ثانيًا: من الإجماع نقل الإجماعَ على ذلك: القرافيُّ قال القرافي: (دمُ الحَيضِ، وهو نجِسٌ إجماعًا). ((الذخيرة)) (1/185)., والعينيُّ قال العينيُّ: (الدَّمُ نَجِسٌ بالإجماعِ). ((عمدة القاري)) (3/141). ، والشوكانيُّ قال الشوكانيُّ: (دمُ الحَيضِ نجسٌ بإجماعِ المُسلمين). ((نيل الأوطار)) (1/39-40). انظر أيضا:
المطلب الأوَّل: الخارج من السَّبيلينِ. المطلب الثَّاني: قَيءُ الآدميِّ.
هل دم الدورة نجس - اسألينا
السؤال ۱۲: إذا خرج الدم من الانف فكيف يمكن تطهيره ؟ وكذا الخارج من الاسنان في الفم ؟
الجواب: لا يجب تطهير داخل الفم والانف بل يكفي تطهير ظاهرهما ويطهر الباطن بزوال العين تلقائياً. السؤال ۱۳: ما هو المقصود بمقدار الدم المعفى على الثوب ؟
الجواب: الأحوط عدم زيادته على سعة عقد الإبهام.
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - هل دم الإنسان نجس ؟
وإن كان ما يخرج منها بين أضعاف الوضوء، وما خرج منها قبل أن تدخل الصلاة، وما حدث في الصلاة منه - لا ينقض طهارة، وجب كذلك أن ما خرج منها بعد فراغها من الصلاة لا ينقض طهارةً إلا بحدث غير دم الاستحاضة، هذا الذي يدل عليه النظر"؛ اهـ [16].
أدلة نجاسة الدم والإجماع عليه - الإسلام سؤال وجواب
الفرع الثاني: نجاسةُ دَمِ الحَيضِ دمُ الحَيضِ نجسٌ. الأدلَّة: أولًا: مِن السُّنَّةِ 1- عن أسماءَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((جاءت امرأةٌ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالت: أرأيتَ إحدانا تحيض في الثَّوبِ؛ كيف تصنَعُ؟ قال: تحُتُّه، ثم تَقرُصُه بالماء وتَنضَحُه، وتُصلِّي فيه)) رواه البخاري (227) واللفظ له، ومسلم (291). أرشيف الفيسبوك | قطوف من الآسك للمرأة | هل دم الحيوانات نجس؟ ج / كل الدم نجس الا دم السمك والدم الذي يتبقى في العروق ب.... 2- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((جاءت فاطمةُ ابنة أبي حُبيشٍ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: يا رسولَ الله، إنِّي امرأةٌ أُستحاضُ فلا أطهُرُ؛ أَفأدَعُ الصَّلاةَ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا، إنَّما ذلك عِرقٌ وليس بحَيضٍ، فإذا أقبلتْ حيضتُك فدَعِي الصَّلاةَ، وإذا أدبَرَتْ فاغسلِي عنك الدَّمَ، ثمَّ صلِّي)) رواه البخاري (228) واللفظ له، ومسلم (333). وجه الدَّلالة: أنَّ الأمرَ بغَسلِ الدَّمِ بالماءِ يدلُّ على نجاسَتِه. 3- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: ((كانتْ إحدانا تحيضُ، ثمَّ تقتَرِصُ القَرصُ والتَّقريص: الدَّلْكُ بأَطرافِ الأَصابِعِ والأَظفار مع صبِّ الماءِ عليه، حتَّى يذهَبَ أَثرُه. ((لسان العرب)) لابن منظور (7/71). الدَّمَ مِن ثوبِها عند طُهرِها، فتغسِلُه، وتنضَحُ على سائِرِه، ثم تُصلِّي فيه)) رواه البخاري (308).
