وهي دعوة مبطنة للقبول بعيوب حبيبك حتى لو كان هذا العيب لون بشرته. ولأن أصحاب البشرة السوداء في الفكر العنصري ادنى مرتبة، انتشرت مقولة " سودتلي وجهي" للدلالة على العار، مقابل " بيضتلي وجهي" للدلالة على الفخر. ولا يزال البعض يردد مقولة "شراية العبد ولا تربايته" ولا زلنا ندرس في مدارسنا قصيدة المتنبي "لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ/ إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ" ونتأثر بها، رغم ان في أرشيف المتنبي قصائد تحمل معانٍ إنسانية سامية. _نسوان الفرن العنصرية لا تطال اصحاب البشرة الداكنة الذين يحلو للبعض إنصافهم فيصفهم بالسمر، وكأنه يعتبر سواد البشرة وصمة يحاول رفعها عنهم، العنصرية تطال ايضاً النساء بطريقة فجّة، لا تقيم اعتباراً لأم وأخت وابنة. الثرثار يشبّه بنسوان الفرن، و" عقل 100 امراة بحجم عقل دجاجة خوتة" رغم ان العلم اثبت ان الدجاج من اذكى الطيور. "المعلل"، "البافكا" و"صبابيط" السكر تلون ذاكرة بيروت العتيقة | الحسناء. في اللاوعي نحكم على المرأة من مظهرها الخارجي فيقال "لبّس المكنسة بتصير ست النسا"، والسمينات لهن فائدة لا تخلو من سخرية "خود السمينة وأوعى تخاف منها مخدة ومنها لحاف". وفي تمجيد العنف ضد المرأة الكثير من الامثال المتوارثة مثل ان المرأة مثل "الزيتون ما بتحلى إلا بالرص".
"المعلل"، "البافكا" و"صبابيط" السكر تلون ذاكرة بيروت العتيقة | الحسناء
و أعتقد هنا أنه بمجرد القبول بتسمية حلوى لذيذة يقبل عليها الأطفال باسم مقتبس من قاطعي الرؤوس و أكلي لحوم البشر ، ما هو إلا تصرف عنصري و عليه يجب أن يقوم العرب بشكل عام و الفلسطينيين بوجه الخصوص ، بتغيير اسم الحلوى في الحال، لأن اسم تلك الحلوى يروج للإرهاب و العنصرية و لجماعات أكلي لحوم البشر الغير طبيعية و المنتشرة في أماكن مجهولة بالعالم. وبالرغم من قلة وعي العرب في مجال استخدام مصطلحات عنصرية إلا و أنه قد انتبه إلي التسمية الخاطئة لتلك الحلوى بعض أصحاب المصانع الغذائية الواعية في بعض الدول العربية ، والتي تتحمل المسئولية الاجتماعية ، مثل شركة غندور في لبنان التي قامت بتغيير اسم الحلوى من " رأس العبد" إلي حلوى "طربوش غندور " ومصنع زيدان بالأردن الذي قام أيضا بتغيير اسم الحلوى العنصري إلي " حلوى سامبو". ومن الجدير بالذكر أن العرب منذ القدم اعتادوا على تسمية الأشخاص الذين يتم جلبهم من إفريقيا للعمل في مجال الخدمة ب "العبيد" ، حيث كان يتم تسخير الأفارقة من أجل خدمة العرب و القيام بالأعمال الشاقة التي يتعفف العربي عن القيام بها ، و بقيت تسمية الأفارقة بهذه التسمية العنصرية حتى عصرنا هذا، فمازال العربي عندما يريد أن يسخر من أي شخص ذو بشرة سوداء يقوم بتلقيبه ب "العبد" ومازال العربي يتعامل مع الإفريقي بتكبر شديد.
أيّتها الجارة، يا صاحبة الدكان السحريّ، أينما كنتِ في هذه الساعة، أريدك أن تعرفي أنّك غيّرتِ حياتنا إلى الأبد، وأنّ ظهورك المفاجئ في الحيّ، بدّل ملامحه الكئيبة. وأريدك أن تغفري لنا الاسم الذي اخترعناه لكِ. لقد كنتِ أوّل امرأة ذات بشرة سوداء أتعرّف إليها. ولهذه المناسبة، أهديك «طربوش غندور». Please read the comment on the article on Al-Akhbar website