تفسير و معنى الآية 120 من سورة المائدة عدة تفاسير - سورة المائدة: عدد الآيات 120 - - الصفحة 127 - الجزء 7. ﴿ التفسير الميسر ﴾
لله وحده لا شريك له ملك السموات والأرض وما فيهن، وهو -سبحانه- على كل شيء قدير لا يعجزه شيء. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«لله ملك السماوات والأرض» خزائن المطر والنبات والرزق وغيرها «وما فيهن» أتى بما تغليبا لغير العاقل «وهو على كل شيء قدير» ومنه إثابة الصادق وتعذيب الكاذب وخص العقلُ ذاته فليس عليها بقادر. تفسير قوله تعالى: لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء. ﴿ تفسير السعدي ﴾
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لأنه الخالق لهما والمدبر لذلك بحكمه القدري، وحكمه الشرعي، وحكمه الجزائي، ولهذا قال: وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فلا يعجزه شيء، بل جميع الأشياء منقادة لمشيئته، ومسخرة بأمره. تم تفسير سورة المائدة بفضل من الله وإحسان، والحمد لله رب العالمين
﴿ تفسير البغوي ﴾
فقال: " لله ملك السموات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير ". ﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة بهذه الآية الدالة على شمول ملكه لكل شيء في هذا الكون فقال: لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أى: لله- تعالى- وحده دون أحد سواه الملك الكامل للسموات وللأرض ولما فيهن من كل كائن وهو- سبحانه- على كل شيء قدير لا يعجزه أمر أراده، ومن زعم أن له شريكا- سواء أكان هذا الشريك عيسى أم أمه أم غيرهما- فقد أعظم الفرية وتسر بل بالجهل، وكان مستحقا لخزي الدنيا، وعذاب الآخرة.
لله ملك السموات والارض وان تبدوا
فالله له ملك السماوات والأرض، هو في غنى عنهم، ودين الله غني عن هؤلاء، والله ينصر رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وينصر أوليائه وإن قعد هؤلاء من أهل النفاق، وإن تخلفوا عن طاعته واتباعه، فله ملك السماوات والأرض. وكذلك هو قادر على أخذهم ومعاقبتهم، هذا بالنظر إلى الآية التي قبلها، وبالنظر إلى هذا السياق الطويل في أُحد، فإن ما جرى لأهل الإيمان من الجراح والقتل والهزيمة وفوات النصر، كل ذلك بأمره -تبارك وتعالى-، ولا يحصل موت ولا فوت إلا بإرادته، كما ذكر ذلك صراحة في الآيات السابقة، فله ملك السماوات والأرض ينصر من يشاء، يُعز من يشاء، يُذل من يشاء، يقبض من يشاء، يمد بالأعمار لمن يشاء، الملك ملكه، هذا وجه في الارتباط بين هذه الآية وما قبلها. وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ولله وحده ملك السماوات والأرض، وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ، يفعل ما يشاء لا يُعجزه شيء ولا يتعاصى عليه شيء.
لله ملك السموات والارض وما فيهن
ابن عاشور: لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26) موقع هذه الجملة من التي قبلها موقع النتيجة من الدليل في قوله: { لله ما في السماوات} فلذلك فصلت ولم تعطف لأنها بمنزلة بدل الاشتمال من التي قبلها ، كما تقدم آنفاً في قوله { يأت بها الله إن الله لطيف خبير} [ لقمان: 16] ؛ فإنه لما تقرر إقرارهم لله بخلق السماوات والأرض لزمهم إنتاج أن ما في السموات والأرض ملك لله ومن جملة ذلك أصنامهم. والتصريح بهذه النتيجة لقصد التهاون بهم في كفرهم بأن الله يملكهم ويملك ما في السماوات والأرض ، فهو غني عن عبادتهم محمود من غيرهم. وضمير { هو} ضمير فصل مُفاده اختصاص الغِنى والحمْد بالله تعالى ، وهو قصر قلب ، أي ليس لآلهتهم المزعومة غنى ولا تستحق حمداً. تفسير قوله تعالى: {ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض...}. وتقدم الكلام على الغني الحميد عند قوله { فإن الله غني حميد} في أول السورة لقمان ( 12). إعراب القرآن: «لِلَّهِ» الجار ولفظ الجلالة المجرور خبر مقدم «ما» اسم موصول مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها «فِي السَّماواتِ» متعلقان بمحذوف صلة الموصول «وَالْأَرْضِ» معطوف على السموات ، «إِنَّ اللَّهَ» إن ولفظ الجلالة اسمها «هُوَ» ضمير فصل «الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ» خبران لإن والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.
