ولكن المشكلة تبدو -والله أعلم- أن زوجك يريد أن يغطي على ضعفه بهذه الجلبة وهذا الضجيج وهذا الضرب وتلك الإهانة، وهذا مع الأسف الشديد ليس خاصًا بزوجك وحده، وإنما كل إنسان ضعيف نجده دائمًا يحاول أن يُحدث إشكاليات يغطي بها على ضعفه، فنجد أن الإنسان الضعيف بدنيًا يعتمد على لسانه ويستعمل السب والقذف واللعن، وكذلك اللص أيضًا عندما يتم ضبطه يتكلم عن أشياء يريد من خلالها أن يموه على الموقف، وأن يغطي على سوءته وعورته. فزوجك يقينًا يشعر بأنه ليس سليمًا حتى وإن كان يقول خلاف ذلك، حتى وإن كان لا يعترف بذلك، ولكن إن أعظم دليل على أنه يعرف حقيقة نفسه، مسألة الضرب والشتم والخناق في داخل البيت، وعدم الاحترام أيضًا، وهذه وسائل لتغطية المشكلة الحقيقية، لأنه يريد أن يفتعل مشكلات أخرى على مزاجه هو؛ ولذلك ما أن يحدث أي تصرف من قبلك يثيره أو لا يرضيه يبدأ هو في إثارة هذه المشكلة حتى يُشعر من يتعامل معكم سواء كان من أقاربه أو أقاربك على أنك إنسانة سيئة، وأنك إنسانة غير سوية، وأنك سبب المشاكل، وسبب النكد والحزن وغير ذلك، كل ذلك من باب التغطية على المشكلة الحقيقية وهي الضعف الجنسي. أضيف إلى ذلك أيضًا سببًا آخر وهو التربية، فإنه عندما وجد أباه يضرب أمه يرى أن ذلك شيئًا طبيعيًا وعاديًا، فهو بذلك استغل هذا السوء التربوي الذي نشأ عليه في تغطية هذا الموقف السلبي الذي يعاني منه، وبذلك يقول كان أبي يضرب أمي، ويحب أن يضربك أساسًا من حيث الأصل، ولكنه يعتبر هذه كلها مبررات لمواصلة الستر على نفسه وتغطية العيب الحقيقي.
زوجي يقول حقك كبير 2
كما أنْصَحكِ يا عزيزتي بمراجعة ما اسْتُحْدِث من أمور على حياتكما الزوجيَّة بعد مرور العام الأوَّل عليها؛ فقد تكون تلك الأمور سببًا في تعكير صفو حياتكما؛ حيث اتَّسم زواجكِ في تلك المرحلة بالاستقرار والهدوء - كما أشرْتِ في رسالتك - وهي فترة ليستْ يسيرة، ولا بدَّ من استقرائِكِ لتفاصيلها بدقة؛ لتقييم أسباب استقرارها، فتُحافظي عليها، والأمور التي غابَت عنها الآن لتُعيديها، وما دخَل عليها من أمور قد تكون سببًا في انعدامه، فتَجتهدين لإبعادها عن حياتكما. ولا بدَّ لكِ يا عزيزتي من الوثوق بإمكاناتك وبقُدراتكِ على النجاح، فتحقيق النجاح مرة واحدة في الحياة، هو مؤشِّر مُهم، ودليل على قُدرات الفرد، فكيف إذا كانت تلك هي سِمَتَك طِيلة المراحل السابقة؟! لكن انشغال النفس والفكر بالهموم والمشكلات الحياتية، لا شكَّ أنها تعوق التواصُل في ذلك؛ ولذا فإنَّ تجنُّب إثارة ما أمْكَن منها هو حِكمة وتعقُّل يُحسَب لصاحبه، فلا تَضْعُفي أبدًا، واعلمي أنَّكِ ما زِلتِ قادرة على النجاح والتفوق في كل المجالات، كما هو عَهْدك فيما سبَق، لكن ما أرجوه منكِ، ألاَّ تكون هذه السِّمة - سِمة النجاح - حاجزًا بينك وبين زوجكِ، أو أمرًا يُثير حساسيته ومشاعره، فتَدْفعه لوصْمكِ بالفشل، وكلُّ ذلك يعتمد على ذكائك في التعامل معه.
