وقيل: أي في معنى تلد الأمة ربها أن يكثر العقوق في الأولاد، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة بالسب والضرب والاستخدام، فأطلق عليه ربها مجازا كذلك، والمراد بالرب المربي، فيكون حقيقة. ========================= تحقيق الحديث: - كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد شعر الرأس لا يرى عليه أثر سفر ولا يعرفه منا أحد فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبته ووضع يديه على فخذيه ثم قال: يا محمد ما الإسلام قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت فقال صدقت فعجبنا منه يسأله ويصدقه. ثم قال: يا محمد ما الإيمان قال: أن تؤمن بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره قال: صدقت فعجبنا منه يسأله ويصدقه ثم قال: يا محمد ما الإحسان قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك قال: فمتى الساعة قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال: فما أمارتها قال: أن تلد الأمة ربتها ، قال: وكيع يعني تلد العجم العرب وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البناء قال: ثم قال فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثلاث فقال: أتدري من الرجل ؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: ذاك جبريل أتاكم يعلمكم معالم دينكم.
- جريدة الرياض | باب التاء الثلاثي 4
- أ. د. عادل الأسطة - الطفولة الفلسطينية المنتهكة | الأنطولوجيا
جريدة الرياض | باب التاء الثلاثي 4
وبعد ،
إلى كل مسلم له عينان تبصران دموع الأرامل ودماء الضحايا العزّل أو له أذنان تسمعان عويل الثكالى واستغاثات نساء المسلمين المعتدى عليهن. أو له فم لا يستطيع فتحه إلا بإذن الحاكم… ولمدح الحاكم أو له يد مكبّلة دون السيف يثأر به لكرامة الأمة المسلوبة والممرغة بالتراب الموحل الآسن، لكرامة الأمة المهشمة تحت أقدام الدول المستعمرة الزاحفة تحت رايات الصليب أو نجمة داود أو المنجل الأحمر…
نعم ، إلى كل مسلم أهدي هذه الكلمات. جريدة الرياض | باب التاء الثلاثي 4. لماذا ؟ لماذا الكلمات في زمن كثر فيه أدعياء الفكر والثقافة والإعلام والخطابة، وتنطح فيه الشعراء؟ لماذا الكلمات؟! لأنها كلمات مكتوبة بدماء الشهداء المسفوكة في ساحات المواجهة مع الكفار في المسجد الأقصى، وفي كشمير، في البوسنة والهرسك، في الشيشان، وفي… وفي…
وبالدماء المسفوكة على أعمدة التعذيب الحضارية، وغرف التحقيق الديمقراطية، وساحات الإعدام الجماعي في حق من أجرموا! وقالوا: ( إن الحكم إلا لله أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إياه)! وهي كلمات مكتوبة بالدموع الساخنة:
من عين أمّ زفّت ولدها إلى معشوقته الخلافة وكان المهر الجنة «ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة». من عين زوجة تقرأ ورقة سرّبت من زوجها المعتقل في سراديب الطغاة يقول فيها: «نلتقي في يوم يظلّنا الله فيه بظلّه، يوم لا ظل إلا ظلّه».
أ. د. عادل الأسطة - الطفولة الفلسطينية المنتهكة | الأنطولوجيا
في تأمل سطر مظفر، ذهبت إلى أن الصيغتين يمكن أن تكونا صحيحتين، فماذا يتوقع من أطفال يولدون في بيئات طارئة تعاني من اللجوء والفقر والظلم والاضطهاد والغربة وبأن وطنهم الذي طردوا منه يحتله قادمون من بلاد بعيدة ويمنعون أصحابه من العودة إليه؟ وهذه الصيغة ترجحها روح القصيدة، فالشاعر يقول، «سحبوا رحما يتكون فيها في الليل فدائي». إن أعداء الفلسطينيين الذين سلبوا وطنهم منهم - هنا إسرائيل - وأعداءهم الذين لا يريدونهم في بلادهم - هنا الكتائبيون- ينظرون إلى كل طفل فلسطيني يولد على أنه مشروع فدائي (في نظرهم إرهابي). وفيما يخص الصيغة الثانية فإن هناك استغرابا مقترنا بالدهشة سببه قتل الأطفال، فهل هؤلاء الأطفال جيش ليتم قتلهم؟
وعموما فإن للطفولة في قصيدة «تل الزعتر» مساحة لافتة. ما قرأته وشاهدته أعادني إلى أربع رسائل كتبتها ونشرت ثلاثا منها في نهاية ٧٠ القرن ٢٠ في جريدة «الفجر» باسم (عادل الراوي وأحمد الزعتر) أتيت فيها على طفولتنا في المخيم، واقتبست مقطعا من أشعار درويش هو «ملوثة يا كؤوس الطفولة/ بطعم الكهولة/ شربنا، شربنا/ على غفلة من شفاه الظمأ». بل وجعلني أنظر في طفولة بعض الكتاب الذين دافعوا عن القضية ودفعوا حياتهم وأجمل سني عمرهم في سبيلها.
فالمسلم يُنير بصيرتَه قولُ المولى: ( ولا تقنطوا من رحمة الله) المسلم لا ييأس لأجل سحابة صيف عابرة. نعم إنها سحابة فقط. ضع الحاضر في كفة وفي الكفة الأخرى قروناً من الكرامة والعظمة، تعلمْ أن تاريخ الأمة لا يُشْطبُ ولا يُنْسَخ. ولا تقلْ: «لقد أجهض المستعمرون هدفي الموعود» فأرحام المجاهدات سليلات الخنساء وخولة بنت الأزور، وصفية بنت عبد المطلب وسمية أم عمار، قادرة على أن تلد أشبال الإسلام حتى يصنعوا النصر ويكسروا شوكة القهر، ويجهضوا كيد المستعمر. آن أن تعي الحقيقة:
لا إسلام بلا دماء، لا إسلام بلا شهداء، لا إسلام بلا سجون، لا إسلام بلا اضطهاد، لا إسلام بلا تشريد، لا إسلام بلا نفي. ليس هناك إسلام يرضى عنه الحاكمون، فإذا وجدْتَ ما تشتبه في أنه كذلك، فاعلم أنه جدل ورياء وتشويه. نَعَم! لا مناصة من المواجهة الحامية بين العدل والظلم، بين الحق والباطل، بين الإسلام والكفر. فإما أن يكون الإنسان في معسكر الهدى، يعمل على إقامة حكم الله في الأرض، وإما أن يكون في معسكر فرعون والنمرود وأبي لهب وأبي جهل… وهؤلاء والأصنام وقود النار في الآخرة. أمّا إن انحنيت أمام العاصفة… فالمحراب لا يستقبل من ينحني لغير الله.