وقال سعيد - في رواية عنه - ومقاتل بن حيان: غير باغ: يعني غير مستحله. وقال السدي: غير باغ يبتغي فيه شهوته. وقال عطاء الخراساني في قوله: غير باغ. قال: لا يشوي من الميتة ليشتهيه ولا يطبخه، ولا يأكل إلا العلقة، ويحمل معه ما يبلغه الحلال، فإذا بلغه ألقاه وهو قوله: ولا عاد ـ يقول: لا يعدو به الحلال. وعن ابن عباس: لا يشبع منها. وفسره السدي بالعدوان. وعن ابن عباس: غير باغ ولا عاد ـ قال: غير باغ ـ في الميتة ـ ولا عاد ـ في أكله. وقال قتادة: فمن اضطر غير باغ ولا عاد ـ في أكله: أن يتعدى حلالا إلى حرام، وهو يجد عنه مندوحة. وحكى القرطبي عن مجاهد في قوله: فمن اضطر ـ أي: أكره على ذلك بغير اختياره. اهـ. والله أعلم.
- فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه - YouTube
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 173
- باب رضاعة الكبير - حديث صحيح مسلم
- حكم إرضاع الكبير - موضوع
- ما صحة حديث رضاع الكبير؟ - ناصر بن سليمان العمر - طريق الإسلام
فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه - Youtube
القول في تأويل قوله تعالى ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه)
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: " فمن اضطر " ، فمن حلت به ضرورة مجاعة إلى ما حرمت عليكم من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله - وهو بالصفة التي وصفنا - فلا إثم عليه في أكله إن أكله. [ ص: 322]
وقوله: فمن " اضطر " " افتعل " من " الضرورة ". و" غير باغ " نصب على الحال من" من " ، فكأنه. قيل: فمن اضطر لا باغيا ولا عاديا فأكله ، فهو له حلال. وقد قيل: إن معنى قوله: " فمن اضطر " ، فمن أكره على أكله فأكله ، فلا إثم عليه. ذكر من قال ذلك:
2478 - حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا إسرائيل عن سالم الأفطس عن مجاهد قوله: " فمن اضطر غير باغ ولا عاد " قال: الرجل يأخذه العدو فيدعونه إلى معصية الله. وأما قوله: " غير باغ ولا عاد " ، فإن أهل التأويل في تأويله مختلفون. فقال بعضهم: يعني بقوله: " غير باغ " ، غير خارج على الأئمة بسيفه باغيا عليهم بغير جور ، ولا عاديا عليهم بحرب وعدوان ، فمفسد عليهم السبيل. 2479 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا ابن إدريس قال: سمعت ليثا عن مجاهد: " فمن اضطر غير باغ ولا عاد " قال: غير قاطع سبيل ، ولا مفارق جماعة ، ولا خارج في معصية الله ، فله الرخصة.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 173
عَلَيْهِ: متعلق بمحذوف خبر لا. إِنَّ: حرف مشبّه بالفعل للتوكيد. ٱللَّهَ: لفظ الجلالة اسم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. غَفُورٌ: خبر إنّ مروع وعلامة رفعه تنوين الضم. رَّحِيمٌ: خبر ثان مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم. "حرّم عليكم الميتة" جملة استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. جملة " أهلّ به": صلة الموصول لا محلّ لها أيضا من الإعراب. جملة: " من اضطرّ... ": جملة استئنافية لا محل لها من الإعراب. جملة: " اضطرّ... ": جملة في محلّ رفع خبر المبتدأ (من). جملة: " لا إثم عليه": جملةٌ في محلّ جزم جواب الشرط. جملة: " إنّ اللّه غفور": جملة تعليلية لا محل لها من الإعراب.
