- لم يدفن الصحابي عثمان بن عفان في مقابر اليهود بل دفن في مكان اسمه حش كوكب الذي كان قد اشتراه ووسع به البقيع. - والمقصود هنا "كوكب ": هو رجل من الأنصار أما الحش: فهو البستان، وقد كان عثمان رضي الله عنه قد اشتراه وزاده في البقيع، فكان أول من دفن فيه وحمل على لوح سر. - فكانت من المصائب والبليات التي حلت بأهل الإسلام هو مقتل عثمان بن عفان وقد فزع لهذا المصاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. - قال الإمام الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء: في كلامه عن سير الخلفاء الراشدين (وبلغ علياً وطلحة الزبير الخبر، فخرجوا وقد ذهبت عقولهم، ودخلوا فرأوه مذبوحاً، وقال علي: كيف قتل وأنتم على الباب؟!! ولطم الحسن، وضرب صدر الحسين، وشتم ابن الزبير، وابن طلحة، وخرج غضبان إلى منزله). - وكما جاء في السيرة النبوية بأن المدبر للفتنة هو اليهودي عبد الله بن سبأ الذي كان يهودياً ومن ثم أظهر إسلامه في عهد الصحابي عثمان بن عفان فكان منهم من عمل على محاصرة عثمان بن عفان في داره. - وقد زيفوا وزورا عليه كلاماً جاء فيه بأنه يريد قتلهم بعد أن أعطاهم الأمان. - ولما اشتد أمر أهل الفتنة وتهديدهم للخليفة عثمان بن عفان بقتله، تحرك الصحابة لقاتلهم وردهم، فكان موقف الصحابي عثمان بأن رفض القتال وأمر بألا يرفع أحد السيف للدفاع عنه، وأن لا يُقتل أحد بسببه.
- قبر عثمان بن عفان رضي الله عنه عام
- قبر عثمان بن عفان الاردن
- قبر عثمان بن عفان رضي الله عن
- قبر عثمان بن عفان رضي الله عنه ب
قبر عثمان بن عفان رضي الله عنه عام
خرج الثوار على الخليفة الثالث سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه، يطلبون منه عزل ولاة بني أمية، بعدما نقموا منه فى عدة بلدان، لكنه أرضاهم وردهم إلى بلادهم، وعلى رأسهم المصريين، الذى أرضاهم بتعيين محمد بن أبى بكر الصديق، إلا أن مكيدة مروان ابن الحكم كاتب الخليفة قلبت الموازين، كما أورد الذهبي فى سير أعلام النبلاء. بعدما غادر المصريون المدينة وجدوا رسول من الخليفة يحمل رسالة إلى والي مصر يأمره بقتل الثوار فور عودتهم، فعادوا إليه مرة أخرى فى ثورتهم الثانية، فأنكر علاقته بالكتاب، وأن كتابه كتب بغير علمه، فطالبوه بالتنازل عن الخلافة، فما كان منه إلا أن قال قولته المشهورة "لا أَنْزِعُ قَمِيصًا أَلْبَسَنِيهِ اللهُ"، كما ورد فى تاريخ الأمم للطبري. لكن الثورة لم تنتهى إلا بالدخول على الخليفة فى داره، وقطع أصابع زوجته عندما أرادت الدفاع عنه، ثم قتله وإسالة دمه على المصحف، فى أول ثورة مسلحة يراها المسلمون فى التاريخ الإسلامي، كانت باكورة انقسام الأمة الإسلامية. إلقاء الجسد مكث الخليفة الراشد بعد مقتله بقى ثلاثة أيام مطروحا على "كناسة بنى فلان"، وهى مكان لوضع القمامة، بسبب تعنت الثائرين عليه دفنه أو الصلاة عليه، حسبما أورد عمدة المؤخرين ابن جرير الطبري فى تاريخ الأمم والملوك.
قبر عثمان بن عفان الاردن
الصلاة عليه ثم قام أثنا عشر رجلا منهم: جدي مالك بن أبي عامر ، وحويطب بن عبد العزى ، وحكيم بن حزام ، وعبد الله بن الزبير ، ومعهم عائشة بنت عثمان معهم أتوا إلى جسده بمصباح فحملوه على باب، وإن رأسه يقول على الباب "طق طق" حتى أتوا به البقيع ، فاختلفوا في الصلاة عليه ، فصلى عليه حكيم بن حزام أو حويطب بن عبد العزى ثم أرادوا دفنه، كما جاء فى معرفة الصحابة لأبى نعيم الأصفاني. الدفن فى مقابر اليهود لما أرادوا دفنه فى البقيع، قام رجل من بني مازن فقال: والله لئن دفنتموه مع المسلمين، لأخبرن الناس، فحملوه حتى أتوا به إلى حش كوكب، وهو بستان لرجل يسمى كوكب تدفن فيه اليهود موتاها. فلما وصلوا إلى حش كوكب وأرادت ابنته البكاء عليه، نهرها عبدالله بن الزبير، وقال لها "اسكتي"، حتى لا يخرج الثائرين فيمنعوا دفنه مرة أخرى، فلما دفنوه وسووا عليه التراب قال لها إبن الزبير: "صيحي ما بدا لك أن تصيحي". وكان عثمان بن عفان قبل ذلك يمر بحش كوكب فيقول: ليدفنن ههنا رجل صالح، كما أورد الطبراني فى المعجم الكبير والطبري فى تاريخ الأمم والملوك.
قبر عثمان بن عفان رضي الله عن
-ولأنه كان يعلم بأنهم لا يريدون أن يقتلوا أحد غيره، فكره أن يحتمي بالمؤمنين، وأحب أن يقيهم بنفسه، وكان يعلم بأن هذه الفتنة فيها قتله. - فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن حوالة أن رسول الله محمد قال: «من نجا من ثلاث فقد نجا، ثلاث مرات، موتي، والدجال، وقتل خليفة مصطبر بالحق معطيه». رواه أحمد في مسنده - وعن ابن عمر قال: (ذكر رسول الله فتنة، فمر رجل، فقال: «يُقتل فيها هذا المقنع يومئذ مظلوماً»، قال: فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان). -ولا يوجد أي خلاف في السير النبوية بأنه دفن بحش كوكب شرقي البقيع وقد تم دفنه ليلة السبت ما بين المغرب والعشاء خيفة من الخوارج، وقيل بل استأذن في ذلك بعض رؤسائهم، فخرجوا به في نفر قليل من الصحابة، وذكر منهم طلحة والزبير وعلي. وقال أيضاً: (وقد عارضه بعض الخوارج وأرادوا رجمه، وإلقاءه عن سريره، عزموا على أن يدفن بمقبرة اليهود بدير سلع، حتى بعث علي رضي الله عنه إليهم من نهاهم عن ذلك). - وقد قام بتشيع جثمانه الطاهر جماعة من الصحابة والتابعين ودفنوه بثيابه الملطخة بالدم ليلاً ولم يؤخروه. - وقد حضرت الملائكة جنازته لما روى الحافظ الدمشقي مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (يوم موت عثمان تصلى عليه ملائكة السماء) قال الراوي: قلت يا رسول الله عثمان خاصة أو الناس عامة؟ قال: عثمان خاصة.
قبر عثمان بن عفان رضي الله عنه ب
والعلة في ذلك: أن نزول الإنسان القبر لدفن الميت لا يناسبه أن يكون حديث عهد
بالجماع ، فإنه لا يأمن أن يتذكر شيئا من ذلك ، وهو في القبر ، والحال حال خشوع
وتذكر للموت وما بعده ، فلا يناسبه التفكر في شيء من متاع الدنيا. فكيف بشيء من
أقوى ملاذها وشهواتها ؟! قال ابن الجوزي رحمه الله:
" يُقَال: قارف الرجل امْرَأَته: إِذا جَامعهَا. والقريب الْعَهْد بالشَّيْء يتذكره،
فَلهَذَا طلب من لم يقرب عَهده بذلك " انتهى ، من "كشف المشكل" (3/296). قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
" وَفِي هَذَا الْحَدِيث:... إِيثَار الْبَعِيد الْعَهْد عَنْ الْمَلَاذ فِي
مُوَارَاة الْمَيِّت - وَلَوْ كَانَ اِمْرَأَة - عَلَى الْأَب وَالزَّوْج...
وَعَلَّلَ ذَلِكَ بَعْضهمْ بِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يَأْمَن مِنْ أَنْ يُذَكِّرهُ
الشَّيْطَان بِمَا كَانَ مِنْهُ تِلْكَ اللَّيْلَة ". انتهى من " فتح الباري " (3/ 159). وقيل:
" خَشِيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ نَزَلَ أَنْ يَتَذَكَّرَ شَيْئًا،
فَيَذْهَلَ مِنَ الْإِتْيَانِ بِكَمَالِ الْمَنْدُوبَاتِ الَّتِي تُفْعَلُ
بِالْمَيِّتِ فِي الْقَبْرِ " انتهى. انظر: "مرقاة المفاتيح" (3/ 1227). ثالثا:
فإن قيل: عدم دخول عثمان القبر يدل على أنه جامع تلك الليلة ، فكيف يفعل ذلك
وزوجته في الموت ؟
قيل: ليس في الخبر دليل على أن هذا قد وقع من عثمان رضي الله عنه ، بعد ما ماتت
زوجته ، بل ولا حين علمه باحتضارها.
فَرَمَاهُ عَمّارٌ بِسَهْمٍ
، فَقَتَلَاهُ، ثُمّ انْصَرَفَا إلَى النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَخْبَرَاهُ. وَيُقَالُ: أُدْرِكَ بِثَنِيّةِ الشّرِيدِ عَلَى ثَمَانِيَةِ أَمْيَالٍ مِنْ
الْمَدِينَةِ، وَذَلِكَ حَيْثُ أَخْطَأَ الطّرِيقَ، فَأَدْرَكَاهُ فَلَمْ يَزَالَا
يَرْمِيَانِهِ بِالنّبْلِ ، وَاِتّخَذَاهُ غَرَضًا ، حَتّى مَاتَ " انتهى. فهذا الذي ذكره الواقدي في
مغازيه ، ولا علاقة له بموت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والواقدي لا يعتد
به ، كذبه الشافعي وأحمد والنسائي وغيرهم ، وقال إسحاق بن راهويه: هو عندي ممن يضع
الحديث. "تهذيب التهذيب" (9 /326). خامسا:
لا غضاضة على عثمان في شيء مما تقدم ، ومن ترك ذكر مآثره وفضائله ، وتشبث في غمزه
بمثل هذا فهو جاهل ضال ، في قلبه دغَل ، فلينظر إلى حاله ، وليبك على نفسه. والله أعلم.