شرح مراتب الدين، ان الدين الاسلامي هو اخر الديانات السماوية وهو الدين الذ لا يقبل الله من الناس غيرة، وهو الانقياد والاستسلام لأوامر الله الكونية، والقدرية طوعا وكرها، وهذا المعنى يترتب عليه ثواب، ويوجد للدي الاسلامي مراتب ويعنى بها الدرجات التي يصل إليها المسلمون، ومراتب الدين الاسلامي ليست درجات و تقسيمات يتميز بها بعض المسلمين عن غيرهم ، بل هي خلاصة أعمال العبد ومدى تقربه إلى مولاه عز وجل، فيجب على المسلمون ان يتنافسوا في ما بينهم من الجل الوصول الى العلا مراتب الدين الاسلامي.
مراتب الدين الثلاثة
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 10/6/2020 ميلادي - 19/10/1441 هجري
الزيارات: 189753
مراتب الدين الثلاثة
(المحصول الجامع لشروح ثلاثة الأصول)
قال المصنف رحمه الله: (وَهو ثَلاثُ مَراتب: (الإسلام) و(الإيمان) و(الإحسان)). الشرح الإجمالي:
( وهو) أي: دين الإسلام الخاص الذي بُعِث به محمد صلى الله عليه وسلم ، له ( ثلاث مراتب)؛ أي: منازل ودرجات، بعضها أكمل وأعلى من بعض، وهي: مرتبة ( الإسلام)، ( و) مرتبة ( الإيمان)، ( و) مرتبة ( الإحسان)، وأهل دين الإسلام لا يخلو حالهم من إحدى هذه المراتب، وقد ينتقل المسلم من مرتبة إلى مرتبة أعلى منها، أو أدنى منها على قدر طاعته لله، وأول تلك المراتب الإسلام، وأوسطها الإيمان، وأعلاها الإحسان، ومن وصل إلى العليا فقد وصل إلى ما قبلها، فالمحسن مؤمنٌ، والمؤمن مسلم، وأما المسلم فلا يلزم أن يكون مؤمنًا [1]. الشرح التفصيلي:
ذكر المصنف فيما سبق تعريف دين الإسلام بمعناه العام، وأراد هنا بيان دين الإسلام الخاص، وهو المراد في قوله: (الأصل الثاني: معرفة دين الإسلام)؛ أي: معرفة دين الإسلام الخاص الذي بُعث به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، المتضمن لجميع ما أَمر به، ونهى عنه، ودعا إليه، وهذا الدين له ثلاث مراتب، هي:
الأولى: مرتبة الأعمال الظاهرة، وتُسمى الإسلام.
لماذا الاحسان اعلى مراتب الدين - موقع محتويات
لماذا الاحسان اعلى مراتب الدين ؟ سؤال سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر الإحسان هو أن يعبد المسلم خالقه تعالى لدرجة أن عبادته تكون في سلام مع الشعور بمراقبة تعالى، فيشعر وكأنه يرى الله مع المراقبة، ويقينه أن الله يعلمه وينظر إليه؛ وهذا ما يدفع المسلم إلى المثابرة على طاعة الله، وفي نفس الوقت يدفعه إلى زيادة قربه من الله، هو رادع قوي عن الخطيئة وقد قال بعض العلماء: الإحسان هو العبادة والأعمال التي تمكن المسلم من الاقتراب من الله من خلال أداء نافلة لم يفرضها الله على المسلمين اتفق العلماء على الالتزام بالحسنات الباطلة. مراتب الدين
تعددت مراتب الدّين على النحو الذي سيتم بيانه فيما يأتي:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ فَقالَ: ما الإيمَانُ؟ قالَ: الإيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، وبِلِقَائِهِ، ورُسُلِهِ وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ. قالَ: ما الإسْلَامُ؟ قالَ: الإسْلَامُ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، ولَا تُشْرِكَ به شيئًا، وتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومَ رَمَضَانَ.