زوجي يقول حقك كبير وصغير
في حالتك لقد ذكرتِ مرات عديدة أنك وحبيبك ملتزمان دينياً، وأنه شخص محافظ وأنك شخصية ملتزمة، ولهذا السبب لم تمارسا الجنس كاملاً ولكنكما فضّلتما الجنس الخارجي والجنس الفموي، وتفنن كل منكما في إسعاد الأخر حتى تأكدتما من الحب والتكافؤ والتوافق. هذا التناقض يربكني! من حقك أن تمتنعي عن العلاقة الجنسية الكاملة عملاً بمبدأ "شوف ولا تدوق" حتى تضمني تعلقه بك وعدم زهده فيكِ بعدما ينال غرضه منك! ممكن ان أتفهم دوافع نفسية عديدة منها "التقل" والدهاء والدلع والتلاعب والمناورات العاطفية! ممكن أن أتفهم تخوفك من الفضيحة إذا انكشف الأمر. ممكن أن أتفهم تخوفك من الحمل أو من ا لأمراض المنقولة جنسياً. ما يصعب علي فهمه هو استخدامك لجملة "حتى لا نقع في الخطيئة" وإصرارك على التفرقة بين الجنس الكامل والجنس الخارجي من حيث نسبة الخطأ! زوجي يقول عني سلبية - منتدى عالم الأسرة والمجتمع. قرأت رسالتك عدة مرات حتى أجد مدخل يساعدني في الرد عليك – ووجدته! حبيبك المحافظ المتدين المتزوج مستعد أن يتزوجك عرفيا أو أن يمارس معك الجنس كزوج وزوجة بشرط ألا تحملي منه. حبيبك لا يريد أية مسئوليات تجاهك. هو فقط يريد الجنس والحب حتى تفتر علاقتكما كحال كل العلاقات وعندها تنفصلان – وكل واحد يروح لحاله بلا ذيول لهذه العلاقة.
زوجي يقول حقك كبير علال مهم جدا
أنا ما اقول لج جذي عشان أخوفج لا بس عشان لا توافقين لو مهما كان لا تخربين بيتج بيدينج حبيبتي.
ما دمت أنت الآن في بيت أهلك وأهله يرغبون في أن تعودي، فأنا أتمنى أن لا ترجعي بسهولة؛ لأن رجوعك الآن ماذا يعني؟ يعني عودة الأمور إلى ما كانت عليه، وهو لم ولن يتوقف عما يفعله ما دام لم يأخذ درسًا مؤثرًا وقويًّا وفاعلاً؛ ولذلك أرى بارك الله فيك إذا أراد أن يرجع لابد أن يأتي إلى البيت بعيدًا عن أحد، وأن تقولي له (أنت تريدني أن أرجع لا بد أن تراجع طبيبا، لأنك تعلم أنها سبب المشكلة الأساسية، وأنا لن أرجع إلا إذا تأكدت من ذلك بنفسي). فلابد أن يذهب إلى الطبيب أختي الكريمة، وأن يعرض نفسه على أخصائي، ومسألة الضعف الجنسي الآن لم تعد مشكلة حقيقة في عالم الطب الآن، فإن الطب قد تقدم في هذا المجال تقدمًا كبيرًا، وأصبح من الممكن بإذن الله تعالى علاج الإنسان في أي مرحلة من مراحل الضعف. فإذن أتمنى أن تصري بارك الله فيك على حقك الشرعي في هذه المسألة، لأنها بإذن الله تعالى أنا واثق أنها لو تحسنت هو نفسه سوف يتحسن، لأنه سوف يستعيد ثقته بنفسه وسوف يشعر فعلاً بأنه أصبح رجلاً كامل الرجولة، ويشعر بأنك أصبحت راضية عنه، وبالتالي لن يكون هنالك سبب كبير للإساءة أو الضرب أو الإهانة. زوجي يقول حقك كبير علال مهم جدا. هو كما ذكرت لك يستعمل هذه الأساليب من باب التغطية على المشكلة الحقيقية، ولكن عندما يتخلص منها لن يستعملها بإذن الله تعالى، حتى وإن كان قد تأثر بتربيته الأولى في بيتهم، حيث إن والده كان يضرب أمه، إلا أن هذا بإذن الله تعالى سوف يكون في أقل درجاته، لأن الرجل عندما يشعر بأن زوجته راضية عن سلوكه وعن أدائه الخاص فإنه يشعر بنوع من النشوة، ونوع من الثقة، ونوع من القوة، ونوع من الرجولة، وهذه أمور كفيلة بأن تجفف منابع الخلاف ومنابع الإهانة والسب والضرب المستمر.
القول الثاني: إن المقصود بالنفاق في الحديث ما تعلّق به العمل، وليس النفاق الاعتقادي، وهذا ما قاله الإمام القرطبي، ورجّحه ابن رجب، وابن حجر العسقلاني، وهو أرجح الأقوال. علامة المنافق ثلاث مدن. القول الثالث: إنّ لفظة النفاق كان المقصود منها الإنذار، والتحذير من ارتكاب هذه الخصال، وهذا ما قاله الخطّابي. القول الرابع: إنّ المقصود بالحديث هو الشخص الذي أصبحت هذه الصفات من سجيّاته، وخُلقه الدائم، لأنّه اعتادها، وتهاون بها، وكأنه استحلّها، ومثل هذا يغلب عليه فساد الاعتقاد. القول الخامس: ليس المقصود بالحديث المسلمين، وإنّما المنافقون الحقيقيون الذين كانوا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن ضعَّف هذا القول ابن رجب. إذا حدّث كذب
الكذب عملٌ مذمومٌ، وصفةٌ رذيلةٌ من صفات المنافق وشُعب الكفر، وهو دليل على ضعف النفس، وانعدام الثقة، وحقارة الشأن، وهو خُلقٌ ساقطٌ بغيضٌ إلى الله تعالى، وإلى رسوله الكريم، وإلى الفِطَر السليمة الصادقة، يأباه الشرفاء، ويمقته العقلاء، يُهين أصحابه، ويُذلّهم، وهو سبب كل بلاء، فهو السبب في صدّ الناس عن الدين، وتكذيب الأنبياء، وقد ذكره النبي في حديث (آية المنافق ثلاثٍ) للتحذير منه والابتعاد عنه، ويمكن علاجه بما يأتي:
تعريف الكاذب بحرمة الكذب وشدّة عقابه.
علامة المنافق ثلاث غرف
فنبه على فساد القول بالكذب ، وعلى فساد الفعل بالخيانة ، وعلى فساد النية بالخلف; لأن خلف الوعد لا يقدح إلا إذا كان العزم عليه مقارنا للوعد ، أما لو كان عازما ثم عرض له مانع أو بدا له رأي فهذا لم توجد منه صورة النفاق ، قاله الغزالي في الإحياء. وفي الطبراني في حديث طويل ما يشهد له ، ففيه من حديث سلمان " إذا وعد وهو يحدث نفسه أنه يخلف " وكذا قال في باقي الخصال ، وإسناده لا بأس به ليس فيهم من أجمع على تركه ، وهو عند أبي داود والترمذي من حديث زيد بن أرقم مختصر بلفظ " إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أن يفي له فلم يف فلا إثم عليه ". قوله: ( إذا وعد) قال صاحب المحكم: يقال وعدته خيرا ، ووعدته شرا. فإذا أسقطوا الفعل قالوا في الخير: وعدته ، وفي الشر: أوعدته. وحكى ابن الأعرابي في نوادره: أوعدته خيرا بالهمزة. علامة المنافق ثلاث غرف. فالمراد بالوعد في الحديث الوعد بالخير ، وأما الشر فيستحب إخلافه. وقد يجب ما لم يترتب على ترك إنفاذه مفسدة. وأما الكذب في الحديث فحكى ابن التين عن مالك أنه سئل عمن جرب عليه كذب فقال: أي نوع من الكذب ؟ لعله حدث عن عيش له سلف فبالغ في وصفه ، فهذا لا يضر ، وإنما يضر من حدث عن الأشياء بخلاف ما هي عليه قاصدا الكذب انتهى.
