- لِمَامَا فَــارْجِعْ لــزَوْرِكَ بالسَّـلام سَـلاما (78) بمعنى طاف الخيال لمامًا، وأين هو منك؟ وكما قال جل ثناؤه في كتابه: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْـزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا * قَيِّمًا [سورة الكهف: 1] بمعنى (79): الحمدُ لله الذي أنـزل على عبده الكتاب قيِّمًا ولم يجعل له عوجًا، وما أشبه ذلك. ففي ذلك دليل شاهدٌ على صحة قول من أنكر أن تكون - بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من فاتحة الكتاب - آيةً (80) --------- الهوامش: (77) في المطبوعة: "فاصل بين ذلك" ، والذي في المخطوطة عربية جيدة. (78) ديوانه: 541 ، والنقائض: 38. طاف الخيال: ألم بك في الليل ، واللمام: اللقاء اليسير. كتابة الحمد لله رب العالمين. والزور: الزائر ، يقال للواحد والمثنى والجمع: زور. "فارجع لزورك" ، يقول: رد عليه السلام كما سلم عليك. (79) في المطبوعة: "المعنى: الحمد لله... " (80) وهكذا ذهب أبو جعفر رحمه الله إلى أن "بسم الله الرحمن الرحيم" ليست آية من الفاتحة ، واحتج لقوله بما ترى. وليس هذا موضع بسط الخلاف فيه ، والدلالة على خلاف ما قال ابن جرير. وقد حققت هذه المسألة ، أقمت الدلائل الصحاح -في نظري وفقهي- على أنها آية من الفاتحة -: في شرحي لسنن الترمذي 2: 16 - 25.
كتابة الحمد لله والصلاة والسلام
كما روى ذلك الترمذي وابن ماجه من حديث جابر رضي الله عنه وصححه ابن حبان.
كتابة الحمد لله حمدا
[8]
فكما شملت نعمه الخلائق، استحق سبحانه جميع المحامد؛ لذلك جمع الله تعالى بين لفظ: ﴿ الْحَمْد ﴾ الذي يفيد الاستغراق، ولفظ: ﴿ الْعَالَمِينَ ﴾ الذي يفيد العموم هنا، وجمع بينهما أيضًا في قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. [9]
[1] سُورَةُ الْفَاتِحَةِ: الآية/ 1. [2] رواه البخاري- بَابُ بَدْءِ الوَحْيِ، كَيْفَ كَانَ بَدْءُ الوَحْيِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، حديث رقم: 7، ومسلم- كِتَابُ الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ، بَابُ كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، حديث رقم: 1773. [3] سورة النمل الآية/ 30. [4] سُورَةُ الرَّحْمَنِ: الآية/ 78. كتابة الحمد لله والصلاة والسلام. [5] سُورَةُ الْفَاتِحَةِ: الآية/ 2. [6] سورة الْفَاتِحَةِ: الآية/ 2. [7] سورة الْفَاتِحَةِ: الآية/ 2. [8] سورة لقمان: الآية/ 20. [9] سورة الجاثية: الآية/ 36.
[5]
أنت لم تُخَلَقْ عبثًا، ولم تُتْرَكْ سُدى، لك ربٌّ، فأنت واحد من الْعَالَمِينَ. يتعهدك رَبُّكَ بالرعاية، ويدبر لك أمرك، يطعمك إذا جعت، وَيَشفيك إذا مرضت، وينصرك إذا ظُلِمْتَ. هو معك لا يغيب، يذكرك فلا ينسى. لو أحنيت جبهتك له رفعك، ولو بكيت له رحمك، لو سألته أعطاك، ولو سكت ابتداك، ولو زللت واستغفرته غفر لك، إنه الله أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين. فكن له كما يريد، يسبغ عليك عطاياه، ويعطيك فوق ما تريد. قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. [6]
الله تعالى مصدر كل خير. وهو تعالى مبدئُ كل نعمة. الكتابة الصحيحة: الحمد لله - YouTube. وهو ولي كل فضل. فله وحده كل حمد. ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. [7]
تأمل لفظ: ﴿ الْحَمْدُ ﴾ وفيه: الْأَلِفُ وَاللَّامُ، لِلِاسْتِغْرَاقِ، أَيْ: جَمِيعُ الْمَحَامِدِ ثَابِتةٌ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا، ولفظ {الْعَالَمِينَ}، الْأَلِفُ وَاللَّامُ فيه للعموم، فكل ما في الكون خلقه، وما من مخلوق إلا وهو مستغرق في نعمه، قد احاطته فضائله، وعمته فواضله، كما قال تعالى: ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾.