أسد علي وفي الحروب نعامة
فبراير 29, 2008 بواسطة Bella
حين بلغ الحجاج بن يوسف الثقفي ما بلغ من شدة ضد مواطنيه في الكوفة وقد زجرهم وطاردهم وضيق عليهم معتزاً بذلك ومجرداً قوته في هذا المجال خرجت له امرأة على رأس رجالها اسمها غزالة الخارجية وقد ناوشته واشتبكت معه شهراً كاملاً قال عنها الشاعر..
أقامت غزالة سوق الضراب لأهل العراقين شهراً قميطاً
وحين لاقاها الحجاج فر من وجهها واختبأ وقد دخلت عليه الكوفة فلما رآه الشعراء عابوا عليه كلامه وقت السلم وتبجحه ثم نكوصه وقت الحرب واختباءه فقال في ذلك الشاعر عمران بن حطان موجها كلامه للحجاج:
أسد علي وفي الحروب نعامة *** ربداء تجفل من صفير الصافر. هلا برزت الى غزالة في الوغى *** بل كان قلبك في جناحي طائر
هذا الشطر من البيت يُقال في وصف من يستأسد على الضعفاء ولا نسمع له صوتاً أمام الأقوياء وهذا كان حال دبلوماسيتنا الفذة بقيادة السيد أحمد ابو الغيط الذي استاسد على الفلسطينيين بتصريح عنتري يفتقر إلي الدبلوماسية ويدل على التخبط الذي تعانيه سياستنا تجاه الأزمة الفلسطينية التي تعاملت معها مصر في الفترة الأخيرة بمايتنافي مع دورها كأخت كبرى كما يحلو للقائمين عليها أن يرددوا!!!
- عكس التيار | حكاية مثل: ((أسد عليّ...وفي الحروب نعامة))
عكس التيار | حكاية مثل: ((أسد عليّ...وفي الحروب نعامة))
نعم أعلن المسمى بالأسد الحرب، ولكن على مَنْ؟ الآراء في ذلك كثيرة منها أنها الحرب على الثوار والمعارضين، ومنها أن الحرب أُعلنت ضد المنشقين ومن الناس من يرى أنها ضد غير البعثيين وكل ذلك غير دقيق وغير صحيح فالحرب التي أعلنها من يسمى بالأسد هي ضد السنة، وليس ضد أي فئة من الفئات الأخرى التي صورها البعض. وقد أصبحت حربًا بين السنة وغير السنة، بمعنى أن هناك تكتلًا اليوم بين مجموعة من الطوائف من الأقليات ومنهم النصيريون الذين لا تتجاوز نسبتهم 3% من السكان وهذا التكتل يسعى جاهدًا إلى تصفية أهل السنة في سورية دون غيرهم، حتى لو كانوا من البعثيين، وروى أحد الإخوة السوريين أن معتقلًا سنيًا كان يُعذّب، وقبل أن يُقتل قال لأحد جنود البغي:»لمَ تعذبونني أو تقتلونني؟ أنا بعثي» وحاول أن يُخرج بطاقته التي تثبت حزبيته، فردّ عليه أحد الجنود العلويين المجرمين:»وشو يعني؟ عبدالحليم خدام كان بعثيًا أيضًا» وداس على رقبته بحذائه. وتلك إشارة واضحة إلى أن المعيار لم يعد أن يكون السوريّ بعثيًا أو غير بعثي، بل المعيار أن يكون سنيًا أو غير سنيّ. لذلك أقدم جلاد سورية على تسليح جميع القرى العلوية النصيرية دون غيرها كي تنقضّ على السنة في أي ساعة قد تكون ساعة الصفر لتجهز على أكبر عدد منهم، فالخوف هو من السنة، ومن أن تقوم دولة سنية في سورية بعد حكم علوي دام خمسين سنة.
وظل الاخوة في غزة يرزحون تحت نير الحصار الغاشم الذي عطل حياتهم بالكامل وفي هذه الاثناء كانت إسرائيل كالعادة تمارس هوايتها المعتادة في تقتيل الشعب الفلسطيني ووصل الأمر لمداه عندما قررت إسرائيل قطع الكهرباء عن غزة ووقف العالم يتفرج على القطاع وهو يغرق في ظلام دامس وبرد شديد وتوقفت الحياة بالكامل حتى أغرقت مياة الصرف الصحي الشوارع ومن لم يمت بالصواريخ مات في المستشفيات بسبب قطع الكهرباء.