﴿ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ ﴾ [النور: 43]، قال الشيخ السعدي رحمه الله: (أي: يكاد ضوء برق ذلك السحاب، من شدَّته ﴿ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 43]، أليس الذي أنشأها وساقها لعباده المفتقرين، وأنزلها على وجه يحصل به النفع وينتفي به الضرر، كامل القدرة، نافذ المشيئة، واسع الرحمة؟) انتهى. فاعترفوا رحمكم اللهُ بنعمهِ التي لا تُعدُّ ولا تُحْصى، وأكثروا من الثناءِ عليه سِرَّاً وجَهْراً، واستعينُوا بها على طاعةِ الْمُنعِمِ فبذلك تَدُومُ النِّعمُ وتقوى، وبذلكَ يَتِمُّ لكُم شُكرُ الْمَلِكِ الْمَولى، وهذا هو المقصودُ من خلْقِكُم، فإنَّ اللهَ أمرَكُم بما أمرَ به المرسلينَ فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51] وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 172].
ماذاكان يفعل النبي صلواعليه عندهطول المطرولماذا؟ ومامعنى قوله إنه حديث عهد بربه &Quot; - هوامير البورصة السعودية
رابعاً: من هديهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: الحثُّ على الدُّعاءِ: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ( اثنتانِ لا تُردَّانِ أو قلَّ ما تُردَّانِ: الدُّعاءُ عندَ النداءِ، وعندَ البأسِ حينَ يَلتحمُ بعضُهُم بعضاً) رواه ابن خزيمة وصحَّحه النووي ، وفي روايةٍ: (وتَحْتَ الْمَطَرِ) رواه الحاكم وحسنه ابن حجر. وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (اطْلُبُوا إجابَةَ الدُّعاءِ عندَ الْتِقَاءِ الجُيُوشِ، وإقامةِ الصَّلاةِ، ونُزُولِ الغَيْثِ) رواه الشافعي بسند ضعيف، وحسنه الألباني بشواهده، وقالَ الشافعيُّ: (وقَدْ حَفِظْتُ عن غيرِ واحدٍ طَلَبَ الإجابةِ عندَ نُزُولِ الغَيْثِ، وإقامةِ الصَّلاةِ) انتهى. ماذاكان يفعل النبي صلواعليه عندهطول المطرولماذا؟ ومامعنى قوله إنه حديث عهد بربه " - هوامير البورصة السعودية. خامساً: من هديهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: الدُّعاء عند سماع صوت الرعد والصواعق ، فعن ابن عمر (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ والصواعِقِ قالَ: اللَّهُمَّ لا تَقْتُلْنا بغَضَبكَ، ولا تُهْلِكْنا بعذابكَ، وعافنا قبلَ ذلِكَ) رواه الترمذي وحسنه الحافظ العراقي. و عن عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ (أنهُ كانَ إذا سَمِعَ الرعدَ تَرَكَ الحديثَ، وقالَ: سُبْحَانَ الذي يُسبِّحُ (الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ)، ثُمَّ يقولُ: إنَّ هذا لَوَعِيدٌ لأهلِ الأرضِ شديدٌ) رواه مالك وصحَّحه النووي.
وقوله: "حديثُ عهدٍ بربِّه"؛ يستفاد منه فائدة في أصول الدِّين:
وهو تجدُّد فِعل الله -عزَّ وجلَّ-، وأن اللهَ -عزَّ وجلَّ- يفعل ما يشاء، والفِعل -هنا- المُتجدد بالنسبة إلى المفعول؛ يعني: خلقُه لهذا الشيءِ الجديد غيرُ خلقه لهذا الشَّيء القديم. أمَّا أصل الصِّفة (وهي الخلق)؛ فهي قديمة، لازمة لله -عزَّ وجلَّ-، لم يزل ولا يزالُ خلَّاقًا؛ لكنْ: لا شكَّ أنه يخلقُ الولدَ بعد خلق أبيه، أليس كذلك؟ ويأتي الليل بعد النهار، والنهار بعد الليلة السابقة، وكل ذلك مخلوق يتجدَّد. فيستفاد منه: قيام الأفعال الاختيارية بالله -عزَّ وجلَّ-، وهذا هو الذي عليه أهل السُّنة والجماعة، وإن كان الأشاعرة وكثير من المتكلِّمين يُنكرون هذا، ويقولون: إنه لا يمكن أن تقوم بالله أفعالٌ اختياريَّة؛ لماذا؟ قالوا: لأنَّ الفعل الحادث لا يقومُ إلا بحادِث، والله -عزَّ وجلَّ- ليس بحادث، فهو الأول الذي ليس قبلَه شيء! ولا ريبَ أن هذا التعليل لا أقول: إنه عليل؛ لكني أقول: إنه ميِّت! كيف ننكرُ ما جاء في الكتابِ والسُّنة مِن ثبوت الأفعال الاختياريَّة الكثيرة التي أثبتها اللهُ لنفسِه، والتي عبَّر عنها بقولِه: إن ربكَ فعال لما يُريد (فعَّال): صيغة مبالغة.. مِن أجل حُجَّة ضعيفة!