"لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" سورة ءال عمران💚 Sorah al aimran - YouTube
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون معنى
قال العلماء: إنما تصدّق به النبي صلّى الله عليه وسلّم على قرابة المصدّق لوجهين: أحدهما- أن الصدقة في القرابة أفضل، الثاني- أن نفس المتصدق تكون بذلك أطيب وأبعد عن الندم. وكذلك فعل زيد بن حارثة، أخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن المنكدر قال: لما نزلت هذه الآية، جاء زيد بن حارثة بفرس يقال لها (سبل) لم يكن له مال أحب إليه منها فقال: هي صدقة، فقبلها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وحمل عليها ابنه أسامة- أي أعطاها له-، فكأن زيدا وجد من ذلك في نفسه (أي حزن) ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن الله قد قبلها منك». "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" سورة ءال عمران💚 Sorah al aimran - YouTube. وفي الصحيحين: أن عمر قال: يا رسول الله، لم أصب مالا قط هو أنفس عندي من سهمي الذي هو بخيبر، فما تأمرني به؟ قال: «حبّس الأصل، وسبّل الثمرة». وأعتق ابن عمر نافعا مولاه، وكان أعطاه فيه عبد الله بن جعفر ألف دينار، قالت صفية بنت أبي عبيد: أظنه تأوّل قول الله عز وجل: "لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ". وأخرج عبد بن حميد والبزار عن ابن عمر قال:
حضرتني هذه الآية: "لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ"، فذكرت ما أعطاني الله تعالى فلم أجد أحبّ إليّ من مرجانة (جارية رومية) فقلت: هي حرة لوجه الله، فلو أني أعود في شيء جعلته لله تعالى لنكحتها، فأنكحتها نافعا (مولاه الذي كان يحبه).
فَجَعَلَها لِحَسّانَ بْنِ ثابِتٍ، وأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ». وقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ خِصالَ البِرِّ في قَوْلِهِ ﴿ولَكِنِ البِرُّ مَن آمَنَ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ والمَلائِكَةِ والكِتابِ والنَّبِيئِينَ وآتى المالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبى واليَتامى والمَساكِينَ وابْنَ السَّبِيلِ والسّائِلِينَ وفي الرِّقابِ وأقامَ الصَّلاةَ وآتى الزَّكاةَ والمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إذا عاهَدُوا والصّابِرِينَ في البَأْساءِ والضَّرّاءِ وحِينَ البَأْسِ﴾ [البقرة: ١٧٧] في سُورَةِ البَقَرَةِ. لن تنالوا البر حتى. فالبِرُّ هو الوَفاءُ بِما جاءَ بِهِ الإسْلامُ مِمّا يَعْرِضُ لِلْمَرْءِ في أفْعالِهِ، وقَدْ جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُ وبَيْنَ التَّقْوى في قَوْلِهِ ﴿وتَعاوَنُوا عَلى البِرِّ والتَّقْوى ولا تَعاوَنُوا عَلى الإثْمِ والعُدْوانِ﴾ [المائدة: ٢] فَقابَلَ البِرَّ بِالإثْمِ كَما في قَوْلِ النَّبِيءِ ﷺ في حَدِيثِ النَّوّاسِ بْنِ سِمْعانَ المُتَقَدِّمِ آنِفًا. وقَوْلُهُ ﴿وما تُنْفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ تَذْيِيلٌ قُصِدَ بِهِ تَعْمِيمُ أنْواعِ الإنْفاقِ، وتَبْيِينُ أنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِن مَقاصِدِ المُنْفِقِينَ، وقَدْ يَكُونُ الشَّيْءُ القَلِيلُ نَفِيسًا بِحَسْبِ حالِ صاحِبِهِ كَما قالَ تَعالى: ﴿والَّذِينَ لا يَجِدُونَ إلّا جُهْدَهُمْ﴾ [التوبة: ٧٩].
قال الشاعر:
دعيني إنما خطئي وصوبي علي وإن ما أهلكت مال
والخطأ الاسم يقوم مقام الأخطاء ، وهو ضد الصواب. وفيه لغتان: القصر وهو الجيد ، والمد هو قليل. وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما خطا بفتح الخاء وسكون الطاء وهمزة. وقرأ ابن كثير بكسر الخاء وفتح الطاء ومد الهمزة. قال النحاس:ولا أعرف لهذه القراءة وجها ، ولذلك جعلها أبو حاتم غلطا. نحن نرزقهم وإياكم. قال أبو علي: هي مصدر من خاطأ يخاطيء ، وإن كنا لا نجد خاطا ، ولكن وجدنا تخاطأ ، وهو مطاوع خاطأ ، فدلنا عليه ، ومنه قول الشاعر:
تخاطأت النبل أحشاءه وأخر يومي فلم أعجل
وقول الآخر في وصف مهاة:
تخاطأه القناص حتى وجدته وخرطومه في منقع الماء راسب
الجوهري: تخاطأه أي أخطأه ، وقال أوفي بن مطر المازني:
الا أبلغا خلتي جابرا بأن خليلك لم يقتل
تخاطأت النبل أحشاءه وأخر يومي فلم يعجل
وقرأ الحسن (( خطاء)) بفتح الخاء والطاء والمد في الهمزة. قال أبو حاتم: لا يعرف هذا في اللغة وهي غلط غير جائز. وقال أبو الفتح: الخطأ من أخطأت بمنزلة العطاء من أعطيت ، هو اسم بمعنى المصدر ، وعن الحسن ايضا خطى بفتح الخاء والطاء منونة من غير همز. هذه الاية الكريمة دالة على أن الله تعالى أرحم بعباده من الوالد بولده, لأنه نهى عن قتل الأولاد كما أوصى الاباء بالأولاد في الميراث, وكان أهل الجاهلية لا يورثون البنات بل كان أحدهم ربما قتل ابنته لئلا تكثر عليلته, فنهى الله تعالى عن ذلك وقال "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق" أي خوف أن تفتقروا في ثاني حال, ولهذا قدم الاهتمام برزقهم فقال: "نحن نرزقهم وإياكم" وفي الأنعام "ولا تقتلوا أولادكم من إملاق" أي من فقر "نحن نرزقكم وإياهم".
وأولى القراءات في ذلك عندنا بالصواب ، القراءة التي عليها قراء أهل العراق ، وعامة أهل الحجاز ، لإجماع الحجة من القراء عليها ، وشذوذ ما عداها. وإن معنى ذلك كان إثما وخطيئة ، لا خطأ من الفعل ، لأنهم إنما كانوا يقتلونهم عمدا لا خطأ ، وعلى عمدهم ذلك عاتبهم ربهم ، وتقدم إليهم بالنهي عنه. وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( خطأ كبيرا) قال: أي خطيئة. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ( إن قتلهم كان خطأ كبيرا) قال: خطيئة. قال ابن جريج ، وقال ابن عباس: خطأ: أي خطيئة.
الوَجْهُ الثّانِي: فَمِن أجْلِ هَذا الِاعْتِبارِ في الفَرْقِ لِلْوَجْهِ الأوَّلِ قِيلَ هُنالِكَ ﴿نَحْنُ نَرْزُقُكم وإيّاهُمْ﴾ [الأنعام: ١٥١] بِتَقْدِيمِ ضَمِيرِ الآباءِ عَلى ضَمِيرِ الأوْلادِ؛ لِأنَّ الإمْلاقَ الدّافِعَ لِلْوَأْدِ المَحْكِيِّ بِهِ في آيَةِ الأنْعامِ هو إمْلاقُ الآباءِ فَقَدَّمَ الإخْبارَ بِأنَّ اللَّهَ هو رازِقُهم، وكَمَّلَ بِأنَّهُ رازِقُ بَناتِهِمْ. وأمّا الإمْلاقُ المَحْكِيُّ في هَذِهِ الآيَةِ فَهو الإمْلاقُ المَخْشِيُّ وُقُوعُهُ، والأكْثَرُ أنَّهُ تَوَقَّعَ إمْلاقَ البَناتِ كَما رَأيْتَ في الأبْياتِ، فَلِذَلِكَ قَدَّمَ الإعْلامَ بِأنَّ اللَّهَ رازِقُ الأبْناءِ، وكَمَّلَ بِأنَّهُ رازِقُ آبائِهِمْ، وهَذا مِن نُكَتِ القُرْآنِ. والإمْلاقُ: الِافْتِقارُ، وتَقَدَّمُ الكَلامُ عَلى الوَأْدِ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿وكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ المُشْرِكِينَ قَتْلَ أوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ﴾ [الأنعام: ١٣٧] في سُورَةِ الأنْعامِ. وجُمْلَةُ ﴿نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ﴾ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ المُتَعاطِفاتِ، وجُمْلَةُ ﴿إنَّ قَتْلَهم كانَ خِطْئًا كَبِيرًا﴾ تَأْكِيدٌ لِلنَّهْيِ، وتَحْذِيرٌ مِنَ الوُقُوعِ في المَنهِيِّ، وفِعْلُ كانَ تَأْكِيدٌ لِلْجُمْلَةِ.
وقرأ ابن كثيرخطاء بالمد والكسر وهو إما لغة فيه أو مصدر خاطأ وهو وإن لم يسمع لكنه جاء تخاطأ في وقوله:
تخاطأه القاص حتى وجدته وخرطومه في منقع الماء راسب
وهو مبني عليه وقرئ خطاء بالفتح والمد وخطا بحذف الهمزة مفتوحاً ومكسوراً. 31. Slay not your children, fearing a fall to poverty, We shall provide for them and for you. Lo! the slaying of them is great sin. 31 - Kill not your children for fear of want: we shall provide sustenance for them as well as for you. verily the killing of them is a great sin.