﴿ويلٌ يومئذٍ للمكذبين﴾ أي الذين يكذبون بما أعد الله لهم يوم القيامة من العذاب الشديد. ﴿وإذا قيل لهم﴾ لهؤلاء المشركين ﴿اركعوا﴾ أي صلّوا ﴿لا يركعون﴾ أي لا يصلون أي لا يؤمنون ليكونوا من أهل الصلاة. وقيل إنما يقال لهم ذلك في الآخرة حين يُدْعَوْن إلى السجود فلا يستطيعون. وقيل هذه الآية يخبر الله فيها عن الذين خالفوا أمره ونهيه لا يأتمرون بأمره ولا ينتهون عما نهاهم. أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله ﴿وإذا قيلَ لهم اركعوا لا يركعون﴾: "نزلت في ثقيف". ﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾ أي الذين كذبوا رسل الله فردّوا عليهم ما بلَّغوا من الله إياهم ونهيه بهم. تقرير سورة المرسلات تفسير وأسباب النزول تربية إسلامية للصف الخامس - مدرستي. ﴿فبأيّ حديث بعده يُؤمنون﴾ أي إن لم يصدقوا بالقرءان الذي هو المُعجِزُ والدلالة على صدق الرسول عليه السلام فبأي شيء يصدقون. تم تفسير سورة المرسلات، وبذلك تم تفسير جزء تبارك، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم.
- تفسير سوره المرسلات لمحمد متولي الشعراوي
- تفسير سورة المرسلات للاطفال
- تفسير سوره المرسلات صوت
تفسير سوره المرسلات لمحمد متولي الشعراوي
فلا بد من هذا. [ ثانياً: الاستدلال على البعث والجزاء بالقدرة والعلم؛ إذ هما أساس البعث والجزاء] فمن هداية الآيات: الاستدلال بقدرة الله عز وجل على خلق هذه المخلوقات على أنه قادر على أن يرحمنا أو يعذبنا، إذ لا رب لنا غيره ولا إله سواه. وهذه المظاهر الظاهرة تدل على وجوده وعلمه، وقدرته وحكمته، وتوجب طاعته وعبادته, وبذلك يسلم العابدون وينجون, ويهلك الكافرون ويخسرون. [ ثالثاً: بيان إنعام الله تعالى على عباده] وقدرة الله [ في خلقهم ورزقهم, وتدبير حياتهم أحياءً وأمواتاً] وفي إكرامهم والإنعام عليهم, وفي سقيهم وفي إطعامهم. فهذا كله إفضال الله وإنعامه، فالحمد لله. تفسير سورة المرسلات للاطفال. [ رابعاً: بيان أن الناس أكثرهم لا يشكرون] وهذه حقيقة. فأكثر الناس لا يشكرون، وهذا هو الواقع. فنسبة المسلمين إلى الكافرين اليوم واحد إلى المليون، وهكذا هم طول الدهر من آدم عليه السلام، فالمكذبون الكافرون عددهم أكثر من المؤمنين الموحدين في كل زمان ومكان. [ خامساً] وأخيراً: [ الوعيد الشديد للمكذبين الكافرين] وقد دل عليه قوله تعالى: وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ [المرسلات:28]! فقولوا: آمنا بالله، وقولوا: والله ما نكذب بآيات الله, ولا بما أخبر به الله؛ حتى ننجو من هذا الوعيد والعذاب.
تفسير سورة المرسلات للاطفال
قوله -تعالى-: {لِيَوْمِ الْفَصْلِ} [١٥] أي ليوم القيامة، وهو اليوم الذي يفصل الله -تعالى- بين عباده بالقضاء العادل. قوله -تعالى-: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ} [١٦] إنّه يوم عظيم وشديد لا يعلم مقدار أهواله وحدّه إلّا الله -تعالى-. قوله -تعالى-: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} [١٧] هلاك وحسرة لمكذّبي الرسل الذين كفروا بما جاءهم من الحق. قوله -تعالى-: {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ} [١٨] أي لقد أهلكنا الأقوام السابقة التي كذّبت الرسل كقوم عاد وثمود. قوله -تعالى-: {ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ} [١٩] ثمّ نُهلك المتأخرين عن هؤلاء في الزمن ولكنّهم شابهوهم بالفعل وهو التكذيب والكفر والجحود. قوله -تعالى-: {كَذَٰلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ} [٢٠] أي إنّ العقاب الأليم هو جزاؤنا للمجرمين الذين أصرّوا على التكذيب والجحود حتّى أدركهم الموت. قوله -تعالى-: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} [٢١] تكرار للوعيد والتهديد للمكذّبين. التفريغ النصي - تفسير سورة المرسلات_ (2) - للشيخ أبوبكر الجزائري. دلائل قدرة الله
يُذكّر الله -سبحانه- عباده بقدرته المطلقة من خلال ذكر بعض الدلائل على ذلك، فالذي خلق الإنسان وبسط الأرض قادر على إعادة إحياء الخلائق ومجازاتهم على ما اقترفوه، وفيما يأتي تفسير للآيات التي تحدّثت حول ذلك.
تفسير سوره المرسلات صوت
[٢٥]
عذاب المكذبين
يُبيّن الله -عزّ وجلّ- أطرافًا من عذاب المكذّبين في الآخرة، قال -تعالى-: { انطَلِقُوا إِلَىٰ مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ* انطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ* لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ* إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ* كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ* وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ* هَٰذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ* وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ* وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ* هَٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ۖ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ* فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ* وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ}. تفسير سورة المرسلات بالمنام | المرسال. [٢٦] ومعنى هذه الآيات أنّ خزنة جهنّم تقول للمكذّبين: اذهبوا إلى ما كنتم به تكذّبون؛ أي إلى العذاب الذي كذّبتم به في الدنيا، فانطلقوا إلى ظل من دخان جهنّم الذي له ثلاث شُعب ويحيط بكم من كلّ جانب، ومن صفات هذا الظل أنّه لا يقي من الحر ولا يستر من اللهب، فنار جهنّم ترمي بشرر كثير متطاير ولكنّه عظيم، فالواحدة منه كالقصر أو كقطع الخشب العظيمة. [٢٧] وشُبّهت تلك الشرر أيضًا بالجمال الصفراء العظيمة، أو قطع النحاس الكبيرة. [٢٧] ثمّ يكرر -سبحانه- الوعيد للمكذّبين ويُحذّرهم من الخزي الذي سيجدونه في الآخرة عندما يحين وقت مجازاتهم على ما كذّبوا به، وفي ذلك اليوم لن يتمكّنوا من النطق؛ أي: [٢٨]
لن يقولوا شيئًا ينفعهم.
﴿هذا يوم﴾ أي في يوم القيامة ﴿لا ينطقون﴾ أي لا يتكلمون أي في بعض مواطن القيامة ومواقفها وذلك لأن في بعضها يتكلمون وفي بعضها يختصمون وفي بعضها يُختم على أفواههم فلا ينطقون. ﴿ولا يؤذن لهم فيعتذرون﴾ أي مما اقترفوا في الدنيا من الذنوب، فليس لهم عذر في الحقيقة لأنه قد تقدم الإعذار والإنذار في الدنيا فلم يبق لهم عذر في الآخرة. ﴿ويلٌ يومئذ﴾ أي يوم القيامة ﴿للمكذبين﴾ يعني لما تبين أنه لا عذر لهم ولا حجة فيما أتوا به من الأعمال السيئة ولا قدرة لهم على دفع العذاب عنهم لا جَرَمَ قال في حقهم ﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾. تفسير سوره المرسلات صوت. ﴿هذا يومُ الفصل﴾ أي يقال لهم هذا اليوم الذي يفصل فيه بين الخلائق فيتبين المحق من المبطل والسعيد من الشقي ﴿جمعناكم﴾ أي جمع الله الذين كذَّبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم ﴿والأولين﴾ أي والكفار الذين كذَّبوا النبيين من قبله. ﴿فإن كان لكم﴾ أي في هذا اليوم وهو يوم الفصل ﴿كيدٌ﴾ أي حيلة في الخلاص من الهلاك كما كان لكم ما تكيدون به دين الله والمؤمنين ﴿فَكِيدونِ﴾ أي فاحتالوا اليوم وهم يعلمون أن الحيل يومئذ منقطعة وهذا تعجيز لهم وتوبيخ وتقريع فلهذا عقبه بقوله:
﴿ويلٌ يومئذ للمكذبين﴾ أي العذاب الشديد لهؤلاء المكذبين بالبعث والحساب والجزاء وغير ذلك.