خروج دم الاستحاضة
السؤال:
جزاكم الله خيراً. سؤاله الثاني يقول: ما حكم الدم الخارج من جسد الإنسان سواء كان من الأنف أو غيره؟ هل يعتبر نجساً يجب غسل ما أصابه من الملابس وينقض الوضوء؟ وما هو الدم المسفوح الذي نهينا عن أكله؟
الجواب:
الشيخ: الدم المسفوح الذي نهينا عن أكله هو الذي يخرج من الحيوان في حال حياته، مثل ما كانوا يفعلونه في الجاهلية، كان الرجل إذا جاع فصد عرقاً من بعيره وشرب دمه، فهذا هو المحرم. وكذلك الدم الذي يكون عند الذبح قبل أن تخرج الروح، هذا هو الدم المحرم النجس. هل دم الدورة نجس - اسألينا. ودلالة القرآن عليه ظاهرة في عدة آياتٍ من القرآن بأنه حرام، وفي سورة الأنعام صرح الله تبارك وتعالى بأنه نجس، فإن قوله تعالى: ﴿فإنه رجسٌ﴾ يعود على الضمير المستتر في قوله ﴿إلا أن يكون﴾ وليس كما قيل يعود على الخنزير فقط، لو تأملت الآية وجدت أن هذا هو المتعين ﴿قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعمٍ يطعمه إلا أن يكون﴾ ذلك الشيء ﴿إلا أن يكون ميتةً أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس﴾ أي أن ذلك الشيء الذي استثني من الحل هو الذي يكون نجساً. فالتعليل تعليل للحكم الذي يتضمن هذه الأمور الثلاثة، وهذا أمر ظاهر لمن يتدبره، وليس من باب الخلاف هل يعود الضمير إلى بعض المذكور أو إلى كل المذكور؟ بل هذا واضحٌ؛ لأنه تعليلٌ لحكمٍ ينتظم ثلاثة أمور، هذا هو الدم المسفوح.
أرشيف الفيسبوك | قطوف من الآسك للمرأة | هل دم الحيوانات نجس؟ ج / كل الدم نجس الا دم السمك والدم الذي يتبقى في العروق ب...
إتصل بنا
نص الرسالة
يمكنك كتابة ملاحظاتك، استفسارات، اقتراحاتك...
لاقتراح حسابات آسك أو حسابات تويتر أو صفحات وحسابات فيسبوك للاضافة، أو للتبليغ عن أية مشكلة بالموقع، يرجى مراسلة المشرف عبر هذا النموذج او سؤاله عبر آسك,
يرجى العلم ان مشرفي الموقع ليسوا بالضرورة متفقين مع جميع ما يرد في المنشورات من أراء وان الموقع لا يقوم بأي رقابة او حذف للمنشورات الا بناء على طلب اصحابها.
يدخل دم الاستحاضة ومن به حدَث دائم في عموم الخارج من أحد السبيلين، فهل يعتبر خروجه حدثًا ناقضًا للوضوء؟
اختلف أهل العلم في ذلك:
فقيل: يجب أن تتوضأ لوقت كل صلاة، وهو مذهب الحنفية [1] ، والحنابلة [2]. وقيل: يجب أن تتوضأ لكل فريضة، مؤداة أو مقضية، وأما النوافل فتصلي بطهارتها ما شاءت، وهو مذهب الشافعية [3]. وقيل: لا يعتبر خروج دم الاستحاضة حدثًا ناقضًا للوضوء، بل يستحب منه الوضوء ولا يجب، وهو مذهب المالكية [4]. وقيل: الوضوء واجب لكل صلاة، فرضًا كانت أو نفلاً، خرج الوقت أو لم يخرج، وهذا اختيار ابن حزم [5]. وقد رويت أحاديث في وضوء المستحاضة لكل صلاة، منها:
• ( 1007-236) ما رواه البخاري - رحمه الله - قال: حدثنا محمد، قال: ثنا أبو معاوية، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت:
جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إني امرأة أُستَحاض فلا أطهر، أفأدَع الصلاة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا؛ إنما ذلك عِرق، وليس بحيض، فإذا أقبلتْ حيضتك فدَعي الصلاة، وإذا أدبرتْ فاغسلي عنكِ الدم ثم صلي)). خروج دم الاستحاضة. قال هشام: وقال أبي: ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت [6].