لله ملك السموات والارض يخلق ما يشاء
من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ هذا ملك لله، وكذلك أيضًا في صور مشينة هذا الذي ينحر الجزور تلو الجزور وهكذا من أجل التفاخر والكبرياء والتعاظم على الناس، من أجل أنه يسخر من فلان ويقول: أنا الذي أُنفق ولا أُبالي فتُدفع إليه الجزور تلو الجزور ثم ينحرها ويُلقيها، هذا سيُحاسب، هؤلاء الذين ينقلون الموائد بشاحنات أو بجرافات كأن الضأن في تلك الأواني كأنها العصافير هؤلاء يُحاسبون على مثل هذه التصرفات وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. أيضًا نفس الإنسان هي ملك لله كيف يتصرف بها، ولهذا سيُحاسب على سمعه وبصره وجوارحه ماذا عمل بها إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا [الإسراء:36]، كل شيء سيُحاسب عليه الإنسان القضية ليست متروكة، على القولين وهما صحيحان بينهما مُلازمة كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا ، أي: أنه سيُسأل عنها ماذا عملت بها، كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا ، يعني: أنها هي سُتسأل عنه، ماذا عمل بك؟ كيف استعملكِ؟! فهذا الإنسان الذي يعصي الله ويستعمل سمعه وبصره وجوارحه فيما حرم الله ويقول: أنا حر، أفعل ما أشاء، لا أنت عبد مُجدّر، عبد لله ، أخبرني هات صك الحرية، متى صرت حرًّا والله خلقك عبدًا، متى نلت هذه الحرية؟!
ثم أخبر عن عموم ملكه، فقال: { { لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ}} أي: هو الخالق لذلك، الرازق المدبر لها بقدرته { { وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}} { { هُوَ الْأَوَّلُ}} الذي ليس قبله شيء، { { وَالْآخِرُ}} الذي ليس بعده شيء { { وَالظَّاهِرُ}} الذي ليس فوقه شيء، { { وَالْبَاطِنُ}} الذي ليس دونه شيء. { وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} قد أحاط علمه بالظواهر والبواطن، والسرائر والخفايا، والأمور المتقدمة والمتأخرة. #أبو_الهيثم #مع_القرآن ==========
3
0
23, 343
معنى إنّ الله جميلٌ يحبّ الجمال
اللهُ تعالى هو خالقُ الصّوَرِ والهيئاتِ والأشكالِ، فهو سبحانَهُ لا صورةَ ولا هيئةَ ولا شكلَ له، " ل َيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ وَهُوَ السّمِيعُ البَصِير " [سورة الشورى/11]. وما وَرَدَ في الحديثِ " إنّ اللهَ جميلٌ " ليس معناه جميلَ الشّكل وإنما معناه جميلُ الصّفات أو مُحْسِنٌ. ومعنى إن الله جميلُ الصّفاتِ أي صِفاتُه كاملةٌ ، والقولُ إنّه مُحْسِنٌ أي يُحسِنُ لعبادِه ويتكرّمُ عليهم بنِعَمِه. أمّا معنى " يُحِبُّ الجَمَال "رواه الحاكم والطبراني. أي يحبّ الإحسان. فالإنسانُ لا يُحَاسَبُ على الصّورةِ التي خلقَه اللهُ عليها وإنما يُحَاسَبُ على نيّتِهِ وعَمَلِهِ. وفي الحديث " ثلاثٌ مَن كُنّ فيهِ وَجَدَ حَلاوَة الإيمان أن يكونَ اللهُ ورسُولُه أحَبَّ إليهِ مما سِواهُما وأنْ يُحِبَّ المرءَ لا يُحبُّه إلا للهِ وأنْ يَكرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفرِ كمَا يَكرَهُ أن يُقذَفَ في النّار "رواه البخاري ومسلم. معناهُ الإيمان يكونُ قَويًا إذا كانَ الشّخصُ يحِبّ اللهَ ورسُولَه أكثَر مِن كلِّ شَىء، ويَكرَهُ الكفرَ كراهِيةً شَديدة. لا يَكونُ الرّجلُ مؤمنًا كامِلاً وليًا حتى يكونَ اللهُ ورسولُه أحَبَّ إليهِ مِن كلِّ شَىء، مِن مَالِه ووَلدِه والناسِ أجمعين، عندئذ يكونُ وليًا.