علامة المنافق ثلاث مدن
وفي " سنن أبي داود " عن ابن عمر، عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، قال: «من خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع». وفي رواية له أيضا: «ومن أعان على خصومة بظلم، فقد باء بغضب من الله». صحيفة تواصل الالكترونية. الخصلة الرابعة: إذا عاهد غدر، ولم يف بالعهد، وقد أمر الله بالوفاء بالعهد، فقال: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا} [الإسراء: 34] [الإسراء: 34] ، وقال: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا} [النحل: 91] [النحل: 91].. وفي "الصحيحين" عن ابن عمر عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، قال: «لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به» وفي رواية: «إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، فيقال: ألا هذه غدرة فلان». الخصلة الخامسة: الخيانة في الأمانة، فإذا اؤتمن الرجل أمانة، فالواجب عليه أن يؤديها، كما قال تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} [النساء: 58] [النساء: 58] ، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «أد الأمانة إلى من ائتمنك». قال ابن رجب: وحاصل الأمر أن النفاق الأصغر كله يرجع إلى اختلاف السريرة والعلانية، قاله الحسن. وقال الحسن أيضا: من النفاق اختلاف القلب واللسان، واختلاف السر والعلانية، واختلاف الدخول والخروج[3].
قال الحسن: كان يقال: النفاق اختلاف السر والعلانية، والقول والعمل، والمدخل والمخرج، وكان يقال: أس النفاق الذي بني عليه الكذب. الخصلة الثانية: إذا وعد أخلف، وهو على نوعين، أحدهما أن يعد ومن نيته أن لا يفي بوعده، وهذا أشر الخلف، ولو قال: أفعل كذا إن شاء الله تعالى ومن نيته أن لا يفعل، كان كذبا وخلفا، قاله الأوزاعي. والنوع الثاني: أن يعد ومن نيته أن يفي، ثم يبدو له فيخلف من غير عذر له في الخلف. ذكر الزهري عن أبي هريرة، قال: من قال لصبي: تعال هاك تمرا، ثم لا يعطيه شيئا فهي كذبة. علامة المنافق ثلاث شهور. وقد اختلف العلماء في وجوب الوفاء بالوعد، فمنهم من أوجبه مطلقا، وذكر البخاري في " صحيحه " أن ابن أشوع قضى بالوعد، وهو قول طائفة الظاهر وغيرهم، منهم من أوجب الوفاء به إذا اقتضى تغريما للموعود، وهو المحكي عن مالك، وكثير من الفقهاء لا يوجبونه مطلقا. الخصلة الثالثة: إذا خاصم فجر ويعني بالفجور أن يخرج عن الحق عمدا حتى يصير الحق باطلا والباطل حقا، وهذا مما يدعو إليه الكذب، كما قال – صلى الله عليه وسلم -: «إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار». فإذا كان الرجل ذا قدرة عند الخصومة – سواء كانت خصومته في الدين أو في الدنيا – على أن ينتصر للباطل، ويخيل للسامع أنه حق، ويوهن الحق، ويخرجه في صورة الباطل، كان ذلك من أقبح المحرمات، ومن أخبث خصال النفاق.