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما عن تفسير قوله سبحانه: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ {الأعراف:199}. فقد جاء في تفسير الألوسي: (خُذِ الْعَفْوَ) أي: ما عفا، وسهل، وتيسر من أخلاق الناس، وإلى هذا ذهب ابن عمر، وابن الزبير، وعائشة، ومجاهد -رضي الله تعالى عنهم-، وغيرهم، وأخرجه ابن أبي الدنيا عن إبراهيم بن آدم مرفوعًا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. . . . خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِنَّمَا ... - طريق الإسلام. والأخذ مجاز عن القبول، والرضى، أي: ارض من الناس بما تيسر من أعمالهم، وما أتى منهم، وتسهل من غير كلفة، ولا تطلب منهم الجهد وما يشق عليهم؛ حتى لا ينفروا. * وجوز أن يراد بالعفو: ظاهره، أي: خذ العفو عن المذنبين، والمراد: اعف عنهم، وفيه استعارة مكنية؛ إذ شبه العفو بأمر محسوس يطلب فيؤخذ، وإلى هذا جمع من السلف. ويشهد له ما أخرجه ابن جرير، وابن المنذر، وغيرهما عن الشعبي قال: لما أنزل الله تعالى: "خُذِ الْعَفْوَ... إلى آخره، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما هذا يا جبريل؟ قال: لا أدري حتى أسأل العالم؟ فذهب ثم رجع، فقال: إن الله تعالى أمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 199
وللنبي صلى الله عليه وسلم مشاهد كثيرة في حلمه على الناس وفي دفع السيئة منهم بالحلم منه صلى الله عليه وسلم فيقابل السيئة بالحسنة، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه فأغلظ له، فهم به أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً). أخرجه البخاري: 2260
كذلك في الحديث عن أنس رضي الله عنه قال: " كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت به حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال: يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء ". أخرجه البخاري: 5738
وعن ابن عباس، عن عيينة بن حصن، أنه قال لعمر بن الخطاب: يا ابن الخطاب، ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل فغضب عمر، حتى هم أن يوقع به، فقال له الحر بن قيس: يا أمير المؤمنين، إن الله قال لنبيه: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، وإن هذا من الجاهلين فقال ابن عباس: " فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقَّافاً عند كتاب الله عز وجل ".
4- أن يستحضر أن مجاراة السفهاء شر وبلاء، فهناك من إذا ابتلي بسفيه ساقط، لا خلاق له، ولا مروءة فيه. - أخذ يجاريه في سفهه وقيله وقاله، مما يجعله عرضة لسماع مالا يرضيه من ساقط القول ومرذوله، فيصبح بذلك مساوياً للسفيه، إذ نزل إليه، وانحط إلى رتبته. إذا جاريت ذا خلق دنيئاً
فأنت ومن تجاريه سواء
قال الأحنف بن قيس: (من لم يصبر على كلمة سمع كلمات، ورب غيظٍ تجرعته مخافة ما هو أشد منه). خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. 5- أن يستحضر الإنسان أنه بالإعراض عن الجاهلين يكرم نفسه بذلك، ويكرم قرابة السفيه الأبرياء الأعزاء، لأنهم لا ذنب لهم، ولهذا قيل: (لأجل عين تكرم ألف عين). ويقول زهير:
وذي خطلٍ في القول يحسب أنه
مصيب فما يلمم به فهو قائله
عبات له حلمي وأكرمت غيره
وأعرضت عنه وهو بادٍ مقاتله
وقد اختلف الشراح في قوله: (وأكرمت غيره) فقال بعضهم: معناه أكرمت نفسي بالإعراض عنه، وقال بعضهم: أكرمت أهله، وأقاربه. وقد يظن ظان أن الإعراض عن الجاهل والإغضاء عن إساءته مع القدرة عليه - موجب للذلة، والمهانة، ونه قد يجر إلى تطاول السفهاء. وهذا خطأ، ذلك أن العفو والحلم لا يشتبه بالذلة بحال، فإن الذلة احتمال الأذى على وجه يذهب الكرامة. أما الحلم فهو إغضاء الرجل عن المكروه، حيث يزيده الإغضاء في أعين الناس رفعة ومكانة.
. . . خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِنَّمَا ... - طريق الإسلام
2/644- وعنها قالت: "مَا ضرَبَ رسولُ اللَّه ﷺ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلا امْرأَةً، وَلا خادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيل اللَّهِ، وَمَا نِيلَ منْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِم مِنْ صاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيءٌ مِن مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى فَيَنْتَقِمَ للَّهِ تَعَالَى" رواه مسلم. الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه. خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين. أما بعد:
فهذه الآيات والحديثان كلها في الحثّ على العفو والصَّفح والصبر والتَّحمل، والله أثنى على أهل العفو وأمر به، قال جلَّ وعلا: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف:199]، وقال تعالى: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [البقرة:237]، وقال تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [الشورى:40]، وقال في صفات المتقين: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ [آل عمران:134]، وقال جلَّ وعلا: فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ [الحجر:85]، وقال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [الشورى:43]. وهكذا ما جرى عليه يوم العقبة عليه الصلاة والسلام من تكذيبهم وإنكارهم، ومقابلتهم له بالكلام الرديء لما أنذرهم وحذَّرهم، حتى خرج على وجهه، فلم يفِق إلا وهو في محلٍّ بعيدٍ، فرفع رأسه فإذا هو بسحابةٍ فيها جبرائيل، فأخبره جبرائيل أن الله قد سمع كلامَ قومه له، وأمر ملك الجبال أن يُنفِّذ فيهم ما يُريده عليه الصلاة والسلام؛ من شدَّة غضبه عليهم، فناداه ملكُ الجبال وقال: أنا ملك الجبال، وإنَّ الله أمرني أن أسمع لقولك، فإن شئتَ أطبقتُ عليهم الأخشبين ، يعني: الجبلين، قال: لا، بل أستأني بهم، أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم مَن يعبد الله.
وروي أن رجلاً نال من عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - فلم يجبه، فقيل له: ما يمنعك منه؟.. قال: التقي ملجم. هذا وإن من أعظم ما يعين على الإعراض عن الجاهلين زيادة على ما مضى ما يلي:
1- الترفع عن السباب، فذلك من شرف النفس، وعلو الهمة، كما قالت الحكماء: (شرف النفس أن تحمل المكاره كما تحمل المكارم). قال الأصمعي: (بلغني أن رجلاً قال لآخر: والله لئن قلت واحدة لتسمعن عشراً. فقال الآخر: لكنك إن قلت عشراً لم تسمع واحدةً). وشتم رجل الحسن، وأربى عليه، فقال له الحسن: (أما أنت فما أبقيت شيئاً، وما يعلم الله أكثر). وأعرض عن الجاهلين - الشبكة الإسلامية - طريق الإسلام. يقول العلامة محمد كرد علي - رحمه الله -: (وإذا لاحظ الهجاؤون أن هجاءهم مما تنخلع له قلوب المهجوين زادوا وأفرطوا، وإذا أيقنوا أن صاحب النفس العظيمة لا يأبه كثيراً لما يقال فيه يحاذرون صرف أوقاتهم فيما لايجدي عليهم. وقد رأينا العلي المنزلة النزية في ذاته لا يعبأ بثرثرة الثرثارين مدحاً كان أم قدحاً، ورأينا هذا الضرب من الأقوال خف الاهتمام به في عهدنا، لأن الناس تعلموا، والمتعلم يخجل أن يصفق للباطل، وأن يهرب من الحق). 2- استحضار كون الإساءة دليلاً على رفعة شأن المساء إليه، وشرفه، فذلك مما يهون ما يلقى من سب وتجريح........ ومازالت الأشراف تهجى وتمدح
وقد جرى في قريض أبي الطيب المتنبي أن من دلائل كمال الرجال رمي الناقص له بسباب، حين يقول:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
ووجه هذا: أن الوضيع لا تلتفت همته إلى من كان واقفاً في صفة من الأسافل، فتحدثه بأن بلغ في أعراضهم بالمذمة، لأنه غني في نشر مثالبهم بما تلبسوا به من الفضائح، حتى إذا ألقى نحوهم بسبة رماها على شفته من غير حرص وشدة اهتمام بالتحدث بها.
