجوز أن أستخدم فيها الكي، وجزاكم الله خيرًا؟
الجواب:
نعم، يجوز التداوي بالكي؛ لقول النبي ﷺ: الشفاء في ثلاث ذكر منها: كية نار قال: وما أحب أن أكتوي شرطة محجم، وشربة عسل، وكية نار قال: وما أحب أن أكتوي عليه الصلاة والسلام. لكن إذا دعت الحاجة إلى الكي؛ فلا بأس، قد كوى جماعة من الصحابة، فإذا احتيج إلى الكي؛ فلا حرج في ذلك، ولكن ترك الكي أولى، إذا تيسر دواء آخر، وعلاج آخر؛ لأنه نوع من التعذيب، فتركه أولى، إلا عند الحاجة، نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ.