ربما كان مستند نبى الله داود فى هذا الحكم أنه وجد أن قيمة الزرع أكلته الغنم يساوى قيمة الغنم فحكم هذا الحكم. أما سليمان عليه السلام فكان له حكماً آخر، إذ قال: نعطى الغنم لصاحب الزرع فيستفيد بلبنها وأصوافها، ونترك صاحب الغنم يزرع الأرض حتى تثمر وتصبح كما كانت قبل اعتداء الغنم عليها. وعندئذ يأخذ صاحب الغنم غنمه ويأخذ صاحب الأرض أرضه. فكان القضاء فى هذه القضية قضاء سليمان عليه السلام وهذا ليس طعناً فى نبى الله داود عليه السلام لأن الله تعالى قال: «وكلا أتينا حكماً وعلماً». هذه القصة أخذت منها القوانين الوضعية ومحاكم الدرجة الأولى، والاستئناف، والنقض، ومحكمة الاستئناف حين ترد حكم محكمة الدرجة الأولى أنها لا تطعن فيه ولكنها رأت القضية من جانب آخر غير الذى أخذت به المحكمة الأخرى. إذن... الاستئناف مأخوذ من قول الله تعالى: «ففهمناها سليمان»[الأنبياء78] وليس هناك طعن فى أحد. وقد قال القاسمى فى تأويل قول الله تعالى: (وداود وسليمان إذ يحكمان فى الحرث) أى: الزرع. و(إذ نفشت فيه غنم القوم) أى: رعته ليلاً. (وكنا لحكمهم شاهدين) أى: لحكم الحاكمين والمتحاكمين إليهما، عالمين. وروى عن ابن عباس أن غنما أفسدت زرعاً بالليل فقضى داود بالغنم لأصحاب الحرث، فقال سليمان: بل تؤخذ الغنم فتدفع إلى أصحاب الزرع فيكون لهم أولادها وألبانها ومنافعها.
وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم؛ وكنا لحكمهم شاهدين. | Ahmed Adel'S Blog
@inproceedings{2010,
title={من أقضية القرآن الكريم "وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث"},
author={مهند فؤاد استيتي},
year={2010}} تناول البحث قضية سطرها القرآن الكريم في سورة الأنبياء، وموضوعها تخاصم اثنان بسبب إفساد غنم أحدهم زرع الآخر، وقد حكم فيها كل من نبينا داود وابنه سليمان – عليهما السلام - بحكمين مختلفين، ولا شك أن الحكمين هما من قبيل شرع من قبلنا، فنظرنا في حكم هذه القضية من قضاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبدراسة الآراء الفقهية المتعددة فيها. فجاء البحث مقسما إلى مقدمة وتمهيد ومبحثين وخاتمة، موضوع المبحث الأول في قضاء النبيين الكريمين داود وسليمان - عليهما السلام-، والثاني في قضاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وضمت الخاتمة ما توصل إليه الباحث، ومنها:1) كان حكم النبيين الكريمين داود وسليمان في القضية اجتهادا منهما، لا وحيا من عند الله تعالى، وهذا بعد أن رجحت جواز الاجتهاد على الأنبياء.
وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث للشيخ د محمد العريفي ❤ - Youtube
فأتى أباه داود ، فقال: يا نبي الله ، قضيت على هذا بغنمه لصاحب الزرع ؟ قال نعم. قال: يا نبي الله ، إن الحكم لعلى غير هذا ، قال: وكيف يا بني ؟ قال: تدفع الغنم إلى صاحب الزرع ، فيصيب من ألبانها وسمونها وأصوافها ، وتدفع الزرع إلى صاحب الغنم يقوم عليه ، فإذا عاد الزرع إلى حاله التي أصابته الغنم عليها ، ردت الغنم على صاحب الغنم ، ورد الزرع إلى صاحب الزرع ، فقال داود: لا يقطع الله فمك ، فقضى بما قضى سليمان ، قال الزهري: فذلك قوله ( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث)... إلى قوله ( حكما وعلما). حدثنا ابن حميد قال: ثنا سلمة وعلي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق قال: فحدثني من سمع الحسن يقول: كان الحكم بما قضى به سليمان ، ولم يعنف الله داود في حكمه. وقوله ( وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير) يقول تعالى ذكره: وسخرنا مع داود الجبال والطير يسبحن معه إذا سبح. وكان قتادة يقول في معنى قوله ( يسبحن) في هذا الموضع ما حدثنا به بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله ( وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير): أي يصلين مع داود إذا صلى. وقوله ( وكنا فاعلين) يقول: وكنا قد قضينا أنا فاعلو ذلك ، ومسخرو الجبال والطير في أم الكتاب مع داود عليه الصلاة والسلام.