حديث ان الله جميل يحب الجمال
تاريخ النشر
|
الأحد 22/مايو/2016 - 10:05 م
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ
مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ
ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ
الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ. فعبارة: "إن الله جميل يحب الجمال"، ليست مجرد مقولة، وإنما
هي حديث شريف. أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وأخرجه عدد كثير من أهل الحديث. والجمال الذي لا تصحبه مخيلة ممدوح في الإسلام، فقد أخرج أبو داود عن
أبي الأحوص عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب دون، فقال ألك مال،
قال نعم، قال من أي المال، قال قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق، قال
فإذا أتاك الله مالا فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته. وهو حديث صحيح.
ان الله جميل يحب الجمال
دائما ما كنت اسمع هذه العبارة منذ نعومة أظافري وهي عالقة في ذهني مع توالي الايام ،وكنت أشعر حلاوتها في كل شيء جميل أراه امامي سواء كان انسان او حيوان أو نبات او ربما جماد لا يتحرك أيضا! والجمال هو نعمة من الله سبحانه وتعالى يهبه لمن يشاء من عباده أنعم به علينا. والجمال لا اقصد به الجمال الشكلي الخارجي فحسب ،وانما الجمال في حقيقته له الكثير من الأشكال الداخلية، والخارجية وإن كانت الخارجية هي أول ما ينجذب اليها الإنسان بفطرته الطبيعية! فلابد لاي إنسان علي أن يحرص علي جماله الشكلي الخارجي والداخلي لأن الله جميل ،ويجب أن يريد عبده جميلا ونظيفا وطاهرا ونقيا بالطبع،لتحقيق الهدف والغاية من عملية الخلق وهي عبادة الله وحده لا شريك له. فالجمال بلا طيبة لا يساوي شيئاً، والجمال بلا فضيلة كالزهرة بلا أريج لذلك ينبغي تمجيد الخالق عند رؤية الجمال! و الجمال مهما يكن نوعه من خارج أو داخل هو العذر الوحيد الذي به نغتفر للمرأة تسرعها وحماقتها!! لان المرأة الجميلة شيء جميل والجمال نعمة من عند الخالق ،خاصة إذا كان جمال طبيعي وليس متصنع! وبجانب ذلك لابد أن يقترن الجمال
بالفضيلة، الجمال الحق، والفضيلة الحقة شيء واحد.!
والمقصود أن هذا الحديث الشريف مشتمل على أصلين عظيمين فأوله معرفة وآخره سلوك فيُعرف الله سبحانه بالجمال الذي لا يماثله فيه شيء ويعبد بالجمال الذي يحبه من الأقوال والأعمال والأخلاق فيحب من عبده أن يجمل لسانه بالصدق وقلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل وجوارحه بالطاعة وبدنه بإظهار نعمه عليه في لباسه وتطهيره له من الأنجاس والأحداث والأوساخ والشعور المكروهة والختان وتقليم الأظفار فيعرفه بصفات بالجمال ويتعرف إليه بالأفعال والأقوال والأخلاق الجميلة فيعرفه بالجمال الذي هو وصفه ويعبده بالجمال الذي هو شرعه ودينه فجمع الحديث قاعدتين المعرفة والسلوك. [الفوائد 1/185] أين هذه المعاني العظيمة للحديث من ضلالات أصحاب الهوى الذين يريدون فهما منحرفا لتبرير مقاصدهم السيئة نسأل الله العافية وصلى الله على نبينا محمد.