(12) ------------------- الهوامش: (9) انظر تفسير " أعد " فيما سلف ص: 31 ، 267. (10) انظر تفسير " الجنة " فيما سلف من فهارس اللغة ( جنن). (11) انظر تفسير " الخلود " فيما سلف من فهارس اللغة ( خلد). (12) انظر تفسير " الفوز " فيما سلف ص: 357 ، تعليق: 3 ، والمراجع هناك. ابن عاشور: استئناف بياني لجواب سؤال ينشأ عن الإخبار ب { وأولئك لهم الخيرات} [ التوبة: 88]. والإعداد: التهيئة. وفيه إشعار بالعناية والتهمّم بشأنهم. وتقدّم القول في نظير هذه الآية في قوله قبلُ { وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة} [ التوبة: 72] الآية. إعراب القرآن: «أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ» ماض ولفظ الجلالة فاعله والجار والمجرور متعلقان بالفعل «جَنَّاتٍ» مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة جمع مؤنث سالم. والجملة مستأنفة. «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا» مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء ، تعلق به الجار والمجرور «مِنْ تَحْتِهَا». جنات تجري من تحتها الأنهار – موقع اعجاز القرآن والسنة | الاعجاز العلمي في القرآن| معجزات القرآن |. «الْأَنْهارُ» فاعل والجملة في محل جر صفة. «خالِدِينَ» حال منصوبة وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم. «فِيها» متعلقان بخالدين. «ذلِكَ» مبتدأ.
السِّرّ في حذف حرف الجر (مِن) في قول الله تعالى (تجري تحتها الأنهار) - ملتقى أهل التفسير
وهذا ما يجعل مسكنها طيِّبًا، ومطعمها لذيذًا، وعيشها رَغَدًا، كما قال تعالى: ﴿ مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا﴾(الرعد: 35). ثم قال سبحانه في آية أخرى: ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ﴾(محمد: 15). فهذه الأنهار في الجنات تجري من تحت غرفها وقصورها ومنازلها مباشرة، كما هو المعهود في الدنيا وأنهارها، وقد أخبر الله عز وجل عن جريان الأنهار تحت الناس في الدنيا، فقال سبحانه:﴿ أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ ﴾(الأنعام: 6)، فهذا على ما هو المعهود والمتعارف، وكذلك ما حكاه سبحانه من قول فرعون:﴿ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾(الزخرف: 51).
جنات تجري من تحتها الأنهار – موقع اعجاز القرآن والسنة | الاعجاز العلمي في القرآن| معجزات القرآن |
وقال الآلوسي في الآية (9) من سورة يونس: أي: تجري مِن تحت منازلهم، أو من بين أيديهم. جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها. وقال في تفسير الآية (14) من سورة الحج، والآية (11) من سورة البروج، دمجًا بين تفسيريهما: إن أريدَ بالجنات الأشجارُ المتكاثفة الساترةُ لما تحتها، فجريانُ الأنهارِ من تحتها ظاهر، وإن أُريدَ بها الأرض المشتمِلة على الأشجار، فاعتبارُ التَّحتيَّةِ بالنظرِ إلى جزئِها الظاهر، فإنَّ أشجارَها ساترةٌ لساحتها، واسمُ الجنةِ يُطلقُ على الكلِّ. وقال البَغَوي: أي: بين أيديهم؛ كقوله - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿ قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴾ [مريم: 24]؛ أي: بين يديها، وقيل: تجري من تحتهم؛ أي: بأمْرِهم. قلت: يعني بالأخير كما في قوله تعالى: ﴿ وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الزخرف: 51]؛ ويعني: تحت تصرُّفي. ويُمْكنُ تقريبُ نموذج قصرٍ تجري مِن تحته الأنهار؛ كما وردَ في قصة سليمان - عليه السلام - مع بلقيس، فقوله تعالى: ﴿ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ﴾ [النمل: 44]؛ أي: إن القصر كان من زجاج يجري من تحته الماء، فلما رأتْه بلقيس كذلك ظنَّته ماء كثيرًا، فكشفتْ عن ساقيها لئلاَّ يبتلَّ ثوبها بالماء، فقال لها سليمان - عليه السلام - وقد لمح استغرابها ودهشتها: إنه قصرٌ مملَّس مستوٍ مِن زجاج وليس ماء.
تفسير: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار)
و(من) لابتداء الغاية، والأنهار مباديها أشرف، والجنات التي مبادئ الأنهار من تحت أشجارها أشرف من غيرها. فكلّ موضع ذُكِرَ فيه (من تحتها) إنما هو عامّ لقوم فيهم الأنبياء، والموضع الذي لم يُذْكر فيه (من) إنما هو لقومٍ مخصوصين ليس فيهم الأنبياء عليهم السلام. ألا ترى إلى قوله تعالى في سورة براءة-100 (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنّاتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً)، فجعل مبادئ الأنهار تحت جناتٍ، وأخبر الله أنها للصادقين والمؤمنين والذين عملوا الصالحات وفيهم الأنبياء – عليهم السلام – بل هم أولهم، والمعتاد أنها أشرف الأنهار. تفسير: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار). والآية التي في سورة المجادلة فيها الأنبياء عليهم السلام، والآية التي في سورة براءة، قد خرج الأنبياء عنها، لأنّ اللفظ لم يشتمل عليهم فلم يخبر عن جناتهم بأنّ أشرف الأنهار – على مجرى العادة في الدنيا – تحت أشجارها كما أخبر به عن الجنّات التي جعلها الله لجماعةٍ خيارُهم الأنبياء عليهم السلام. إذ لا موضع في القرآن ذكرت فيه (الجنّات) و(جَرْي الأنهار تحتها) إلا ودخلتها (مِنْ) سوى الموضع الذي لم ينطو ذكر الموعودين فيه على الأنبياء عليهم السلام، فهذا في (من تحتها).
والله أعلم. ملمح آخر من الوصف بالأولين بعد الوصف بالسابقين ودلالته على أنهم أصابوا أول الجنة وأعلاها ، فلما كانوا سابقين وكانوا من الأولين كانت جناتهم وانهارهم أول الأنهار وأول الجنات على أن هذا الوصف يصدق على الفردوس الأعلى من الجنة ، نسأل الله ان يرزقنا اياها وأن أنهارهم هي أصل نبع أنهار الجنة التي تفيض على من تحتهم. فكل موضع من الجنة خلا الفردوس الأعلى يصدق عليه الوصف بأن الأنهار تجري من تحته كما جاء الأثر الصحيح ومنه تفجر أنهار الجنة بذلك. أصابوا أعلى الجنة بسبقهم للإسلام والفردوس أول الجنة فسقفها عرش الرحمن ومنازل الجنة الأخرى تحت الفردوس الأعلى وانهار الفردوس هي أوائل الأنهار
فالسابق في الورد على الماء ليس كمن جاء بعده. والله أعلم.