ص3 - شرح تفسير ابن كثير الراجحي - تفسير قوله تعالى وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث - المكتبة الشاملة الحديثة
وذكر لنا أن غنم القوم وقعت في زرع ليلا فرفع ذلك إلى داود ، فقضى بالغنم لأصحاب الزرع ، فقال سليمان: ليس كذلك ، ولكن له نسلها ورسلها وعوارضها وجزازها ، حتى إذا كان من العام المقبل كهيئه يوم أكل ، دفعت الغنم إلى ربها وقبض صاحب الزرع زرعه ، فقال الله ( ففهمناها سليمان). [ ص: 478] حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة والزهري ( إذ نفشت فيه غنم القوم) قال: نفشت غنم في حرث قوم ، قال الزهري: والنفش لا يكون إلا ليلا فقضى داود أن يأخذ الغنم ، ففهمها الله سليمان ، قال: فلما أخبر بقضاء داود ، قال: لا ولكن خذوا الغنم ، ولكم ما خرج من رسلها وأولادها وأصوافها إلى الحول. حدثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله ( إذ نفشت فيه غنم القوم) قال: في حرث قوم ، قال معمر: قال الزهري: النفش لا يكون إلا بالليل ، والهمل بالنهار ، قال قتادة: فقضى أن يأخذوا الغنم ، ففهمها الله سليمان ، ثم ذكر باقي الحديث نحو حديث عبد الأعلى. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله ( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم)... الآيتين ، قال: انفلت غنم رجل على حرث رجل فأكلته ، فجاء إلى داود ، فقضى فيها بالغنم لصاحب الحرث بما أكلت ، وكأنه رأى أنه وجه ذلك ، فمروا بسليمان ، فقال: ما قضى بينكم نبي الله ؟ فأخبروه ، فقال: ألا أقضي بينكما عسى أن ترضيا به ؟ فقالا نعم.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (٧٨) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (٧٩) ﴾
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: واذكر داود وسليمان يا محمد إذ يحكمان في الحرث. واختلف أهل التأويل في ذلك الحرث ما كان؟ فقال بعضهم: كان نبتا. * ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ابن إسحاق، عن مرّة في قوله ﴿إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ﴾ قال: كان الحرث نبتا. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد عن قَتادة، قال: ذكر لنا أن غنم القوم وقعت في زرع ليلا. وقال آخرون: بل كان ذلك الحرث كَرْما. ⁕ حدثنا أبو كريب، قال: ثنا المحاربيّ، عن أشعث، عن أبي إسحاق، عن مرّة، عن ابن مسعود، في قوله ﴿وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ﴾ قال: كَرْم قد أنبت عناقيده. ⁕ حدثنا تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا إسحاق، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن شريح، قال: كان الحرث كَرما.
فمرّوا على سليمان، فذكروا ذلك له، فقال: لا تُدفع الغنم فيصيبون منها، يعني أصحاب الحرث ويقوم هؤلاء على حرثهم، فإذا كان كما كان ردوا عليهم. فنزلت ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾. ⁕ حدثنا تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا إسحاق، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن شريح، في قوله ﴿إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ﴾ قال: كان النفْش ليلا وكان الحرث كرما، قال: فجعل داود الغنم لصاحب الكرم، قال: فقال سليمان: إن صاحب الكرم قد بقي له أصل أرضه وأصل كرمه، فاجعل له أصوافها وألبانها! قال: فهو قول الله ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾. ⁕ حدثنا ابن أبي زياد، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إسماعيل، عن عامر، قال: جاء رجلان إلى شُرَيح، فقال أحدهما: إن شياه هذا قطعت غَزْلا لي، فقال شريح: نهارا أم ليلا؟ قال: إن كان نهارا فقد برئ صاحب الشياه، وإن كان ليلا فقد ضمن، ثم قرأ ﴿وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ﴾ قال: كان النفش ليلا. ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، عن شريح بنحوه. ⁕ حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، عن شريح، مثله.