يتعرض الإمام البخاري وصحيحه هذه الآونة لانتقادات متواصلة، بعضها يأتي من الخارج على يد نفر من الدارسين المسلمين الذين استقر بهم المقام في الجامعات الغربية، وبعضها الآخر ينطلق من الداخل على يد بعض مدعي التنوير في العالم العربي، وليس ثمة فروقات بين انتقادات الخارج والداخل التي يمكن إيجازها في النقاط التالية:
– وجود قرنين من الزمان يفصلان بين عصر البخاري وعصر النبوة، قضى جميع الصحابة نحبهم خلالها، وبالتالي يصعب التثبت من صحة الأحاديث المنسوبة إليهم. – استغرق وضع الكتاب ستة عشر عاما وهي مدة لا تكفي لتمحيص ستمائة ألف حديث وفق المنهجيات التي صاغها بنفسه. احاديث النبي عن النساء. – طعن في حجية البخاري وصحة أحاديثه عدد من العلماء المتقدمين كالدارقطني وغيره. – تناقض بعض الأحاديث مع القرآن، ومن ذلك الأحاديث التي تحقر شأن النساء وتكرس دونيتهن، وهو الادعاء الذي تتبناه الدارسات النسويات. في السطور التالية سأحاول بقدر المستطاع مناقشة الانتقاد الأخير إضافة إلى محاولة بيان الإمكانيات المعرفية التي يتيحها صحيح البخاري -وغيره من كتب الصحاح- للباحثين في بناء تصورات أقرب للدقة حول موقع النساء في عصر النبوة وأدوارهن وعلاقاتهن بالقضايا المختلفة، وعلى هذا سأناقش أولا دقة الادعاء من بضع نقاط ثم أردف بذكر بعض الأحاديث المتعلقة بالنساء والتي تغاير الصورة التي يريد الحداثيون تعميمها.
- هل حقرت أحاديث البخاري من شأن النساء ؟ - إسلام أون لاين
- ص127 - تخريج أحاديث وآثار كتاب في ظلال القرآن - سورة النساء - المكتبة الشاملة
هل حقرت أحاديث البخاري من شأن النساء ؟ - إسلام أون لاين
حسن أخرجه أبو داود. ليس للنساء وسط الطريق: عن أبي أسيد الأنصاري أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - لنساء:استأخرن فإن ليس لكُن أن تحْقُقْنَ الطريق عليكن بحافات
الطريق فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها
به. أن تحْقُقْنَ: هو أن تركبن حُقها وهو وسَطها. طواف النساء من غير اختلاط بالرجال: عن ابن جريح قال أخبرني عطاء إذ منع ابن هاشم النساء من الطواف مع الرجال قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي - صلى الله عليه
وسلم - مع الرجال؟ قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال:أي لعمري لقد أدركته بعد
الحجاب، قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة - رضي الله عنها - تطوف حَجْرَة من الرجال لا تخالطهم. : حجرة: ناحية. احاديث الرسول عن النساء. أخرجه البخاري. منع دخول الرجال على الأجنبيات: عن عقبه بن عامر رضي الله - تعالى - عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه الحمو: القريب من الزوج. الموت: أي الهلاك واقع في الخلوة به.
ص127 - تخريج أحاديث وآثار كتاب في ظلال القرآن - سورة النساء - المكتبة الشاملة
قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ: لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً)رواه البخاري (4425)، ورواه النسائي في " السنن " (8/227). ويقدم الرمح البرهان على كلامه بدور السيدة عائشة في موقعة الجمل: "السيدة عائشة قادت جيش المسلمين في موقعة الجمل، ولوكان صحيحاً لما مشوا خلفها". احاديث نبويه عن النساء. واستشهد الرمح بالآية القرآنية رقم 71 من سورة التوبة "المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض" مستدلاً من خلالها على أن المرأة قد تكون في الولاية و القيادة، وأن الولاية لدى المرأة والرجل تنبع من حسن القيادة والتدبير والحكمة، بحسب قوله. يرفض الرمح طرح قضية الأفضلية بين النساء والرجال بقوله "الرجل والمرأة يكملان بعضهما"، واستشهد بعبارات من القرآن مثل "المؤمنون والمؤمنات والمسلمون والمسلمات"، مؤكداً أن واو العطف هنا تسمى لغة المساواة بالحكم وليس أن المرأة ملحقة بالرجل. ضرب النساء من حق الرجال
يبرر كثير من الرجال حقهم في ممارسة العنف الجسدي علي النساء بالاستناد إلى أحاديث نبوية تمنحهم الحق في ممارسة ذلك. ومن الأحاديث المتداولة أيضاً في بعض المجتمعات المسلمة، والتي يعتقدون أنها تمنح الرجل حقاً في ضرب زوجته، حديث منقول عن الأشعث بن قيس يقول فيه: "ضفت عمر ليلة فلما كان في جوف الليل قام إلى امرأته يضربها فحجزت بينهما فلما أوى إلى فراشه، قال لي يا أشعث احفظ عني شيئاً سمعته عن رسول الله لا يُسأل الرجل فيم يضرب امرأته ولا تنم إلا على وِتر ونسيت الثالثة…" وهذا من "الأحاديث الضعيفة" ولم يوثقه أحد من العلماء" بحسب كتاب "تخريج الأحاديث الضعفاء".
تخصيص النساء بمجالس العلم وإفرادهن بمكان مستقل عن الرجال عند الحاجة: عن أبي هريرة - رضي الله عنه -قال: جاء نسوة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلن: يا رسول الله ما
نقدر عليك في مجلسك من الرجال، فواعدنا منك يوما نأتيك فيه فقال: موعدكن
بيت فلان وأتاهن في اليوم ولذلك الموعد قال: فكان مما قال لهن ما من امرأة
تقدم ثلاثا من الولد تحتسبهن إلا دخلت الجنة، فقالت امرأة منهن:أو اثنان
قال أو اثنان. هل حقرت أحاديث البخاري من شأن النساء ؟ - إسلام أون لاين. صحيح أخرجه أحمد وابن حبان. حمل الرجال الجنازة دون النساء: عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله -
عليه السلام - قال:"إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن
كانت صالحة قال: قدموني وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين يذهبون بها؟
يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعه لصعق". منع النساء من دخول حمامات السباحة ونحوها: عن أبي المليح الهذلي أن نسوة من أهل حمص استأذنُ على عائشة فقالت: لعلكن من اللواتي يدخلن الحمامات، سمعت رسول الله - صلى الل ه عليه وسلم - يقول: "أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله " صحيح أخرجه الترمذي وابن ماجه. النهي عن مباشرة المرأة للمرأة وعن وصفها لزوجها: عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:"لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها".