كما حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ): غير ذي لبس. ونصب قوله: ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا) على الحال من قوله: هذا القرآن, لأن القرآن معرفة, وقوله ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا) نكرة. وقوله: ( لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) يقول: جعلنا قرآنا عربيا إذ كانوا عربا, ليفهموا ما فيه من المواعظ, حتى يتقوا ما حذرهم الله فيه من بأسه وسطوته, فينيبوا إلى عبادته وإفراد الألوهة له, ويتبرّءوا من الأنداد والآلهة.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الزمر - الآية 28
قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) وقوله: ( قرءانا عربيا غير ذي عوج) أي: هو قرآن بلسان عربي مبين ، لا اعوجاج فيه ولا انحراف ولا لبس ، بل هو بيان ووضوح وبرهان ، وإنما جعله الله [ عز وجل] كذلك ، وأنزله بذلك ( لعلهم يتقون) أي: يحذرون ما فيه من الوعيد ، ويعملون بما فيه من الوعد.
قُرآناً عربياً غير ذي عِوَجٍ
4- الرابع: انقسامها بحسب التبيين والتوكيد إلى قسمين: مبينة، وهو الغالب، وتسمى مؤسسة أيضا، ومؤكدة: وهي التي يستفاد معناها بدونها، وهي ثلاثة: أ- مؤكدة لعاملها كقوله تعالى: (وَلَّى مُدْبِراً). ب- ومؤكدة لمضمون الجملة: نحو: (زيد أبوك عطوفا). ح- ومؤكدة لصاحبها، نحو: (جاء القوم طرّا) وقوله تعالى: (لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً).. إعراب الآية رقم (29): {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (29)}. الإعراب: (رجلا) بدل من (مثلا) منصوب (فيه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ شركاء (لرجل) متعلّق بسلم (هل) حرف استفهام (مثلا) تمييز منصوب (للّه) خبر المبتدأ الحمد (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية.. جملة: (ضرب اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يستويان) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (الحمد للّه) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: (أكثرهم لا يعلمون) لا محلّ لها استئنافيّة. منتديات ستارويت العرب. وجملة: (لا يعلمون) في محلّ رفع خبر المبتدأ أكثرهم. الصرف: (متشاكسون)، جمع متشاكس، اسم فاعل من الخماسيّ تشاكس، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
منتديات ستارويت العرب
الثانية: المؤكدة نحو: (وَلَّى مُدْبِراً) وقولك (هو الحق صادقا) لأن الصدق من لوازم الحق وصفاته. الثالثة: التي دل عاملها على تجدد صاحبها، نحو: (خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) وقولهم (خلق اللّه الزرافة يديها أطول من رجليها). 2- الثاني: انقسامها بحسب قصدها لذاتها، وللتوطئة بها، إلى قسمين: مقصودة وهو الغالب، وموطئة وهي الجامعة الموصوفة، نحو: (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) إنما ذكر بشرا توطئة لذكر سويا، وتقول: (جاءني زيد رجلا محسنا) وكذلك قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (قُرْآناً عَرَبِيًّا) و(قرآنا) حال من كلمة (القرآن) في الآية السابقة وهي حال موطئة، فذكر (قرآنا) توطئة لذكر (عربيا). القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الزمر - الآية 28. ورأينا في هذا المثل كيف أن الحال في المعنى هو الصفة التي جاءت بعد الحال الموطئة، فكلمة (عربيا) هي الحال من ناحية المعنى لا الإعراب. 3- الثالث: انقسامها بحسب الزمان إلى ثلاثة: مقارنة: وهو الغالب، كقوله تعالى: (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً)، ومقدرة كقوله تعالى: (فَادْخُلُوها خالِدِينَ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ) أي مقدرا ذلك في المستقبل، ومحكية، وهي الماضية نحو: جاء زيد أمس راكبا.
سورة الزمر الآية رقم 28: إعراب الدعاس
إعراب الآية 28 من سورة الزمر - إعراب القرآن الكريم - سورة الزمر: عدد الآيات 75 - - الصفحة 461 - الجزء 23.