انظر: "الأشباه والنظائر" ( ص 85) لابن نجيم. والضرورة التي تبيح فعل المحرم هي: ما يلحق العبد ضرر بتركه - وهذا الضرر يلحق الضروريات الخمس: الدِّين ، والنفس ، والنسل ، والعقل ، والمال. وأما شروط إباحة المحرم للضرورة فقد قال الدكتور عبد الله التهامي – وفقه الله - في بيان ذلك: "هناك شروط ، وقيود ، لا بد من حصولها في حالةٍ ما ؛ ليسوغ تسميتها ضرورة شرعية ، ولا يمكن أن تكون تلك الحالة ضرورة شرعية مع تخلف شيء من هذه الضوابط ، وإليك بيان هذه الضوابط ، مع الاستدلال لها: 1. أن يترتب على الامتثال للدليل الراجح المحرّم ضرر متعلق بإحدى الكليات الخمس ، كأن تتعرض نفسه للهلاك إن لم يأكل من الميتة. 2. أن يكون حصول الضرر أمراً قاطعاً ، أو ظنًّا غالباً ، ولا يلتفت إلى الوهم والظن البعيد ، كأن يكون المضطر في حالة تسمح له بانتظار الطعام الحلال الطيب ، فلا يقدم على تناول الميتة والحالة كذلك حتى يجزم بوقوع الضرر على نفسه ، فيجوز حينها تناول الميتة ، ودليل ذلك: ما علم في الشريعة من أن الأحكام تناط باليقين والظنون الغالبة ، وأنه لا التفات فيها إلى الأوهام ، والظنون المرجوحة البعيدة. 3. ألاّ يُمكن دفع هذا الضرر إلا بالمخالفة ، وعدم الامتثال للدليل المحرِّم ، فإن أمكن المضطر أن يدفع هذا الضرر بأمرين أحدهما جائز والآخر ممنوع: حرُم عليه ارتكاب المخالفة للدليل المحرم ، ووجب عليه دفع الضرر بالأمر الجائز ، كأن يغص بلقمة وأمامه كأسان من الماء ، والخمر.
[٧]
المراجع ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1453، حديث صحيح. ↑ الموسوعة الحديثية، "شروح الأحاديث" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف. ↑ إسلام ويب (2/11/2014)، "حديث رضاع الكبير" ، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. باب رضاعة الكبير - حديث صحيح مسلم. بتصرّف. ↑ ناصر بن سليمان العمر (22/12/2006)، "ما صحة حديث رضاع الكبير؟ " ، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1452، حديث صحيح. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5239، حديث صحيح.
باب رضاعة الكبير - حديث صحيح مسلم
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
حكم إرضاع الكبير
أشار أهل العلم أن الرضاع المحرّم لا يقتصر على مصّ الطفل لثدي المرأة فقط وإنّما يكون بغيره كأن تضع المرأة بعض حليبها في إناء ثم تشربه للطفل. [١]
وقد دلّت أحاديث عدّة على أنّ الرضاع المحرّم خمس رضعات مشبعات، وأن الرضاع المحرّم يكون للطفل دون العامين قبل الفطام لقول الله تعالى: (وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ) ، [٢] ولما رُوي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا رَضاعَ إلَّا ما كان في الحَولَيْنِ". [٣] [٤]
واتفق فقهاء المذاهب الأربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على أنّ رضاع الكبير لا يحرّم، واستدلوا بما رُوي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "دَخَلَ عَلَيَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعِندِي رَجُلٌ، قالَ: يا عَائِشَةُ، مَن هذا؟ قُلتُ: أخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، قالَ: يا عَائِشَةُ، انْظُرْنَ مَن إخْوَانُكُنَّ؛ فإنَّما الرَّضَاعَةُ مِنَ المَجَاعَةِ" ، [٥] ووجه الدلالة من الحديث قول النّبي -عليه الصلاة والسلام- أنّ الرضاعة من المجاعة أي أنّ المعتبر في الرضاع المحرّم ما كان في الصغر مما يسدّ الجوع وهذا لا يتحقق في الكبير.