شرح مراتب الدين - ووردز
الإيمان: هو الانقياد التام والمطلق لله تعالى بكافة الجوارح ومع انعقاد القلب، ودليل ذلك قوله تعالى: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ*الَّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ*أُولـئِكَ هُمُ المُؤمِنونَ حَقًّا لَهُم دَرَجاتٌ عِندَ رَبِّهِم وَمَغفِرَةٌ وَرِزقٌ كَريمٌ). شرح مراتب الدين - ووردز. الإحسان: هو أن تعبد الله تبارك وتعالى كأنك تراه، وأن تستعد في القلب، وأن تحرص على أداء العبادة والطاعة على أكمل وجه بالرغبة والحب في لقاء الله عز وجل بعمل بعيد عن النفاق والخداع والكذب ولا بدّ من عبادة الله تعالى، وقبول رؤيا عباده، حتى يعبد المسلم الله -تعالى- بخوف ورجاء وإلحاح، حتى يكون العبد مولعًا بالكمال والإخلاص في العمل. شاهد أيضًا: كم عدد أركان الإحسان
أجبنا في هذا المقال على سؤال: لماذا الاحسان اعلى مراتب الدين وتبيّن أن أعلى مراتب الدين هي مرتبة الإحسان؛ لأنّ العبد يلجأ إلى الله تعالى لجوءًا مُطلقًا، وانقيادًا تامًا. المراجع
^
ابن رجب (2001م)، جامع العلوم والحكم (الطبعة السابعة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 129، جزء 1, 02-09-2021
عبد الحميد الصنهاجي، الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ (الطبعة الثانية)، الجزائر: مكتبة الشركة الجزائرية مرازقه بو داود وشركاؤهما، صفحة 43-44.
معنى خاص: جاء بهذا المعنى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويُراد به الدين الإسلامي بمعناه الشامل، بأصوله، وفروعه، وما اشتمل عليه من اعتقاد، وقول، وفعل، غير مقترن بالإيمان، كما يُراد به الدين المقترن بالإيمان، وما يشير إليه من أفعال، وأقوال ظاهرة. مرتبة الإيمان
الإيمان لغةً هو التصديق الذي يستلزم الإذعانَ، والقبولَ، أمّا شرعاً فإنّ معناه يختلف باختلاف إطلاقه، وللإيمان حالتان: أولاهما الإيمانُ غيرُ المقترن بذكر الإسلام، يراد به حينها الدين جلُّه، وقد حصره الله في من التزمَ بباطن الدين، وظاهره، أمّا الحالة الثانية فهي الإيمانُ المقترن بالإسلام، يُراد به حينئذٍ الاعتقادات الباطنة. [٣]
مرتبة الإحسان
الإحسان لغةً ضدُّ الإساءة، وهو إتقان العمل، وإجادته، وإخلاصه، أمّا شرعاً فيطلق على معنيين: أولاهما الإحسان إلى العباد، وثانيهما إحسان العبد في عبادته لله، وترك المحرمات ظاهرها، وباطنها، [٤] وقد ورد تعريف الإحسان في الحديث الشريف، وله ثلاثُ مراتبَ: أولاها خوفُ الله، وخشيته، واستشعار مراقبته، فيعبده كأنّه يراه بقلبه على وجه الحضور، وثانيها الحياءُ منه سبحانه، فيستحي أن يراه الله وهو على معصية، وأن يفقده في مكان أمر، أو طاعة، ولا يجعله أهونَ المطّلعين، والناظرين إليه، والمرتبةُ الثالثةُ هي أُنس العبد بربه، واطمئنانه إليه.
الحمد لله. أولا:
لما عبد قوم موسى العجل وسقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا ، وأرادوا التوبة ،
قالوا ( لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ) سورة الأعراف/149، فجعل الله لهم امتحانا شديدا لقبول توبتهم ،
وذلك بأن يقتلوا أنفسهم ، فيُغِير بعضهم على بعض ، ويتقاتلوا بينهم حتى يأتي أمر
الله بالكفّ. ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما. ولم يكن الأمر بأن يطعن كل واحد منهم نفسه ؛ لأنهم لو فعلوا ذلك لفنوا كلهم ، ولم
يبق منهم أحد إلا من لم يشارك في امتحان التوبة أصلا ، ولكن المقصود أن يغير بعضهم
على بعض فيقتتلوا. جاء في تفسير ابن كثير:
" قال قتادة: أمر القوم بشديد من الأمر ، فقاموا يتناحرون بالشفار يقتل بعضهم بعضا
، حتى بلغ الله فيهم نقمته ، فسقطت الشفار من أيديهم ، فأمسك عنهم القتل ، فجعل
لحيهم توبة ، وللمقتول شهادة...
وقال الزهري: لما أمرت بنو إسرائيل بقتل أنفسها ، برزوا ومعهم موسى ، فاضطربوا
بالسيوف ، وتطاعنوا بالخناجر ، وموسى رافع يديه ، حتى إذا أفنوا بعضهم [يعني كثر
القتلى منهم] قالوا: يا نبي الله ، ادع الله لنا. وأخذوا بعضديه يسندون يديه ،
فلم يزل أمرهم على ذلك ، حتى إذا قبل الله توبتهم, قبض أيديهم بعضهم عن بعض ،
فألقوا السلاح ، وحزن موسى وبنو إسرائيل للذي كان من القتل فيهم ، فأوحى الله ، جل
ثناؤه ، إلى موسى: ما يحزنك ؟ أما من قتل منكم فحي عندي يرزقون ، وأما من بقي فقد
قبلت توبته.
ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما
النداء العشرون للمؤمنين في القرآن
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [النساء: 29 - 30]. قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -:
"ينهَى - تبارك وتعالى - عباده المؤمنين عن أن يأكلوا أموال بعضهم بعضًا بالباطل؛ أي: بأنواع المكاسب التي هي غير شرعية؛ كأنواع الربا والقمار وما جرى مجرى ذلك من سائر صنوف الحيل، وإن ظهرت في قالب الحكم الشرعي، مما يعلم الله أن متعاطيَها إنما يريد الحيلة على الربا، حتى قال ابن جرير عن ابن عباس في الرجل يشتري من الرجل الثوب، فيقول: إن رضيتَ أخذته وإلا رددت معه درهمًا، قال: هو الذي قال الله - عز وجل - فيه: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾ [البقرة: 188]، وعن علقمة عن عبدالله في الآية قال: إنها محكمة ما نُسِخت ولا تنسخ إلى يوم القيامة.
ولا تقتلوا انفسكم ان الله
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله (خَشْيَة إِمْلاقٍ) يقول: الفقر. وأما قوله ( إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) فإن القراء اختلفت في قراءته؛ فقرأته عامَّة قراء أهل المدينة والعراق ( إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) بكسر الخاء من الخطإ وسكون الطاء، وإذا قرئ ذلك كذلك، كان له وجهان من التأويل: أحدهما أن يكون اسما من قول القائل: خَطِئت فأنا أَخْطَأ، بمعنى: أذنبت وأثمت. ويُحكى عن العرب: خَطِئتُ: إذا أذنبتَ عمدا، وأخطأت: إذا وقع منك الذنب خَطَأ على غير عمد منك له. "ولا تقتلوا أنفسكم".. لهذا السبب حرم الإسلام إيذاء النفس. والثاني: أن يكون بمعنى خَطَأ بفتح الخاء والطاء، ثم كسرت الخاء وسكنت الطاء، كما قيل: قِتْب وقتب وحِذَر، ونجِس ونَجَس. والخطء بالكسر اسم، والخطأ بفتح الخاء والطاء مصدر من قولهم: خَطِئ الرجل؛ وقد يكون اسما من قولهم: أخطأ. فأما المصدر منه فالإخطاء. وقد قيل: خطئ، بمعنى أخطأ، كما قال: الشاعر: يا لَهْفَ هِنْدٍ إِذْ خَطِئْنَ كاهِلا (1) بمعنى: أخطأن. وقرأ ذلك بعض قرّاء أهل المدينة: (إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خَطَأً) بفتح الخاء والطاء مقصورا على توجيهه إلى أنه اسم من قولهم: أخطأ فلان خطأ. وقرأه بعض قراء أهل مكة: (إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خَطَاءً) بفتح الخَاء والطاء، ومد الخَطَاء بنحو معنى من قرأه خطأ بفتح الخاء والطاء، غير أنه يخالفه في مدّ الحرف.
