رحل عن عالمنا أمس أديب لا يتكرر من طراز يتعطش دوما للعلوم ولا يؤمن في المعرفة بالحدود. يشعر باللغة ويشتغل في الفكر، برع في العلوم الأدبية والشرعية معا. وتدرج في المهمات الوطنية إداريا وإعلاميا وتعليميا. يكتب الشعر برقة متناهية ويمارس الأدوار الموكلة إليه بصرامة حانية. عبدالله بن إدريس المولود في حرمة سدير (1929) والرئيس السابق لنادي الرياض الأدبي، شغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى لرعاية العلوم والفنون والآداب، والأمين العام لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. من حياة قائل قصيدة (أنا الرياض) الشاعر عبدالله بن إدريس - خدمات للحلول. تنوعت مهامه وتدرجت مناصبه ولم يتغير إتقانه. لذلك أجمع ملوك البلاد والقادة الذين عاصرهم وعمل معهم على الثقة بما يعمل وفيما يعمل. الملك سعود أهداه ساعة فاخرة في إحدى المناسبات الثقافية معبرا عن إعجابه. والملك فيصل بارك توليه رئاسة تحرير مجلة "الدعوة" في أول إصدار لها. ليقدم ابن إدريس برفقة محرريه عملا إسلاميا في توجهه الصحافي، وسطيا في قيمه الدينية، الساعية إلى الذب عن السلفية المعتدلة، جامعا كلمة الأمة على سواء التقدم والصلاح، بشهادة الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز، الذي أثنى عليها، قائلا "إن "الدعوة" ترسم الطريق السوي القويم إلى ميادين الإصلاح".
- من حياة قائل قصيدة (أنا الرياض) الشاعر عبدالله بن إدريس - خدمات للحلول
من حياة قائل قصيدة (أنا الرياض) الشاعر عبدالله بن إدريس - خدمات للحلول
#وفاة_عبدالله_بن_ادريس — ادريس الدريس (@IdreesAldrees) October 6, 2021
موثق آداب نجد.. ورئيس نادي الرياض الأدبي
وليس يحق لنا، ونحن نتحدث عن ابن إدريس، أن ننسى كتابه الفارق، «شعراء نجد المعاصرون»، الذي جمع فيه ابن إدريس أفضل ما كتبه شعراء وسط المملكة، الذين كانوا أحياء في زمنه.. مقدماً لما جمعه بدراسة وافية، وطلب أن يُطبع الكتاب على نفقة الملك سعود، رحمه الله، الذي اشترط أن يعرض الكتاب على لجنة، تفحصه أولاً، وتزيل منه ما لا تجده مناسباً. ورفض ابن إدريس أن يُمسّ الكتاب، وسافر إلى القاهرة، وطبع الكتاب على نفقته، وذهب به إلى رؤوس الشعراء والأدباء، مثل العقاد، والزيات، مندور، وطه حسين، وبنت الشاطئ، ونازك الملائكة، وغيرهم... ثم أصدر ابن إدريس، كتاباً عنوانه: «الملك عبدالعزيز كما صوره الشعراء العرب»، وكتاباً ثالثاً عنوانه: «الشعر والشعراء خلال النصف الثاني من القرن الرابع عشر»، ودواوين شعرية عدة، وكتباً مختلفةً، عدا ما أشرت إليه. في الرياض، عاش ابن إدريس جل سنواته التي زادت عن التسعين، وكان على رأس نادي الرياض الأدبي، الذي كان واجهةً ثقافية للرياض، فنظّم فعالياتٍ لا تقع تحت عد ولا يبلغها حصر... وظل ابن إدريس رئيساً للنادي قرابة ربع قرن، من 1401هـ/1980م حتى 1423هـ/2002.