يقول الإمام الشافعي رحمه الله:"الدليل على ذلك قول الله جل ثناؤه: (حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) فجعل الحولين غاية، وما جُعل له غاية فالحكم بعد مضي الغاية خلاف الحكم قبل الغاية" انتهى "مختصر المزني" (ص/227)، أي أن الحد الذي ينتهي به حكم الرضاعة هو الحولان، فما كان قبل الحولين تثبت به حرمة الرضاع، وما كان بعدهما فلا تثبت به أحكام الرضاعة من الحرمة ونحوها. حديث رضاع الكبير للبخاري. ومن الأدلة أيضاً على عدم ثبوت التحريم برضاع الكبير ما جاء عن عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي رَجُلٌ، قَالَ: (يَا عَائِشَةُ، مَنْ هَذَا)؟ قُلْتُ: أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ. قَالَ: (يَا عَائِشَةُ، انْظُرْنَ مَنْ إِخْوَانُكُنَّ؛ فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنْ الْمَجَاعَةِ) رواه البخاري (رقم/5102). ومدة السنتين هي مدة المجاعة التي ذُكرت في الحديث، وقد قَصَرَ النبي صلى الله عليه وسلم الرضاع المحرِّم عليها، وهذا يدل على عدم ثبوت حكم الرضاعة بعد الحولين. وعنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يُحَرِّمُ مِنْ الرِّضَاعَةِ إِلَّا مَا فَتَقَ الْأَمْعَاءَ فِي الثَّدْيِ، وَكَانَ قَبْلَ الْفِطَامِ) رواه الترمذي (رقم/1152) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
حكم إرضاع الكبير - موضوع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مفتي عام المملكة العربية السعودية
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
سؤال مقدم من الأخ/ م. م. م، أجاب عنه سماحته بتاريخ 3/5/1415هـ، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 22/264). فتاوى ذات صلة
ففي صحيح مسلم،عن عائشة قالت:جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:يا رسول الله،إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم، ـ وهو حليفه ـ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:أرضعيه قالت:وكيف أرضعه وهو رجل كبير؟! فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:قد علمت أنه رجل كبير[1]. وفي رواية أخرى لمسلم عن عائشة أيضا: "أن سالما مولى أبي حذيفة، كان مع أبي حذيفة وأهله في بيتهم، فأتت (تعني ابنة سهيل) النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت:إن سالما قد بلغ ما يبلغ الرجال، وعقل ما عقلوا، وأنه يدخل علينا، وإني أظن أن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئا. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أرضعيه تحرمي عليه، ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة فرجعت، فقالت: إني قد أرضعته. حكم إرضاع الكبير - موضوع. فذهب الذي في نفس أبي حذيفة[2]. ولم يكن سالم بالنسبة لأبي حذيفة وأهله مجرد شخص أو حليف يعيش معهم في بيتهم، بل كان يعد واحدا منهم، وابنا لهم، إذ كان أبو حذيفة قد تبناه في الجاهلية، واعتبر ابنا له سنين عددا، حتى أبطل الإسلام التبني، وقد بينت ذلك أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ في رواية لها عند البخاري والبرقاني وأبي داود والبهيقي وغيرهم.
ما صحة حديث رضاع الكبير؟ - ناصر بن سليمان العمر - طريق الإسلام
[٩]
وقد وردت أحاديث أخرى دلّ فيها كلام النّبي -عليه الصلاة والسلام- على أنّ التحريم لا يكون للكبير، منها ما رُوي عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعِندِي رَجُلٌ، قالَ: يا عَائِشَةُ مَن هذا؟، قُلتُ: أخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، قالَ: يا عَائِشَةُ، انْظُرْنَ مَن إخْوَانُكُنَّ، فإنَّما الرَّضَاعَةُ مِنَ المَجَاعَةِ". [١٠]
المراجع ↑ "الخلاف في رضاع الكبير هل يحرِّم أو لا؟" ، اسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف. ↑ سورة لقمان، آية:14
↑ رواه ابن القيم، في زاد المعاد، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:493، الحديث إسناده صحيح. ↑ "
حكم إرضاع الكبير" ، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2647، حديث صحيح. ^ أ ب "المَطلَبُ الثَّاني: من الرَّضاع المُحَرِّمِ: رَضاعُ الكَبيرِ" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. ما صحة
حديث رضاع الكبير؟ - ناصر بن سليمان العمر - طريق الإسلام. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2059، حديث صحيح. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة ام المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1453، حديث صحيح.
والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: أن الرضاعة لا تُحَرِّم إلا ما كان دون الحولين، وما كان بعد الحولين الكاملين فإنه لا يُحَرِّم شيئاً. وأما حديث سالم الذي يرويه الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ دُخُولِ سَالِمٍ وَهُوَ حَلِيفُهُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَرْضِعِيهِ). قَالَتْ: وَكَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ؟! فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: (قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ كَبِيرٌ). وَفِي رِوَايَةِ: "فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". رواه مسلم (رقم/1453). فهذا الحديث لا يُعد إشكالاً مطلقاً، فقد فهمه أكثر الصحابة الذين عرفوا سياق القصة وأدركوا أحداثها على أنه رخصة خاصة بسالم مولى أبي حذيفة؛ لأنه عاش معهم باعتباره ولدًا لهم، وله حكم الأبناء، فلما حُرِّم التبني وصار غريباً عن الأسرة؛ جعل الله له هذه الرخصة، ولذا جاء في بعض روايات الحديث أنه كان يرى من سهلة ما يراه الولد من أمه.