وكلا القولين يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن ذهب إلى أن الذبيح إسحاق احتج من القرآن بقوله: " فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي " ( الصافات - 101) أمره بذبح من بشره به ، وليس في القرآن أنه بشر بولد سوى إسحاق ، كما قال في سورة هود: " فبشرناها بإسحاق " ( هود - 71). الصديقية: حول قوله تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ). ومن ذهب إلى أنه إسماعيل احتج بأن الله تعالى ذكر البشارة بإسحاق بعد الفراغ من قصة المذبوح فقال: " وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين " ( الصافات - 112) دل على أن المذبوح غيره ، وأيضا قال الله - تعالى - في سورة هود: " فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب " ( هود - 71) فكما بشره بإسحاق بشره بابنه يعقوب ، فكيف يأمره بذبح إسحاق وقد وعده بنافلة منه. قال القرظي: سأل عمر بن عبد العزيز رجلا كان من علماء اليهود أسلم وحسن إسلامه: أي ابني إبراهيم أمر بذبحه ؟ فقال: إسماعيل ، ثم قال: يا أمير المؤمنين إن اليهود لتعلم ذلك ، ولكنهم يحسدونكم معشر العرب على أن يكون أباكم الذي كان من أمر الله - تعالى - بذبحه ، ويزعمون أنه إسحاق. ومن الدليل عليه: أن قرني الكبش كانا منوطين بالكعبة في أيدي بني إسماعيل إلى أن احترق البيت واحترق القرنان في أيام ابن الزبير والحجاج.
الأمر بذبح إسماعيل عليه السلام ! - ملتقى أهل التفسير
قال تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}. نحن نسمع ونعلم أن إبراهيم خليل الرحمن.. والبعض منا يتمنى أن يكون كذلك، ويتمنى أن يصل إلى درجة من درجات الخلة الإلهية.. ولكن لا يعلم ما الذي عاشه إبراهيم الخليل إلى أن وصل إلى هذه الدرجة. الأمور التي قام بها إبراهيم (ع) إلى أن وصل إلى مرتبة الخلة هي:
أولا: جاء ربه بقلب سليم. ثانيا: المجاهدة العظمى التي قام بها، وهي نية قتل ولده إسماعيل ذبحا بيده، بأمر الله تعالى. ثالثا: الصدقة الجارية، والعمل المستمر، وهو بناء الكعبة. فإذن، إن الترتيب الطبيعي للكمال هو: القلب السليم، والمجاهدة العظيمة جدا، ومن ثم الصدقة الجارية العظيمة.. إن الشق الأول، كان بيده.. والشق الثاني، أيضا بيده.. أما الشق الثالث، فقد كان بتوفيق الله سبحانه وتعالى. ما هو القلب السليم الذي جاء به إبراهيم الخليل؟.. إن القلب السليم -في بعض الروايات- عروه عن كل ما يضر التصديق، والإيمان بالله سبحانه، من الشرك الجلي والخفي ومساوىء الأخلاق، وآثار المعاصي.. وأي تعلق بغيره ينجذب إليه الإنسان، ويختل به صفاء توجهه إليه سبحانه.. الأمر بذبح إسماعيل عليه السلام ! - ملتقى أهل التفسير. وبذلك يظهر أن المراد بالقلب السليم، ما لا تعلق له بغيره تعالى.. وقيل: المراد به السالم من الشرك، ويمكن أن يوجه بما يرجع إلى الأول.. وقيل: المراد به القلب الحزين، وهو كما ترى.
الباحث القرآني
وقال تعالى: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ
عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ * وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ *
إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ *
قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ * قَالَ
أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) الحجر/49-4. فآيات سورة الذاريات تدل على أن هذا الغلام العليم سيكون من امرأته ، وامرأته هي
سارة ، وابنها هو إسحاق. بل جاءت هذه البشرى في سورة هود صريحة بأنه إسحاق.
الصديقية: حول قوله تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ)
وهو مبشر بالصلاح، أثر دعوته بين يدي الله عز وجل وآوان بلوغه، وفي هذه المرحلة، ولا يأته الوحي مباشرة، ولا يأته وفد من الله سبحانه وتعالى: يضم جبرائيل، وميكائيل، ووإسرافيل، وعزرائيل، وأرواح الأنبياء، وبطلب خاص من الله عز وجل، بحيث يطمئن إليه قلبه.. وإنما يرى مناما بأنه يؤمر بذبح هذا الولد. إنه ابتلاء عظيم!.. فقد كان بإمكان إبراهيم أن يقول لجبرائيل: يا حبيبي يا جبرائيل!.. ارجع إلى الله عز وجل، وسله: هل هذا المنام حقيقي، أم منام وهمي؟.. أنا أريد أن أقدم على ذبح بشر، وإنسان صالح.. والقرآن لم يعبر بالحليم إلا عن شخصيتين: أحدهم إبراهيم، والثاني ولده إسماعيل.. حليم، أي صابر في ذات الله تعالى. الباحث القرآني. إن إبراهيم (ع) فقط قام بعملية واحدة.. أراد أن يكتمل الامتحان، بأن يمتثل للأمر تعبدا، وأنما أراد أن يكون الطرف المقابل طوع أمره.. قال: {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى}.. أي يا بني!.. هكذا رأيت، فهل تريد أن أنفذ فيك الأمر الإلهى؟.. وكان بإمكان إبراهيم أن يجبر ولده إسماعيل على الذبح، لأن الله هو الآمر.. ولكنه كان يريد حركة جهادية، وحركة جميلة، وقربانا يقدّمه إلى الله عز وجل.. ويا له من فتى!..