ولا تقتلوا انفسكم ان
وكان عامة أهل العلم بكلام العرب من أهل الكوفة وبعض البصريين منهم يرون أن الخطْء والخطأ بمعنى واحد، إلا أن بعضهم زعم أن الخطْء بكسر الخاء وسكون الطاء في القراءة أكثر، وأن الخِطْء بفتح الخاء والطاء في كلام الناس أفشى، وأنه لم يسمع الخطء بكسر الخاء وسكون الطاء، في شيء من كلامهم وأشعارهم، إلا في بيت أنشده لبعض الشعراء: الخِــطْءُ فاحِشَــةٌ والــبِرُّ نافِلَـةٌ كعَجْـوَةٍ غُرِسَـتْ فِـي الأرْضِ تُؤْتَبرُ (2) وقد ذكرت الفرق بين الخِطْء بكسر الخاء وسكون الطاء وفتحهما. وأولى القراءات في ذلك عندنا بالصواب، القراءة التي عليها قراء أهل العراق، وعامة أهل الحجاز، لإجماع الحجة من القراء عليها، وشذوذ ما عداها. وإن معنى ذلك كان إثما وخطيئة، لا خَطَأ من الفعل، لأنهم إنما كانوا يقتلونهم عمدا لا خطأ، وعلى عمدهم ذلك عاتبهم ربهم، وتقدم إليهم بالنهي عنه. ولا تقتلوا انفسكم ان. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (خِطْأً كَبِيرًا) قال: أي خطيئة. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ( إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) قال: خطيئة.
وفي الصحيحين: ((مَن قتل نفسه بشيء، عُذِّب به يوم القيامة)). وفي الصحيحين عن جُنْدُب بن عبدالله البَجَلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كان رجلٌ ممن كان قبلكم، وكان به جرح، فأخذ سكينًا نحر بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله - عز وجل -: عبدي بادرني بنفسه؛ حرَّمت عليه الجنة)). ولهذا قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا ﴾؛ أي: ومَن يتعاطى ما نهاه الله عنه معتديًا فيه، ظالمًا في تعاطيه؛ أي: عالمًا بتحريمه، متجاسرًا على انتهاكه، ﴿ فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ﴾، وهذا تهديد شديد، ووعيد أكيد، فليحذَر كلُّ عاقلٍ لبيب ممن ألقى السمع وهو شهيد [4]. ثم أخبر الله تعالى أن مَن اجتنب كبائر [5] الآثام التي نهى الله عنها، كفَّر الله عنه صغائر الذنوب، وأدخَله الجنة، فقال: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾ [النساء: 31]. فوائد من الآيات الكريمات:
1- حرمة مال المسلم ، وكل مالٍ حرام، وسواء حازه بسرقة أو قمار أو ربا أو نحو ذلك. ولا تقتلوا انفسكم ان الله. 2- إباحة التجارة والترغيب فيها، والرد على جهلة المتصوفة الذين يمنعون الكسب بحجة التوكل.
وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) يقول تعالى ذكره: وَقَضَى رَبُّكَ يا محمد أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ، ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) فموضع تقتلوا نصب عطفا على ألا تعبدوا. تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض ...). ويعني بقوله (خَشْيَةَ إمْلاقٍ) خوف إقتار وفقر، وقد بيَّنا ذلك بشواهده فيما مضى، وذكرنا الرواية فيه، وإنما قال جلّ ثناؤه ذلك للعرب، لأنهم كانوا يقتلون الإناث من أولادهم خوف العيلة على أنفسهم بالإنفاق عليهن. كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ): أي خشية الفاقة، وقد كان أهل الجاهلية يقتلون أولادهم خشية الفاقة، فوعظهم الله في ذلك، وأخبرهم أن رزقهم ورزق أولادهم على الله، فقال ( نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا). حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة (خَشْيَةَ إمْلاقٍ) قال: كانوا يقتلون البنات. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال مجاهد ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) قال: الفاقة والفقر.