وأعرض عن الجاهلين - الشبكة الإسلامية - طريق الإسلام
عندما خرج صلى الله عليه وسلم إلى قبيلة ثقيف طلباً للحماية مما ناله من أذى قومه، لم يجد عندهم من الإجابة ما تأمل، بل قابله ساداتها بقبيح القول والأذى، وقابله الأطفال برمي الحجارة عليه، فأصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن ومن التعب الشديد ما جعله يسقط على وجهه الشريف، ولم يفق إلا وجبريل رضي الله عنه قائماً عنده يخبره بأن الله بعث ملك الجبال برسالة يقول فيها: " إن شئت يا محمد أن أطبق عليهم الأخشبين "، فأتى الجواب منه عليه السلام بالعفو عنهم قائلاً: ( أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا). أخرجه البخاري 4571 ومسلم 1795
ولما كُسِرت رُباعيته صلى الله عليه وسلم وشُجَ وجهه يوم أُحد، شَقَ ذلك على أصحابه، وقالوا: يا رسول الله ادعُ على المشركين، فأجاب أصحابه قائلاً لهم: ( إني لم أُبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة). أخرجه مسلم 4832
فأي شفقة وأي عفو وصفح وحلم من إنسان يُضاهي هذا الحلم إلا حلمه عليه السلام. قال القاضي عياض رحمه الله: " انظر ما في هذا القول من جماع الفضل، ودرجات الإحسان وحسن الخلق، وكرم النفس، وغاية الصبر، والحلم؛ إذ لم يقتصر صلى الله عليه وسلم على السكوت عنهم حتى عفا عنهم، ثم أشفق عليهم، ورحمهم، ودعا، وشفع لهم، فقال: اغفر أو اهد، ثم أظهر سبب الشفقة، والرحمة بقوله: لقومي، ثم اعتذر عنهم بجهلهم، فقال: فإنهم لا يعلمون ".
وحالات المثالية وضدها يطول سردها، لكن القصد هو كيف يكون التصرف لو وصلت مع محاورك لطريق مسدود، ووجدت أن كل المثاليات والمهارات والذوقيات الحوارية لا طائل منها، وأنك تحاول عبثا أن تستنبتها في غير منبتها.. هنا يتوجب عليك أن تسترشد بالآية الكريمة: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199]
قدم المدينة عيينة بن حصن ونزل على ابن أخيه الحر بن قيس، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر -رضي الله عنه-، وكان القراء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولاً كانوا أو شباناً، فقال عيينة: يا ابن أخي، هل لك وجهٌ عند الأمير، فاستأذن لي عليه. قال سأستأذن لك عليه. قال ابن عباس: فاستأذن الحر لعيينة، فأذن له عمر، فلما دخل قال: هي يا ابن الخطاب.. فوالله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر حتى هم أن يوقع به. فقال الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله عز وجل قال لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} وإن هذا من الجاهلين، فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافاً عند كتاب الله [البخاري:4276]
إن الإعراض عن الجاهلين أدب جم، وخلق راق، وسلوك يسد باب العداوة ويحسم الخصومة، ويدحض نزغات الشيطان.