وفي الآيات المسطرة أعلاه نجد أن أدعية إبراهيم بصيغة التثنية له ولابنه إسماعيل وقد اشتملت على ما يلي:
أولا: ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا) الدعاء بالقبول لهذا العمل الجليل وهو رفع القواعد وإعادة بناء البيت. ثانيا: ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ) وهي أعلى درجات الاستسلام والإخلاص المطلق لله ( بصيغة التثنية)
ثالثاً: ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) مع علمه باستحالة وصول كل الذرية لتلك الدرجة فقد وردت بصيغة التبعيض ب ( من). رابعاً: ( وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا) و دعا ربه أن يريه ويري إسماعيل مناسك الحج لهذا البيت المعظم. خامساً: ( وَتُبْ عَلَيْنَا) دعا بأن يتوب الله عليه وعلى إسماعيل ويغفر لهما. والآن هل أراهما الله المناسك ؟؟ وهل أجاب دعوتهما بأن يجعلهما مسلميَن لله ؟؟ (نعم) فقد كان جواب الدعاء وبقية القصة في سورة الصافات. فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101): ولا يمتنع أن كلا الولدين بشارة فكلاهما نبي ولكن البشارة بالبكر الذي أتى على الكبر أقوى. فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ: أي عندما بلغ إبراهيم وابنه موضع السعي بين الصفا والمروة ، وذلك جواباً لدعوتهما وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ففي هذا الحال بعد أن رفعا القواعد وبدأ ابراهيم وابنه في التعرف على المناسك ورؤيتها على أرض الواقع وبلغا موضع هذا النسك العظيم (السعي) فالبلوغ هنا مكاني وليس زماني ، فالبلوغ في السياق القرآني إما بلوغاً مكانياً كقوله تعالى ( ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ) ، ( كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ) ، ( وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا) ، ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) ، ( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ).
كما ذكر أيضاً أن عدد الآيات ستة ألاف آية، قد تختلف قليلا في العدد من المدني، عن الكوفي، نصف القرآن عند كما سبق الذكر عند كلمة نكرا ( لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً)، [الكهف:74]. وسورة الكهف التي احتوت مواضع كلمة نصف القرآن الكريم، سميت بهكذا اسم لأنها تتضمن معجزة ربانية فيما يخص قصة أصحاب الكهف التي تم ذكرها في هذه السورة بالتفصيل، وتعد السورة دليلٌ على قدرة المولى سبحانه وتعالى في إحياء الموتى ثم بعثهم من قبورهم ، ولفظ الكهف لم يرد سوى في هذه السورة فقط. السورة التي تقع في نصف القرآن. وتعد من المقاصد الأساسية لسورة الكهف الإشارة بأن الله هو منزل القرآن الكريم على نبيه صلى الله عليه وسلم لا ريب، وأن البعث للخلق بعد الموت حق يجب الإيمان به، والتأكيد على توحيد الله سبحانه وتعالى، وعدم الإشراك والكفر به، أو ادعاء أن له ولد سبحانه جل وعلا، لم يلد ولم يولد. ماهي السورة التي تقع وسط القران
أما بالنسبة لسور القرآن الكريم فقد بين العلماء أن منتصف هذه السور هو سورة الحديد، حيث أن هذه السورة هي السورة رقم سبعة وخمسون بحسب الترتيب في المصحف العثماني. وهي أيضاً السورة الخامسة والتسعون بحسب الترتيب الذي نزلت به سور القرآن الكريم، ويرى جمهور العلماء إنها سورة مدنية، فيها آية {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح} (الحديد:10)، وهي دليل على أنها مدنية، عند أغلب العلماء، وآياتها تسع وعشرون آية، وسميت السورة بسورة (الحديد) لوجود كلمة، (الحديد) فيها في قول الله سبحانه وتعالى {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد} (الحديد:25).
ماهي الكلمة التي تُعتبر منتصف القرآن الكريم | المرسال
^, عدد كلمات وآيات وحروف القرآن
كما يمكنك عزيزي القارئ الاطلاع علي المزيد من المواضيع، من خلال الموسوعة العربية الشاملة:
وضح معنى قوله تعالى لا يبغون عنها حولا "سورة الكهف " تفسير قراءة سورة الكهف في المنام ومعناه لابن سيرين أدق التفسيرات حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة معنى شططا في سورة الكهف تفسير سورة الكهف في المنام للعزباء والحامل والمتزوجة